قصيدة العزيزة
هذه قصيدة كتبتـُها في عزيزة تـُركت وهـُجرت من قبل أبنائها:
القصيدة بائية ٌ ساكنة ٌ على البحر الكامل.
عجب الفؤاد وكيف لا يأتي العجب == والقوم بعد العزّ قد نفخوا القرب
طربوا على أنغام من يهوى الطرب == لعبوا وإنّ القوم قد عشقوا اللعب
تركوا العزيزة عند أطلال الألى == تـتذكر الأمجاد في حـرّ اللهـب
تـتـذكـر الأقـوام أيـن ديـارهــم == من كان يؤنسها ويهديها الطرب
من كان يحفـظها ويحـفـظ عزّها == حفظا ً يليق بذي المكانة والرُّتب
واليوم لا عـزّ ٌ كـأن أصـابـهـا == داءٌ أطاح الرّوح من بعـد اللـقب
استوحشت فالأرض ليست أرضها == والناس في ميدانها ليسو العرب
أخـبـارهـا هـمّ ٌ وهـجـرٌ دائـمٌ == ميّزتـُها مثلا ً أرى فيه العـجـب
فالحال منصوبٌ على جذع الأسى == والهمّ مرفوع ٌ بضّمٍ مُـرتـقَـب
والفعل طاب اللحن رمز شعوبها == وعلامة الإعراب تقليد الصَّـقب
مااستثنيت إلا تردّى وضعها == من واو عمرٍو حظـّها بين النـُّـقب
موصوفة ٌ بالنقص عند شعوبها == مجزومة ٌ فوق المنابر والخطب
موزونة ٌ بالبخس في أسواقنا == مصروفة ٌ بالحذف من فكر النُخب
وقواعد الإعراب جُرّت تحتها == جراً يجرّ الإعـتزال مع الـعـتـب
ذهب الفصيح وأبدلوه بلكنةٍ == ذهبت بها أمجـاد أفـواه العــرب
هل من فصيحٍ بيننا متكلّمٌ == هلّا اجلوزّ القوم في علم الأدب
أرِب الخليل وثعلبٌ والأصمعي == لكنّـنا من بعدهم نـثـأ َ الأرب
أين الفصاحة والبلاغة والهدى == أين النّحاة وأين أرباب الكتب
صرخت على رمل العروبة صرخةً== مُـزجت بصوت المُستغيظ المُنتحِب
آهٍ لقـومٍ أوردونـي حـبـهـم == يتسامرون على حديـثـي المُنتـقَب
آهٍ لقـومٍ سيـدونـي رفـعـة ً == فوق اللغات وفوق أعراق النّسب
أحببتهم فالعين تدمع بعدهم == والمرء يفعل ما يشاء لمن أحـب
واليوم أنتم لم تصونوا عزّتي == أوردتمُ مجدي المهالك والعطب
عذراً فصوتي لايُشنف أذنكم == وجمال سحري ضاع في لجّ الصّخب
لكن سؤالي علّـكم أن تعقلوا == من ضيّع الأمجاد كيف سيُـنتـسب
حمد مطلق الروقــي
**************************************************