6 اسباب للهروب من الحب
الحب .. حلم الملوك أما المال حلم الضعفاء والشحاذين
رغم أن الحب هو الدافع والمحرك للحياة إلا ان معظم البشر قرروا أن يتجنبوه , بإدراك منهم أو عدم إدراك , لأسباب عديدة ونحن بصدد إلقاء الضوء على أهم ستة أسباب :
الخوف من ترك القديم والمألوف :
الحب مؤلم ذلك لأنه يحول .. الحب طفرة .. كل تحول أو إنتقال لاشك سيكون مؤلم ، لأن القديم لا بد أن يترك للجديد .. القديم عادة مألوف ، آمن ومأمون ، والجديد غير معروف تماما .. سوف تتحرك في محيط مجهول .. لا يمكنك استخدام عقلك مع 'الجديد" .. العقل يبرع مع القديم فقط .. يمكن للعقل أن يعمل فقط مع "القديم" .. أما الجديد، فإن العقل عديم الجدوى تماما ..
ومن هنا، ينشأ الخوف ، من ترك القديم المريح ، الآمن .. وينشأ الألم أيضاً .. وهو نفس الألم الذي يشعر به الطفل عندما يخرج من رحم الأم .. هو نفس الألم الذي تشعر به الطيور عندما تخرج من البيضة .. هذا هو الألم نفسه الذي سوف تشعر به الطيور عندما ستحاول للمرة الأولى أن تفرد الجناح والتحليق ..
الخوف من المجهول ، فإن انعدام الأمن من المجهول ، وعدم القدرة على التنبؤ بالمجهول ، يجعل المرء كثير الخوف ..
وبسبب أن التحول سيكون من "الأنا" نحو حالة من إنعدام "الأنا" ، يكون العذاب عميقاً جدا .. ولكن لا يمكنك معايشة حالة النشوة بدون المرور عبر العذاب .. إذا كان الذهب يريد أن يكون نقياً ، فإنه يجب أن يمر من خلال النار ..
الحب معاناة وعذاب :
الحب هو النار ..
الملايين من الناس يعيشون حياة بلا حب .. وذلك لأن الحب مؤلم .. يعيشون بدون حب ويعانون أيضا ، ومعاناتهم بدون جدوى .. من يعاني في الحب ليس كمن يعاني عبثاً .. المعاناة في الحب فيها إبداع وخلق وهذه المعاناة تأخذك إلى مستويات أعلى من الوعي .. أما المعاناة من غير حب تماما هذا هو العبث , انه لا يؤدي إلى أي هدف أو مكان .. فإنها تجعلك تتحرك في نفس الحلقة المفرغة ذاتها ..
الإنسان الذي يعيش بدون الحب يعاني من النرجسية .. انه منغلق على نفسه .. لأنه يعرف نفسه فقط .. الآخرين يعملون كالمرآة التى تعكس نفسك .. فإلى أي مدى يمكن أن يعرف الإنسان نفسه إذا كان قد لا يعرف الآخر؟؟ .. لا يمكن أن تعرف نفسك بدون أن تعرف الآخرين .. الحب قاعدة أساسية جدا لمعرفة النفس أيضا .. الشخص الذي لم يعرف الآخر من خلال الحب العميق ، والشغف الشديد ، والوجد ، لن يكون قادراً على معرفة من هو ، لأنه لا يملك المرآة التى
من خلالها يمكن لرؤية انعكاس صورته الخاصة ..
الخوف من كشف دواخلنا :
في علاقة الحب قلنا أن الآخر سيصبح كمرآتك , فينشأ الخوف أيضاً من إنعكاس نفسك بصورة قبيحة لا تحبها ولا ترضي عنها .. لذلك قد تهرب من الآخر وتهرب من الحب .. ولكن تجنب المرآة .. لن يحسن صورتك ولن تصبح جميلاً .. تجنب المرآة لن يجعلك تنمو وتتطور أيضاً .. يجب قبول التحدي .. لا الهرب ..
العلاقات هي مرآة النفس وكلما كان الحب صافياً وسامياً في العلاقة .. كلما كانت المرآة نظيفة وواضحة .. ولكي يسمو الحب يحتاج إلى التخلص من العقد والأمراض النفسية .. وكلما سمي الحب كلما صار الشخص شفافاً ورقيقاً .. يجب ترك كل الدروع والدفاعات النفسية والمسببة للألم .. ليس من الضروري أن تكون دائماً على أهبة الاستعداد .. يجب إسقاط العقل وحساب كل شئ .. يجب أن تخاطر عليك أن تعيش بشكل خطير .. الخوف من التخلص من الدروع ذلك لأنك ستصبح شفافاً بالتالي سيري الآخرين شفافيتك وبالتالي سيأذوك .. وقد تتعرض للرفض أيضاً وهذا من أكبر مخاوف الحب ..
الخوف من فقدان الشخصية "الأنا" :
الحب فضاء مفتوح .. تحلق فيه بأجنحة .. لكن بالتأكيد ، السماء غير المحدودة تخلق الخوف ..
والتخلي عن الشخصية "الأنا" لا شك مؤلم جدا لأننا كل ما تعلمناه هو لزراعة الشخصية .. نعتقد أن الشخصية هي كنزنا الوحيد .. الحب مؤلم لأنه عندما نقع في الحب فجأة نفقد "الأنا" .. والأنا هي ما بنيناه طوال تلك السنوات وكنا نلمعها ونزخرفها ..
الحب يعطيك أول تجربة أن تكون في تناغم مع شيء غير الأنا الخاصة بك .. الحب يعطيك الدرس الأول الذي يمكن أن تقع في تناغم مع شخص لم يكن أبدا جزءا من ذاتك .. إذا كان يمكنك أن تكون في وئام مع امرأة ، وإذا كنت ممكن أن تكون في وئام مع أحد الأصدقاء ، إذا كنت يمكن أن تكون في وئام مع طفلك أو مع والدتك ، لماذا لا يمكن أن تكون في وئام مع جميع البشر ؟.. وإذا كان الوئام مع شخص واحد يعطي كل هذا الفرح .. ماذا ستكون النتيجة إذا كنت في وئام مع جميع البشر؟ .. وإذا كنت تستطيع أن تكون في وئام مع جميع البشر ، لماذا لا يمكن أن تكون في وئام مع الحيوانات والطيور والأشجار؟ .. خطوة واحدة تؤدي إلى خطوة أخرى ..
**************************************************