وصايا حكيم لابنه في زمن الفيسبوك
اعلم يابني أن الفيس بوك بحر عميق .. هلك فيه خلق كثير. فكن كالنحلة فيه ،
لا تقف إلا على الطيب من الصفحات لتنفع بها الآخرين بما تستفيده أنت أولاً .
بني .. لاتكن كالذباب يقف على كلّ شي فينقل الأمراض دون أن يشعر.
بني .. قبل أن تعلّق أو تشارك فكّر إن كان ذلك يرضي الله تعالى أو يغضبه.
وإياك أن تتحدث ضد شخص قبل أن تتأكد من صحة مصدرك ،
وتأكد من أن المقابل قد تجاهر بفعله حقا . فما نفعله في السر لا يجوز لأحد التحدث عنه ، إلا إذا تحدثت مع من يمكن أن يصلح عيوبنا أو يوقف شرنا.
يابني .. لا تتنازل عن أخلاقك على الفيس أبدا ، وإن كان اسمك مستعارا وشخصيتك غير معروفة ، فإن الله تعالى يعلم السر وأخفى.
بني .. لا تجرح من جرحك ، فأنت تمثل نفسك وهو يمثل نفسه.
بني .. انتقِ ما تكتب .. فأنت تكتب والملائكة يسجلون.. والله تعالى من فوق الجميع يحاسب ويراقب. فلا تنسى وأنت تخط السطور موقفك بين يدي جبار السموات في يوم الحسرة والندامة.
بني .. إن أخوف ما أخافه عليك في بحر الأنترنت الرهيب هو مشاهدة الحرام ولقطات الفجور والانحراف ، وهي عقبة كؤود لايستطيع تخطّيها إلا من أوتي حظا عظيما.
فإن وجدت نفسك قد تخطيتها فاستفد من هذا العطاء في خدمة نفسك والتواصل مع مجتمعك ، واسع في نشر دينك ومذهبك ، وإن رأيت نفسك متمرّغا في أوحال المحرمات ، فاهرب من دنيا النت هروبك من الأسد ، فالنار ستكون مثواك وسيكون خصمك غدا مولاك. فعاهد الله سبحانه على ان لاتقترب من معاصيه.
بني .. إن أخوف ما أخافه على البنت في عالم الفيس هو مداهمات الشبان الطائشين ومراسلات الرجال الجائعين ، فلتكن منهم على حذر ، وإياها والطمأنينة لوعودهم والركون لكلامهم الملطخ بالعسل ، فربنا يقول (وأتوا البيوت من أبوابها). وليس أغلى عند الفتاة من شرفها. ألا ترى الفاسق يتوسل أول الأمر ويتباكى لمجرد اللقاء بالبنت ، فإذا ما نال منها مراده صارت هي التي تتوسل وتبكي لمجرد أن يستر عليها ..وصار يتهرب ويحاول الاختفاء.
ولا تنس يا حبيبي الهدف الذي خلقنا الله تعالى من أجله ، وأعلم أنه لا توجد بعد هذه الحياة محطة غير الجنة والنار ، فإن لم تكن من أهل الجنة ..
فأنت من أهل النار لامحالة ..
مما راق لي
**************************************************