منتديات العرب
أهلا بكم في منتديات العرب , نرحب بأعضائنا الأحبة و كذلك الزوار الكرام اللذين نرجوا منهم التسجيل لدينا
منتديات العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات العرب

عام لكل العلوم والمعرفة المتعلقة بالمجتمع
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الغرور

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مريم
عضومتقدم
مريم


علم الدولة : الغرور Egypt10
رقم العضوية : 20
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
عدد المساهمات : 1868
نقاط : 3563
الموقع : القاهره
الجنسية : مصرية
المزاج : الرضا ديما ب قضاء الله .قل لن يصبنا الا ماكتب الله لنا
الاوسمة :

الغرور Empty
مُساهمةموضوع: الغرور   الغرور Emptyالإثنين 4 مايو - 18:51

أحياناً أشعر بأن الغرور فضيلة . . وأحياناً أسأل نفسي . .
ما هي الغريزة التي دفعت فناني الموضة إلى ابتكار ألوان لامعة متألقة مشعّة . . مثل الساتان واللامية وموضات مثل القبعة العالية . . والياقة العالية . . والذيل المنفوش . . وغطاء الرأس ذي الريشة .. والشعر المستعار . .
ما هي الرغبة المستترة التي كانت في ذهن خوفو حينما طلب أن تكون له مقبرة أضخم من كل المقابر في الدنيا . . مقبرة سامقة تخرق السماء ولا يقوى عاد من عوادي الزمان على هدمها . . ما هي الغريزة الخفية التي رفعت الهرم على أضلاعه الأربعة . . وأقعدته ثلاثة آلاف سنة يخرج لسانه للنجوم . .
ما هي الدوافع الخفية التي خلقت لنا أنتيكخانة مليئة بالتحف والتماثيل . . ولماذا كان تمثال رمسيس الذي نراه كل يوم بميدان باب الحديد بهذا الطول الشامخ . . ولماذا كان تابوت توت عنخ آمون من الذهب وصحافه من الذهب وجدران غرفاته من الذهب . .
ولماذا يتخذ السوفيت نجماً مثل جاجارين أو تيتوف . . ليضعوه على رأس الإعلان اليومي عن انتصارات الفضاء . . وكلما انطلق صارخ دقت وراءه الطبول وانطلقت أحاديث صحفية وصور وبرقيات . . ووقف خروشوف يقول . . عندي قنبلة قوتها مائة طن ديناميت تمحو أوربا في لحظة . . ووقف أيزنهاور يقول . . ها . . ها . . نحن نتجسس عليكم من سنوات وأنتم لا تعلمون .
ما الذي جعل ناطحة السحاب ترتفع مائة طابق في السماء . . وأرض الله واسعة . . ويمكن بناء مائة فيلا وفيلا فوقها .
لا يمكن أن تكون الضرورة الفنية وحدها هي التي قررت هذه الرغبة في الشموخ . . لا أصدق . .
إن الرغبة في الشموخ ذاتها أكثر أصالة من هذا الإلهام المعماري إن الإنسان طاووس مزهو . . فيه غرور . . غرور خلّاق بناّء ومخرّب مدمّر في الوقت نفسه . .
وهو في محاولته تحقيق هذا الغرور وتأكيده في البحث عن تبرير ومنطق وحجّة معقولة يتوسل بها إلى أغراضه . . وهو حينما يجد هذه الحجة يكون فناناًَ . . ومخترعاً . . وفرعوناً . . وصاحب دين ورسالة . . وعلماً من أعلام الإنسانية . . وحينما لا يجده . . لا يجد مفراً من أن يكون سفاحاً يقتل ويذبح ويسرق ولا يجد حجة يبرر بها جرائمه أمام ضحاياه . . وتنتهي به لا معقولية غروره إلى السجن والمشنقة .
الإنسان غرور يبحث عن معقولية . إنه نسر محلّق وصقر متعالٍ يبحث عن قمة يقف عليها . . وأرض يستوي عليها . . ويستوي عليها جبروته وعزّته وغروره . .
