ظنوا السياسة لعبةً وخديعة
ما ليس مقبولاً ولا معقولا أن يُصْبحَ اليمنُ الحبيب طلولا
أن يشتوي بالنار من أبنائه ويناله منهم أذىً وخمولا
ثوراته موءودة ودماؤه مسفوحة تروى الثرى المشلولا
ونساؤه مأسورةً ورجاله يتطلبون لدى الغريب حلولا
الراكعون لكل علجٍ أجربٍ والخاضعون أذلةً وغفولا
**********
يتقاتلون على سرابٍ خادعٍ ويرون فيه المغنمَ المأمولا
ظنوا السياسة لعبةً وخديعة والحكم بطشاً سافراً ومحولا
***
وطن يُباع على الرصيف بحفنةٍ من مال إسرافيل أو عزْريلا
***
أسفي على الشهداء كيف تساقطوا كيما ينال الخائنُ الإكليلا
خرجوا فدى أوطانهم وشعوبهم لم يرهبوا عنفاً ولا تقتيلا
أين اليمانيون من تركوا على وجهِ الزمان سناءَهم مجدولا
* * *
لم يبق منهم في البلاد بقيةٌ رحلوا سيوفاً في الدنى وخيولا
لم يتركوا في الدار إلاَّ عاجزاً متهوراً أو حاقداً مخبولا
* * *
إني لأهجوهم وأشعر أنني أهجو كياني مبدءاً وأصولا
وأذم نفسي حين أضمر ذمهم وأراني المذموم والمسؤولا
لكنني –يا ويح نفسي- لم أزل في الناس من أفعالهم مذهولا
خرجوا على القيم الأصيلة واحتذوا درباً –إلى أوهامهم- مرذولا
لا يسمعون نداء صوتٍ عاقلٍ أو يأخذون إلى الوئام سبيلا
لَعَنتْهم الأحفاد في أصلابهم ونفتهم الأجيال جيلا جيلا
وتبرأت منهم جبال بلادهم واستسخفَتْهُم سيرةً وعقولا
****
قلم الكاتب والشاعر الكبير الدكتور / عبدالعزيز المقالح