[color=#00cc33] أرجوكم تعلمو الحب
[لا أزال أذكر تلك الكلمات التي حاولت زرعها جدتي بقلبي
بسبب خوفها الكبير علي
علمتني جدتي أن أخاف من اليهود
أن لا ألعب مع أطفال يهود
وأن لا أبتسم لصبيان يهود
وفتيات يهوديات
بأسلوبها النبيل الساذج
علمتني كيف أخاف من هذه الفئة من البشر
كيف أكرههم لأنهم فقط مختلفين
كيف أحكم عليهم بالقذارة حتى دون أدنى تعامل بسيط معهم
كيف أهرب منهم وأرفض وجودهم
في عالمي الصغير آنذاك
أيضا خالتي فعلت ذات الشيئ معي
على الرغم من كونها من أبناء الجيل الصاعد
زرعت بقلبي الخوف تجاه كل فكر حر
كل فكر يختلف عن فكرة الديانات
وخصوصا الدين الإسلامي
بينما أستاذي المقرب
علمني كيف أخاف من فكرة الديانات
وإحتكار العقل جعلني أكره كل صاحب دين
وأرسمه بخيالي متخلفا لمجرد
معرفتي بأنه صاحب دين
وبهذه الطريقة أصبحت أنا الطفل
أنضج لأكتشف العالم من حولي بطريقة ليست سليمة
أصبحت أنضج وأكبر وكرهي للكون الذي أسكنه يكبر
لا اعرف أحب من أو أكره من
لا أعرف كيف أعيش مع من حولي
بسبب إختلافي عنهم
ولأنني عشت مراحل متنقلة بحياتي وبعدة بلدان
وكنت غير مستقر لم يشأ القدر بأن يجعلني
أكون بعلاقة صداقة مع أطفال متشابهين في صغري
لذا كنت طفل متميز متميز لأنه يسكن عالمه
الذي قمت برسمه في مخيلتي
كنت أتخيل أن الكون بستان كبير
وأن الأشخاص هم أزهار بيضاء تملأ البستان
أزهار لها ذات الرائحة وذات اللون
وهي الرسمة الوحيدة التي كانت عالقة في ذهني
والتي كنت لا أكف عن رسمها
وأنا صغير كما أخبرني معلم صف الأعدادى
بعدما أصبحت شاب بالحقيقة
صورة هذا البستان الجميل الذي عاش كثيرا في عقلي
لم يكن صورة تنم عن نفسية جميلة
بل نفسية إن صح القول عنها مريضة
فنحن البشر خُلقنا مختلفون
ويجب أن نبقى على طبيعتنا وإن تشابهنا بأمور كثيرة
أهمها أننا بشر نعيش في كون واحد
كبرت
ولا أزال أحمل هذا الفكر المريض
لكن بمستوى مرضي أقل لأنني بدأت بهذه الفترة
أقرأ الكتب وأكتب بالمجلات المتنوعة
حتى بدأت أكتشف اللمسات الجميلة الموجودة
بقلوب جميع البشر دون
معرفة لونهم ودينهم وعرقهم ..إلخ
حتى كبرت قليلا وأصبحت في المرحلة من المراحل
التي أعتبرها مرحلة هامة جدا في حياتي
حيث أنني قمت بكسر كل حواجز الخوف والكره
الموجودة في قلبي تجاه الكون
فعلت ذلك بقوة لا أعرف كيف إستطعت الحصول عليها
ربما هو تأثير قراءاتي في الأدب
ككل الذي جعلني أرى الكون بشكل مختلف تماما
عما كنت أتصوره
أحببت جميع البشر بصدق
أصبحت أرغب بالتعايش معهم بصدق ومحبة
أصبحت مقتنع تماما بأننا نحن البشر
حتى وإن إختلفنا فنحن
نحمل قضايا متشابهه أهمها الإنسانية
الآن أنا شاب ناضج أعترف بجميع البشر
أعترف بحتمية وجود إختلاق بين البشر
أعترف بأن جميع البشر يحملون الخير في قلوبهم
وأننا نسير لنفس النهايات لكن بطرق مختلفة
وبهذا الفكر أصبحت لدي صداقات عديدة
محببة على قلبي مختلفة جدا عن ما أعتقد انا به
وهي صداقتا جديرة بالمعرفة والمحبة
نتناقش .. نحب ... ننقد .. نفكر .. لكننا لا نكره
لذا اقول تعلموا الحب
تعلموا كيف لا نحكم على الفرد دون معرفتنا الحقيقة به
كي لا نظلمه ولا نظلم أنفسنا
فهذه الطريقة من التربية
بصدق عملت ولا تزال تعمل على تدمير نفوسنا
وكوننا الفسيح الذي يجمعنا
الذي يعلمنا جميعنا كيف نتقبل الآخر حتى وإن كان مختلفا
تعلموا كيف لا نحكم على المسيحي لأنه ينتمي لهذا الدين
أواليهودي لأن اليهود إحتلوا فلسطين
تعلموا كيف لا نخاف من الملحد ونكرهه
فقط لأننا تربينا على النفور منه
تعلموا كيف لا نحكم على المسلم من لحيته
والمسلمة من حجابها
تعلموا الحب ببساطة شديدة
م ن/color]
**************************************************