والقمم الوحيدة الممكنة التي يستطيع هذا النسر أن يتربع عليها هي قمم من الأهداف المجردة . . ومثل الخير والجمال . . والعدالة . . وكلها معقولات كلها في حاجة إلى عمارات من المنطق والحجج والبراهين .
وهو إذا استطاع أن يقيم هذه العمارة فإنه يستطيع أن يغطي غروره ويخفي رغبته الأصيلة في الطموح والتفوق بقناع جميل بهيج من الخير والجمال والحق وهو بهذا يفيد ويستفيد . . ويريح ويستريح من هذه الحكة الأبدية التي تأكل قلبه . .
وهو إذا لم يستطع . . يتحول إلى صقر مجنون . . ونسر بهلوان . . لا يجد قمة يقف عليها سوى نفسه . . فيقف على رأسه بالمقلوب . . رجلاه فوق . . ورأسه تحت . . وهو منظر مضحك لا يقنع أحداً . . ونهايته مستشفى المجاذيب .
لماذا تصر زوجتي على أن يكون أثاث بيتها أحسن وشقتها أعظم وزوجها أعظم زوج . . إن هذا الغرور يغيظني . . وعلى إيه ده كله ؟ !
ولكني أكتشف . . أني أيضاً . . وأحياناً . . أتمنى أن تكون زوجتي أحسن زوجة وبيتي أحسن بيت والكلمات التي أكتبها أجمل كلمات .
إن زوجتي بفطرتها لم تعبّر عن عاطفة غريبة عنها وعني . .
إنه الفرعون القديم . . يطلب أن تُبنى له أهرام أخرى . . من مليون صفحة . . ومن ألف طابق . . ومن مائة لقب ولقب . . ولا شبع أبداً . .
الكرباج الذي ينزل على ظهرها . . ينزل على ظهري أيضاً . . . كل ما هنالك أنها قد جسّدته أكثر وأكثر لعيني . .
وهكذا الإنسان دائماً . . رغبته في التفوق لا تشبع .
وهذه لذته . .
لا أصدق أن العباقرة يضحّون بشيء ولا أن العظماء المصلحين يفتدون بدمهم أحداً . .
إن هذه لذتهم . .
لذتهم المجد والتفوق . .
ولو أنهم أعطوا الحرية والأمان وخزائن الذهب وكمّمت أفواههم لكان هذا هو عذابهم الأكبر . . واستشهادهم الحقيقي .
إنهم نسور حقيقيون لا يطلبون إلا الأعالي ولو كان طريق هذه الأعالي هو الشوك والدم والعرق . . فإن هذه الأشواك هي السكر المعقود في أفواههم .
وما هو التاريخ ؟ . .
إنه أكداس من الغرور . . والكلمات الطنّانة .
إنه الكتاب الأبدي الذي يكتبه دائماً المتحيزون . . أصحاب المصلحة . . أما الآخرين فإنهم يموتون وتموت آراؤهم معهم .
الإنسان ذلك الطاووس .
إن كل فضائله لا تستطيع أن تخفي غروره عني لأني أرى هذا الغرور . . وأكثر . . أنا أحسه . . إنه حكّة في بدني . . لا عزاء لي من لعنتها الأبدية . . إلا أن أخلق بها شيئاً جميلاً .
أحاول أن أجملها في عيني . . وفي عين الناس بالبحث عن عذر جميل لبقائها . .
الأدب . .
الفن . .
الموسيقى . .
الشعر . .
إنها سيمفونية الألوهية والعظمة والمجد والشموخ التي يعزفها الإنسان لنفسه وللناس وينام على أفيونها كل ليلة .
إن هذا البرومينيوس المصلوب على غرائزه . . تنقر غربان المجد كبده . . لا يستطيع أن ينام إلا على هذه الأنغام الإلهية . . فحينما تصدر عنه هذه الأنغام يستريح . . ويشفى كبده الجريح ويلتئم . . ولكن كبده ما تلبث أن تعود فتتآكل من جديد حينما يفيق ويجد نفسه عبداً ذليلاً نحيلاً يرتجف . . يهزمه الموت والمرض والشيخوخة .
إن كبده يعود فيدمى . . يدميه الذل والمهانة . . والضعة . . فيصرخ ويبكي ويحنّ . . ويعود يتغنّى بترانيم الآيات السماوية . . والأنغام العلوية . . ليلتمس الراحة . . وينام من جديد .
والإنسان ليس مخيّراً في هذا الغرور . . إنه محكوم عليه بغروره .
إنها ضرورة بقائه تحتم عليه أن يدافع عن هذا البقاء بأن يوظّفه في شيء ويتفوّق به على نفسه .
