ما أكثر الأشياء التي نظنها تافهة
ما اكثر الاشياء التي نراها و نظنها تافهة او قليلة التاثير,مع اننا لو دققنا النظر فيها لخرجنا بالحكمة و عمق التفكير.
هذه دقات الساعة مثلا....اننا نسمع هذه الدقات من الساعات الكبيرة وهي ترسل رنينها مترددا يمينا و شمالا فلا نفهم عادة من هذه الدقات الا انها تنبيه على مضي وقت واقبال وقت...
ولكن لاننسى انها تذكرنا مثلا بالماضي تعلن انقضاء وقت وهذا الوقت المنقضي اصبح في ذمة الله و التاريخ وقد مضى بما له وما عليه,و بخيره وشره ولا ندري ما الله صنع فيه.
ومن هنا يجب علينا ان نقف لندرس ونستعرض ونتدبر فان كان الذي مضى خير حمدنا الله عليه وطلبنا المزيد منه وان كان شرا -لا قدر الله- ندمنا عليه
دقنا في العزم على عدم الرجوع اليه. والواقع ان الساعات تمر سريعة متتابعة واكثرن لا يشعر بها, ولا يحسن استغلالها حتى صرنا مغبونين في اوقاتنا و اعمارنا. هل العمر الا ساعة تتبعها ساعة؟..
و لا مر ما سمى الحكيم العليم يوم القيامة بالساعة واشار في كثير من ايات القران المجيد الى ان الساعه تاتي بغتة وان الحياة الدنيا قصيرة مهما طال امدها, فهو سبحانه يقول
"ويوم يحشرهم كان لم يلبثوا الا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذ ين كذبوا بلقاء الله حتى اذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون اوزارهم على ظهورهم الاساء ما يزرون"
ودقات الساعة تذكرنا بالوقت الحاضر تعلن ابتداء وقت والمؤمن بن وقته, ولك الساعه التي انت فيها والوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك و لليوم عمل اذ اخرته الى الغد لم تضمن بقاءك الى الغد.
واذا فيجب على العاقل اللبيب حينما يسممع دقات الساعة يقول لنفسه هذا وقت جديد يقبل فمذا اعددت له ؟
ودقات الساعة تكرنا بالمستقبل اقبال وقت طويل او قصير فماذا اعددنا؟
"اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا و اعمل لاخرتك كانك تموت غدا؟"
وماذا هيانا لذلك الغد المبهم المحجب من حصون الايمان والثقة وحسن الظن بالله الرحمن الرحيم الذي له ملك السموات و الارض؟
ودقات الساعة الكبيرة اعلى من دقات القلب و اوسع رنينا فليذكر كل عاقل حينما يسمع دقات الساعة انه وداع للماضي و استقبال للحاضر و استعداد للمستقبل
قال تعالى
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله و المؤمنون و ستردون الى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )
والله تبارك وتعالى اعلم.
ما اكثر الاشياء التي نراها و نظنها تافهة تمعن بدقات الساعه
**************************************************