أصل و تاريخ العقال
صورة لشيخ عراقي يرتدي العقال العربي بعدسة مصور إنكليزي عام ١٩٢٥م .
يعرف العقال كجزء من اللباس العربي التقليدي، الذي ما زالت تحافظ عليه بعض الدول العربية فيرتديه الرجال بشكل يومي فوق الغترة أو غطاء الرأس, و قد عرف سكان الجزيرة العربية و بلاد الشام والعراق بارتدائه منذ القدم, و تختلف الرويات حول أصل و تاريخ العقال, فمنهم من يرى أن العقال جاء بسبب التكيف مع طبيعة المنطقة, إذا أن ارتداء الغترة أو غطاء الرأس أمر مهم بحكم طبيعة الرملية و حرارة الشمس في المنطقة فتراهم يغطون به رؤوسهم, و أحياننا وجوههم إذا ما اقتضت الحاجة, وهو ما جعلهم يعتمرون العقال من أجل تثبيت غطاء الرأس هذا. و في رواية أخر أن العقال هو ما كانوا يربطون به الناقة من أجل تثبيتها في مكان ما, وحين يرغبون التنقل بها, يفكوف هذا القيد و يضعونه فوق الغترة أو غطاء الرأس لحين حاجتهم إليه عند التوقف عن المسير لمعاودة ربط الناقة به, و هي رواية مرجحة أيضا, و يرى البعض أنه قد يكون السوط الذي يضربون به الدواب لحثها على المسير و حين يفرغون من الحاجة إليه يحتفظون به على رؤوسهم لمعاودة استخدامه عند الحاجة. كلتا الروايتين مرجح بحكم إقبال الناس على التكيف بطريقة بسيطة مع نمط حياتهم, و لكنهما أيضا لا يفسران شكل و نمط العقال المتعارف عليه, إذا تقول رواية ثالثة عن أصل العقال بما لا يتناقض مع الروايتين السابقتين, أن لون العقال لم يكن مهما, و ليس موحدا, فكان يكفي أن يفي بالغرض الذي وضع لأجله, و لكن لون العقال الأسود الذي درج إلى أن بدأ البعض بتغيره يعود إلى واقعة معينة, وهي خروج المسلمين من الأندلس, إذ يقال أنهم ارتدوه باللون الأسود كنوع من الحداد, و تعهدوا بأن يحافظوا عليه على رؤوسهم كي لا ينسوها, و تعبيرا عن نيتهم لستعادتها فيما بعد. في الأونة الأخيرة, تغير شكل العقال, فقام البعض بجعله أكثر سمكا, و غير في ألوانه و أضاف البعض الأخر القصب اللامع إليه, من باب معاملته كأكسسوار تقليدي بحلة عصرية, إلا أن العقال الأسود المكون من طارتين ما زال الأكثر شيوعا و انتشارا إلى الأن.
مقالة من اعداد خالد عوسي
م ن
**************************************************