علم البيان
الظهور والوضوح والإفصاح، وما تبين به الشيء من الدلالة وغيرها؛ تقول بان الشيء بيانا: اتّضح، فهو بيّن، والجمع: أبْيناء، والبيان: الفصاحة واللَّسَن، وكلام بيّن: فصيح، وفلان أبْين من فلان، أفصح وأوضح كلاماً منه، والبيان: الإفصاح مع ذكاء، والبيان إظهار المقصود بأدلّ لفظ، وهو من الفهم وذكاء القلب مع اللَّسَن، وأصله الكشف والظهور.
ووردت كلمة البيان بدلالاتها اللغوية في آيات القرآن الكريم ومنها قوله تعالى: {هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } [آل عمران الآية 138
وقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ. عَلَّمَ الْقُرْآنَ. خَلَقَ الإِنسَانَ. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} الرحمن: 1-4
بهذا التعليم تميز الإنسان عن كثير من خلقه، وصار ناطقا مبينا، يستطيع أن يعبر عمَّا يخطر بخاطره، ويجول في نفسه من المعاني، فيوصلها إلى غيره من البشر، ويتلقاها الغير عنه، فيتم التفاهم.
ثم أخذت كلمة البيان دلالاتها الاصطلاحية في ما بعد
فأصبح البيان أحد علوم البلاغة الثلاثة المعروفة: البيان والمعاني والبديع.
وقد تداخل علم البيان باديء الأمر مع علم المعاني، واستوعب بعض مباحثه لاحقا، وشمل علوم البلاغة كلها بعض الأحيان.
وقد عرَّف البيان مجموعة من الأدباء :
يقول الجاحظ :هو الدلالة الظاهرة على المعنى الخفي، وهو اسم جامع لكل شيء كشف لك عن قناع المعنى، وهتك الحجاب دون الضمير؛ حتى يُفضَى السامع إلى حقيقته، لأن مدار الأمر والغاية التي إليها يجري القائل والسامع؛ إنما هو: الفهم والإفهام؛ فبأي شيء بلغت الإفهام، وأوضحت عن المعنى فذلك هو البيان في ذلك الموضع.
وقد عرَّفه الخطيب القزويني بقوله: "علم يُعرَف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه"
وسوف نحصر الحديث عن هذا العلم في موضوعات أهمها: التشبيه بأركانه وأنواعه، والاستعارة بأنواعها: (التصريحية، والمكنية، والتمثيلية) والكناية، والمجاز المرسل بعلاقاته المتعددة.
**************************************************