الشاعر المقنع الكندي
الكندي كان من شعراء العصر الاموي
وهذه نبذة عنه:
محمد بن عميرة بن أبي شمر بن فرعان بن قيس بن الأسود عبد الله الكندي.
شاعر، من أهل حضرموت. مولده بها في (وادي دوعن)، اشتهر في العصر الأموي،
وكان مقنعاً طول حياته، و(القناع من سمات الرؤساء) كما يقول الجاحظ.
وقال التبريزي في تفسيره لقبه: المقنع الرجل اللابس سلاحه،
وكان مغط رأسه فهو مقنع، وزعموا أنه كان جميلا يستر وجهه،
فقيل له: المقنع! وفي القاموس والتاج: المقنع،
المغطى بالسلاح أو على رأسه مغفر خوذة.
وهناك بعض القصائد مثل:
يُعاتِبُني في الدينِ قَومي وَإِنَّما = دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا
أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة = وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا
او
وَلي نَثرَةُ ما أَبصَرَت عَينُ ناظِرٍ = كَصُنعِ لَها صُنعاً وَلا سَردها سَرداً
تَلاحَمَ مِنها سَردُها فَكَأَنَّما = عُيونُ الدَبا في الأَرضِ تَجرُدها جَردا
او
أُبلُ الرِجالَ أَرَدتَ إِخاءَهُم = وَتَوَسَّمَنَّ فَغالَهُم وَتَفَقَّدِ
فَإِذا ظَفَرتَ بِذي اللَبابَةِ وَالتُقى = فيهِ اليَدَينِ قَريرَ عَيٍ فَاِشدُدِ
او
لا تَضجَرَنَّ وَلا تَدخُلكَ مُعجِزَةُ = فَالنُجُحُ يَهلِكَ بَينَ العَجزِ وَالضَجرِ
او
إِنّي أُحَرِّض أَهلَ البُخلِ كُلِّهُم = لَو كانَ يَنفَعُ أَهلَ البُخلِ تَحريضي
ما قَلَّ ماليَ إِلّا زادَني كَرَماً = حَتّى يَكونَ برزقِ اللَهِ تَعويضي
او
وَكُن معدِناً لِلحُلمِ وَاِصفَح عَنِ الأَذى = فَإِنَّكَ راءٍ ما عَلِمتَ وَسامِعَ
وَأَحبِب إِذا أَحبَبتَ حُبّاً مقارِباً = فَإِنَّكَ لا تَدري مَتى أَنتَ نازِعُ
او
وَلا تَجعَل الأَرضَ العَريضَ مَحلُّها = عَلَيكَ سَبيلاً وَعَثَةَ المُتَنَقَّل
وَإِن خِفتَ مِن دارٍ هَواناً فَوَلِّها = سِواكَ وَعن دارِ الأَذى فَتَحَوَّلِ
او
نَزَلَ المَشيبُ فَأَينَ تَذهَبُ بَعدَهُ = وَقَد ارعَويتَ وَحانَ مِنكَ رَحيلُ
كانَ الشَبابُ خَفيفَةٌ أَيّامُهُ = وَالشَيبُ مَحمَلُه عَلَيكَ ثَقيلُ
او
وَإِذا رُزِقتَ مِن النَّوافِل ثَروَةً = فَاِمنَح عَشيرَتَكَ الأَداني فَضلَها
وَاِستَبِقها لِدِفاع كُلِّ مُلِمَّةٍ = وَاِرفُق بِناشِئَها وَطاوِع كَهلَها
او
كَالخَطِّ في كُتُبِ الغُلامِ أَجادَه = بِمدادِهِ وَأَسَدَّ مِن أَقلامِهِ
قَلَمٌ كَخَرطومِ الحَمامَةِ مائِلٌ = مُستَحفِظٌ لِلعِلمِ مِن عَلّامِهِ
او
إِن عَلياً سادَ بِالنَكرّم
وَالحُلمِ عِندَ غايَةُ التحلُّمِ
او
وَفي الظَعائِن وَالأَحداجِ أَحسَنُ مَن = حَلَّ العِراقَ وَحَلَّ الشام وَاليمنا
جَنيَّةً مِن نِساءِ الأنسِ أَحسَنُ مِن = شَمسِ النَهارِ وَبَدر اللَيلِ لَو قُرِنا