إن رجليه تلحّان عليه بأن يمشي ويجري ويرقص . . وعيناه تلحّان عليه بأن يدقّق ويحملق ويتفحّص . . وأنفه تلحّ عليه بأن يتشمّم . . وعقله يسوقه رغماً عنه ليفكر .
إن وجوده ليس وجوداً معلقاً في الهواء . . ولكنه حركة واندفاع تلقائي لعدة وظائف . . ولا مفر له من طاعة هذه الوظائف وتحقيقها .
إنه لا يستطيع أن تكون له ساقان ويقف مشلولاً .
وهو إذا رفض أن يوظف ساقيه وذراعيه وعقله وقلبه . . وجلس مكانه متكاسلاً متثائباً ما يلبث أن يعاقب بالملل . . الملل الفظيع الخانق الذي يظل يخنقه ويجثم على أنفاسه حتى يدفع به إلى الإحساس التام بعدم الفائدة . . وعدم النفع . . وعدم الجدوى . . ثم إلى الانتحار .
وهكذا يحكم على نفسه بالموت . . لأنه رفض أن يريد الحياة .
الإنسان تحكمه ضرورة نموّ . . ضرورة تدفعه دائماً إلى فوق . . مثل الضرورة التي تدفع عصارة النبات من الأرض إلى فوق . .
ولا يوجد طريق عكسّي .
وراءنا لا يوجد شيء . . وكل من يتقهقر يقع في هذا اللاشيء ويموت.
الحياة صمام يدفع إلى اتجاه واحد . . النّمو والارتفاع . . والعلّو . . والتفوّق والتسلّق .
والعاطفة التي تحرس هذه الدوافع ، هي الغرور . . والطموح وعشق المجد . . وما نسميه أحياناً بالكرامة والعزّة والكبرياء . . والشرف .
إنها المسلّح الذي يحول دون سقوط هذا البنيان من الورق .
غرورنا ينفخ فينا فنطير مثل طيّارات الورق إلى فوق .
كلنا أطباق طائرة . . تتفاوت مجالاتنا بحسب ما فينا من وقود وغرور .
وهذا المقال نفسه غرور .
وهذه الثقة التي أكتب بها غرور .
وإن كان اعترافي بهذا الغرور يداويني بعض الشيء من الغرور الكاذب . . ويحفظ لي كفايتي من الغرور النافع .
هل أنت مغرور ؟ . .
أنصحك بقراءة المقال من الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
انوار
عضومتقدم
انوار


علم الدولة : الغرور 123
رقم العضوية : 8
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 04/04/2009
عدد المساهمات : 5760
نقاط : 11263
الموقع : ارض الرافدين
الجنسية : عراقية

الغرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغرور   الغرور Emptyالأربعاء 6 مايو - 9:40

مشكوره اختي علي الموضوع الشيق والجميل

**************************************************



الغرور Images?q=tbn:ANd9GcTUE19xzRxvipsBPqHVETtTnmQnUCp3H60rlw&usqp=CAU


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مريم
عضومتقدم
مريم


علم الدولة : الغرور Egypt10
رقم العضوية : 20
الجنس : انثى
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
عدد المساهمات : 1868
نقاط : 3563
الموقع : القاهره
الجنسية : مصرية
المزاج : الرضا ديما ب قضاء الله .قل لن يصبنا الا ماكتب الله لنا
الاوسمة :

الغرور Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغرور   الغرور Emptyالأحد 17 يناير - 10:25

كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل
الله يعطيكـِ العافيه يارب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الغرور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الغرور ....
» الغرور
» لمن يتملكها الغرور
» قصة نهاية الغرور
»  الغرور والكبرياء ..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات العرب  :: منتدى المواقف الطريفة والنكات-
انتقل الى: