الحرب الفتناميه الامركيه
تمهيد
1. انتهت الحرب العالمية الثانية بتغيير سياسي كبير في العالم وتغيرت معها ميزان القومي حيث ظهرت الاشتراكية في أوروبا وأسيا وفقدت بعض البلدان نفوذها في العالم مثل ألمانيا واليابان وإيطاليا وخرجت بعض الدول من هذه الحرب ضعيفة مثل بريطانيا وفرنسا وظهور الولايات المتحدة لتأكد زعامتها للعالم الرأسمالي0
2. بعد هذا التدهور في العالم وظهور دول تتزعم العالم قامت الولايات المتحدة بفرض نفوذها على المستعمرات البريطانية والفرنسية ودحر الاشتراكية وتقليل من مدها ونفوذها ومحاصرتها وجعلها المبرر الوحيد لشعبها أولا ثم شعوب العالم ثانيا ومن هذه المعارك معركتها في فيتنام التي تبعد عن أراضيها 13 ألف كم في منطقة الهند الصينية والتي كانت تحت السيطرة الفرنسية من عام 1945-1954 م 0
3. أخذت الولايات المتحدة الأمريكية تتدخل بشكل مباشر في فيتنام بعد طلب فرنسا مساعدات عسكرية ومالية منها حيث ( بلغت هذه المساعدات نحو أربعة آلاف ومليون دولار عام 1954)
4. أخذت الولايات المتحدة الأمريكية منحنى أخر في التدخل في فيتنام حيث تم تجنيد العديد من العملاء لتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد حيث وجدت أخيراً ما تصبوا إليه من خلال السياسي الفيتنامي (دييم ) والذي كان يتحد من أسرة عريقة إقطاعيا وواسعة الشراء وقد شغل منصب وزير الداخلية عام 1933 ثم عزل وهاجر إلى أمريكا حيث تلقته أجهزة السياسة الأمريكية الراغبة في السيطرة على موارد الهند الصينية 0
5. تطورت الأحداث كما سيمر معنا خلال البحث إلى حرب فيتنام التي اتخذت سلسلة من الكفاح التحرري والتحدي ضد الاحتلال ومحاولات التقسيم وقد استثمرت أمريكا قواتها العسكرية في فيتنام ( فلم تكن الحرب مجرد هزيمة عسكرية للسمعة الأمريكية العسكرية والسياسية بل كانت ضربة قاسية لقدرة الولايات المتحدة الاقتصادية وخاصة إنها استنزفت قواها المالية حتى الاحتياطي الأمريكي من الذهب) حيث أتطلق عليها أحد الكتاب الأمريكيين اسمه ( المأساة الأمريكية ) في كتاب عنوانه كندي وجونسون أصول الحرب الفيتنامية ، المأساة الأمريكية للكاتب دافيد كبزر ، حيث نشر في هذا الكتاب العديد من الوثائق التي يتم نشرها للمرة الأولى عن هذه الحرب 0
6. لقد رفض الفيتناميون التقسيم الذي يقسم البلاد إلى بلدين فيتنام الشمالية وفيتنام جنوبية على جانبي خط العرض 17 ( بعد إنهاء الحرب الفيتنامية الفرنسية 1950-1953 وتم الإتفاق على تقسيم البلاد ) والتي تتم إعادة توحيدها بعد عامين فقط الى دولة ذات سيادة حيث كانت الشمالية جمهورية ديمقراطية ذات صلة مقيدة مع الاتحاد السوفيتي والصين الشعبية والجنوبية ذات حكم دكتاتوري تتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية 0
القصد
7. دراسة وتحليل الحرب الفيتنامية وبيان أسباب النجاح والفشل والدروس المستفادة مع بيان مبادئ الحرب التي طبقت والتي لم تطبق والآثار المترتبة عليها 0
تطور الأحداث حتى بداية الحرب
8. بعد أن أفشلت الولايات المتحدة الأمريكية الحل السلمي للحرب الفيتنامية الأمريكية عام 1954 بدأت بالتدخل في شؤون فيتنام الداخلية حيث نقلت (تغودين دييم)إلى فيتنام الجنوبية يتولى رئاسة الوزراء في تموز 1954 في سايجون بعد أن أجبرت حكومة الأمير بولوك الموالية للفرنسيين على الاستقالة 0 وشرعت في تشكيل حلف عرف باسم حلف جنوب شرق آسيا 0
9. عمل دييم على تصفية الوجود الفرنسي في الجنوب وتم إجلاء الفرنسيين عن فيتنام الجنوبية حسب اتفاق جنييف وبالفعل تم إجلائهم في ربيع عام 1956 وقام بطرد المستشارين الفرنسيين والخبراء واستبدلهم بخبراء أمريكيين لتدريب الجيش الجديد حيث بلغ عدد الخبراء الأمرييكين 3 آلاف من بينهم 1000 مستشار عسكري حيث بلغ عدد الجيش 150 ألف جندي بالإضافة إلى قوات الدفاع الإقليمي ووات الأمن والبوليس السري هذا بعد إن أعلن الجمهورية ونصب نفسه رئيساً لها في 23تشرين أول 1955 وكان من أول قراراته منع توحيد شطري فيتنام بحجة عدم تمتع الشعب الشمالي بحرية وكانت اول مساعدة مالية سخية الى حكومة سايغون منحها الرئيس الأمريكي ايزنهاور وزدادات مع مرور الزمان عام 1954 0
10. بدأ دايين بحملة اعتقال واسعة للشعب حيث تم اعتقال عشرات الآلوف من المواطنين والديمقراطيين وكذلك اشتدت اعمال القمع والعنف حيث اضطر كثيراً من المواطنين الى الفرار الى الشمال وبلغ عدد المقتولين والمفقودين ما بين عامي 1954 –1956 حوالي 15 الف واكثر من 250 الف معتقل خلال هذه الفترة 0
11. نتيجة لتلك الأوضاع ضهر في الشمال مجموعة بزعامة هوشي منه للتخلص من نظام دييم وامتدت الثورة الى الجنوب من اجل التخلص من هذا النظام وتحرير الجنوب من السيطرة الأمريكية ففي عام 1960 تأسست الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام المعروفة بإسم الفيتكونغ وقد فرضت هذه الجبهة وجودها خلال سنوات قليلة على معظم المناطق الفيتنامية الجنوبية بعد تطور الأحداث في فيتنام وذلك من خلال القتل والقمع واحراق القرى حتى وصل عدد القرى المحروقة الى 200 قرية عام 1959 وازدادت المقاومة للشعب والقبائل الفيتنامية ضد قوات دييم 0
12. بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تأيدها ووقوفها التام خلف حكومة سايغون بل ان الرئيس الأمريكي كندي وقع معاهدة صداقة تعاون اقتصادية بين بلاده وفيتنام في نيسان 1961 وفي نيسان من نفس العام اكد الرئيس عزمه مساعدة حكومة دييم اقتصادياً وعسكرياً فلوصل الجيش الأمريكي الى سايغون وكانت البداية 400 جندي عهد اليها المروحيات العسكرية وفي السنة الثانية بلغ عدد الجنود الأمريكان في فيتنام الجنوبية 11 الف جندي كما تم تأسيس قيادة امريكية في سايغون منذ كانون ثاني 1962 تحت رئاسة الجنرال هاركز وواصلت الولايات المتحدة دعمها الى دييم حتى وصل عدد الجنود الأمريكان 25 الف واستخدم خلال هذه الفترة المروحيات من اجل قمع الثوار ضد النظام الرئيس الجنوبي حيث بدأ تدهور الموقف العسكري بالنسبة للثوار ونجاحا جزئيا من الناحية العسكرية لخطة الحرب الخاصة التي وضعها الأمريكان وفي عام 1962 ايضا شهدت هذه الفترة مسك قوات دييم لزمام المبادرة العسكرية من الناحيتتين الإستراتيجية والتكتيكية 0
13. عملت حكومة دييم على إجبار السكان الى هجر قراهم الأصلية وأراضيهم التي زرعوها لتسكنهم في قرى اشبه بمعسكرات الإعتقال ومنعهم من مغادرتها إلا نهاراً للعمل في الحقول القريبة وكانت هذه القرى محاطة بالأسلاك الشائكة والألغام ولذلك عهدت المقاومة الى حفر الأنفاق من اجل الإغارة على القوات الأمريكية وهذه القرى وبذلك استخدم تكتيك جديد في الحرب يتمثل بحفر الأنفاق والسراديب التي تساعد على الغارات الخاطفة وإيقاع القوات المعادية في المصائد وتحصنهم ايضا من القوات الأمريكية وقد تم استخدام قاذفات ( ب- 52) في هذه المعارك 14. في عام1963 بدأت الثورات على النظام الحاكم حيث تم الإطاحة بنظام دييم وتصفيته جسديا بعد ان وصلت بعد عاميين من الإنقلابات العسكرية على رأ س الدولة ووصل الحكم الى ثيو في 19 حزيران 1965 واصبح بذلك رئيسا للدولة والجنرال كادكي رئيسا للوزراء وبذلك اصبحت الولايات المتحدة قادرة على التدخل العسكري المباشر في الصراع الذي يخوضه الشعب الفيتنامي للجنوب من اجل التحرير والإشتراكية والوحدة مع الشمال 0
15. وجدت امريكا الفرصة سانحة حين هوجمت بعض قاذفاتها البحرية من طرف جبهة التحرير الوطنية في خليج تونكين مما دفع الرئيس الأمريكي الى اصدار الأوامر الى الطيران العسكري الأمريكي بقصف قوات الثوار الفيتناميين الشمالية كرد فعل لما اصاب الأمريكان وفي شباط عام 1965 توالى القصف الأمريكي لفيتنام الشمالية وفي 6 اذار التالي تم اول انزال للبحرية الأمريكية في جنوب وانانغ وظل الوجود العسكري الأمريكي يزداد في فيتنام ليبلغ في نهاية 1965 ما يناهز 23 الف جندي ووصل عام 1968 55 الف جندي وظلت امريكا تضغط على هانوي من اجل ترك دعم الثوار الجنوبيين لم تترك امريكا وسيلة ضغط على هانوي الا استعملتها بدءاً من التهجير القصري للسكان ومرورا بتصفية الشيوعيين الموجودين في الجنوب واستعمال الطائرات( ب – 52) وكذلك تحطيم الغطاء النباتي وانتهاءا بالقصف للمدن والمواقع في الشمال الفيتنامي خاصة تلك المواقع بين خطي عرض 17-20 ولم يؤثر الرعب الأمريكي والأله الحربية المتطورة في معنويات الشعب الفيتنامي ولا في مقاومتهم بل تفرقوا في الأرياف ومراكز الانتاج الزراعي وهم يتمتعون بمعنويات مقاومة عالية ولم يستطع الأمريكان من قطع طريق (هوشي منه) الذي تمر منه الإمدادات نحو الثوار 0
الموقف الدولي
16 0 موقف الدول العظمى من الحرب 0
أ0 بريطانيا 0 الحكومة البريطانية أيدت بصفة عامة السياسة الأمريكية في فيتنام ولكنها لم تكن ترغب بالتورط عسكرياً في فيتنام لأسباب اقتصادية وعسكرية وسياسية ، ومع ذلك فقد أرسلت بعثة أطلق عليها بعثة البوليس والإدارة المدنية برئاسة الجنرال تومسون خبير الحرب المضادة للعصابات في مستعمرات بريطانية سابقة للمشاركة مع الولايات المتحدة في ما أطلق عليه الحرب الخاصة (1)0
ب0 فرنسا 0 كانت فرنسا من اشد الدول الغربية معارضة لسياسة الولايات المتحدة في فيتنام خصوصا بعد الانسحاب العسكري الفرنسي من الهند الصينية وتضاؤل نفوذها العسكري والسياسي في هذه المنطقة .
جـ0 الاتحاد السوفيتي 0 موسكو كانت تدعم الثورة الفيتنامية وكانت تمدها بالسلاح والعتاد وكانت المواجهة بين أمريكا والثوار تتم بسلاح أمريكي ضد سلاح شرقي .
د. الصين . وقفت الصين إلى جانب الثوار طوال فترة الثورة وكانت تمدهم بالأسلحة والمعدات وتدعمهم ماديا ومعنويا .
17 0 الموقف الإقليمي 0(1)
أ0 تايلاند 0 كانت تايلاند تعتبر من اشد المناصرين لسياسة الولايات المتحدة في فتينام لأنها كانت تخشى من زحف الاشتراكية عليها وكانت تايلاند في الأصل عبارة عن قاعدة أمريكية 0
ب0 الفلبين 0 كان يوجد معاهدة دفاع مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية والفلبين فلذلك كانت تؤيد التدخل الأمريكي في فيتنام ، وقد أرسلت بقوات خاصة لدعم الحرب الخاصة .
جـ. كمبوديا . كان نظامها مواليا لأمريكا إلا أن هذا النظام كان يواجه ثورة مسلحة هو الأخر وكانت هذه الثورة تتعاون مع الثوار الفيتناميين
الموقف العام للدول المتحاربة
18 0 الأهداف العامة من الحرب (2).
أ. فيتنام .
(1) منع التدخل الأمريكي في سياسة بلادهم .
(2) إحراز السيطرة السياسية عمليا على فيتنام الجنوبية .
(3) تحقيق سياسة حكومية تقوم على عدم التدخل في الشؤون الخارجية للدول الاخرى وتركيز جهودها في توحيد فيتنام .
(4) محاولة بناء قاعدة عريضة من الدعم العالمي تتركز أساسا في دول الكتلة الشيوعية ممثلة بالصين والاتحاد السوفييتي .
ب. الولايات المتحدة الأمريكية .
(1) منع تطبيق نظرية " الدومينو" وهي انتشار الشيوعية في جنوب شرق آسيا ، حيث ان الشيوعية بدئت تسقط الحكومات والدول المجاورة تباعا بدءاً من فيتنام الجنوبية .
(2) مطامع الولايات المتحدة في جنوب شرق آسيا ، ففي عامي 1950 و 1952 تدفقت المساعدات الأمريكية العسكرية للفرنسيين وتوالت البعثات الإدارية والاقتصادية والعسكرية وبدأت المشاركة الأمريكية للفرنسيين من خلال الخطط العسكرية الميدانية التي كان من نتائجها معركة " ديان بيان فو " ، بعد ذلك حاولت واشنطن تعطيل التسوية السياسية خلال مؤتمر جنيف وقامت في عـامي 1955 و 1956 بتنفيذ الخطوات التالية :
(أ) إقامة نظام جديد في جنوب فيتنام برئاسة صديقهم " نغو دين دييم " وإزاحة الإمبراطور عن السلطة 0
(ب) خلق قاعدة سياسية عسكرية تابعة لها بعد تصفية النفوذ الفرنسي 0
(جـ) شن حملة تخريب ضد حكومة هانوي وتهجير المسيحيين إلى الشمال 0
(د) عرقلة تطبيق مقررات جنيف بين الشمال والجنوب 0
(3) تطور النفوذ الأمريكي من مجرد تقديم المساعدات العسكرية والمعونات المالية والاقتصادية إلى قاعدة سياسية عسكرية متكاملة في تلك المنطقة ، وخلال عام 1955 – 1959 سعى نظـام سايجون إلى تحقيق ما يلي (1) :
(أ) الانتهاء من بقايا الثوار والمحاربين في المناطق الجنوبية ومطاردة القوى الوطنية والديمقراطية0
(ب) العمل على بناء القوات المسلحة والقوى الأمنية لتكون قوية وخالية من أي نفوذ اجنبي0
(جـ) القيام بشن العمليات التخريبية والنفسية ضد الشمال لعرقلته عن بناء المؤسسات الوطنية والاشتراكي
19. الأهداف العامة من الحرب
أ. فيتنام .
(1) منع التدخل الأمريكي في سياسة بلادهم .
(2) إحراز السيطرة السياسية عمليا على فيتنام الجنوبية .
(3) تحقيق سياسة حكومية تقوم على عدم التدخل في الشؤون الخارجية للدول الاخرى وتركيز جهودها في توحيد فيتنام .
(4) محاولة بناء قاعدة عريضة من الدعم العالمي تتركز أساسا في دول الكتلة الشيوعية ممثلة بالصين والاتحاد السوفييتي .
ب. الولايات المتحدة الأمريكية .
(1) منع تطبيق نظرية " الدومينو" وهي انتشار الشيوعية في جنوب شرق آسيا ، حيث ان الشيوعية بدئت تسقط الحكومات والدول المجاورة تباعا بدءاً من فيتنام الجنوبية .
(2) مطامع الولايات المتحدة في جنوب شرق آسيا ، ففي عامي 1950 و 1952 تدفقت المساعدات الأمريكية العسكرية للفرنسيين وتوالت البعثات الإدارية والاقتصادية والعسكرية وبدأت المشاركة الأمريكية للفرنسيين من خلال الخطط العسكرية الميدانية التي كان من نتائجها معركة " ديان بيان فو " ، بعد ذلك حاولت واشنطن تعطيل التسوية السياسية خلال مؤتمر جنيف وقامت في عـامي 1955 و 1956 بتنفيذ الخطوات التالية :
(أ) إقامة نظام جديد في جنوب فيتنام برئاسة صديقهم " نغو دين دييم " وإزاحة الإمبراطور عن السلطة 0
(ب) خلق قاعدة سياسية عسكرية تابعة لها بعد تصفية النفوذ الفرنسي 0
(جـ) شن حملة تخريب ضد حكومة هانوي وتهجير المسيحيين إلى الشمال 0
(د) عرقلة تطبيق مقررات جنيف بين الشمال والجنوب 0
(3) تطور النفوذ الأمريكي من مجرد تقديم المساعدات العسكرية والمعونات المالية والاقتصادية إلى قاعدة سياسية عسكرية متكاملة في تلك المنطقة ، وخلال عام 1955 – 1959 سعى نظـام سايجون إلى تحقيق ما يلي (1) :
(أ) الانتهاء من بقايا الثوار والمحاربين في المناطق الجنوبية ومطاردة القوى الوطنية والديمقراطية0
(ب) العمل على بناء القوات المسلحة والقوى الأمنية لتكون قوية وخالية من أي نفوذ اجنبي0
(جـ) القيام بشن العمليات التخريبية والنفسية ضد الشمال لعرقلته عن بناء المؤسسات الوطنية والاشتراكية
القوات المسلحة للطرفين
20. القوات الجنوبية. بلغ عدد افرادها عام 1961 حوالي 170 الف مقاتل 0
21. القوات الأمريكية
أ. شباط 1962 بلغ عدد الأمريكيين 11الف بقيادة الجنرال يول هاركز 0
ب. كانون الثاني 1965 بلغ عددهم 30 الف مقاتل 0
ج. نيسان 1966 بلغ عددهم 230 الف مقاتل 0
د. نيسان 1967 بلغ عددهم 448 الف مقاتل 0
هـ. نهاية عام 1968 بلغ عددهم 550 الف مقاتل 0
22. القوات الشمالية كان عددهم عام 1965 حوالي 181 الف مقاتل ويشمل هذا العدد القوات النظامية والمليشيا 0
23. الحلفاء
أ. 20 الف كوري جنوبي 0
ت. 7700 استرالي
ج. 2000 فلبيني ( غيرمقاتلين )0
د. 15 الف تايلندي
هـ. 800 نيوزلندي
الموقف التعبوي في مسرح العمليات
23. وصف مسرح العمليات طبيعة الأرض
أ. الموقع . تقع فيتنام في الجزء الشرقي من جزيرة الهند الصينية التي تقع في جنوب شرق اسيا ، وتطل على بحر الصين الجنوبي وخليج تونكين من الشرق وتمتد في الغرب الى بورما ، وتحيط بها من الجانب البحري جزيرة تايوان (فرموزا) التي تكون في الوقت الحاضر (الصين الوطنية) ، ثم مجموعة جزر الفلبين ، ثم جزر اندونيسيا في الجنوب ، حيث تكمل القوس الكبير الذي يفصل بحر الصين الجنوبي عن المحيط الهادي ، وتحتل فيتنام الجزء الشرقي من شبه الجزيرة على شكل قوس كبير يتسع في الشمال وفي الجنوب ، وتتاخمها في الشمال الصين الشعبية ، حيث تتصل حدودها بحدود مقاطعتي يانان وكوانجسي ، وتتاخمها من الغرب لاوس وكمبوديا وتطل سواحلها الجنوبية والشرقية على بحر الصين الجنوبي والخلجان الممتدة منه ، ويتميز ساحلها بكثرة التعاريج التي تساعد على قيام الموانئ (1). الملحق " أ " يبين خارطة فيتنام السياسية .
ب. الأرض من الناحية الطبيعية .
(1) تضم فيتنام ثلاثة أجزاء رئيسية هي : الملحق "ب " يبين خارطة فيتنام الطبيعية .
(أ) الإقليم الشمالي . يعرف عند الفيتنامين باسم (الباكبو) أو القسم الشمالي ، ويتكون من سهل (تونكين) الذي يتكون من الرواسب التي يحملها النهر الاحمر ، ومجموعة الانهار المرتبطة به وهي النهر (الصافي) والنهر الاسود ، ويمثل نهري ( سونج ما) و (سونج كا) امتدادا جنوبيا لسهل تونكين.
(ب) اقليم جبال الوسط . يمتد جنوب خط عرض 17 ْ تقريبا ويسميه الفيتنامين جغرافيا باسم " تاين جوين " وهي سلاسل من الجبال تمتد متقطعة من الشمال الى الجنوب وتتميز في هذه المنطقة بشدة انحدارها نحو الساحل الشرقي ، وتتدرج نحو الداخل تجاه لاوس ، وتطل على البحر مباشرة في مواضع عديدة كما هو الحال عند (ديو نجانج) و(تورون) ، وتغطي سطحه تربة خصبة من مفتتات الصخور النارية القديمة والرسوبية الحديثة وتقطعها بعض النهيرات القصيرة التي تتجه نحو الساحل .
(جـ) اقليم كوشين الصين . يسميـه الفيتناميـن باسم " نامبو " او الاقليم الجنوبي ، ويتسع هذا السهل الجنوبي ليشمل دلتا نهر (الميكونج) الذي يعتبر من اوفر مناطق مناطق فيتنام مياهاً ، وتمتد المناطق السهلية جنوب الدلتا حتى الطرف الجنوبي الاقصى لفيتنام حيث رأس (كاما) ، ويمتد شمالا حتى الاطراف الجنوبي لمرتفعات أنام وسفوح هضبة (دالارك) ، ويمتد شرقا لا تفصله عن كمبوديا سوى الحدود السياسية ، ويتميز بان سطحه تغطيه رواسب نهر (المكونج) ، كما يتعرض لفيضان هذا النهر الذي يخلف المستنقعات التي تبقى مدة طويلة من السنة .
(2) تشكل الجبال والهضاب ثلاثة أرباع البلاد لكنها لا تشكل حدودا طبيعية لفيتنام لان سلاسل الجبال والأنهار والوديان تتداخل على مستوى منطقة الهند الصينية وقد سهل ذلك على التعاون وتبادل المساعدة بين القوات الثورية في كل من فيتنام ولاوس وكمبوديا .
(3) أعلى قمة جبلية يبلغ ارتفاعها 3143م (جبل فانغ سي بانغ) وتقع في المنطقة الجبلية الشمالية الغربية وتليها مجموعة من الجبال التي يتراوح ارتفاعها بين 2000 إلى ثلاثة ألاف متر وتقع معظمها في نفس المنطقة أما المستوى الثاني فيتراوح ارتفاعها بين ألف وألفي متر ويتوزع في المنطقتين الشمالية والوسطى بينما تبلغ نسبة المرتفعات التي لا يتجاوز ارتفاعها خمسمائة متر حوالي30% من مساحة البلاد وتعتبر امتدادا للهضاب الصينية الجنوبية ويقسمها وادي النهر الأحمر إلى كتلتين تتجه أحداها إلى الجنوب والأخرى إلى الشرق أما المنطقة الجبلية الثانية في فيتنام فأنها تقع في جنوب فيتنام الوسطى وتستمر لتحتل شمال فيتنام الجنوبية ، ومن الناحية العسكرية شكلت المناطق الجبلية مناطق صالحة للتمرد والعصيان كما اتخذت كقواعد منيعة لكثير من الحركات المسلحة وفي الحرب استفادت القيادات الوطنية من تلك المناطق لإنشاء قواعد مسلحة فيها .
(4) السهول تشكل حوالي ربع مساحة البلاد وتتركز شمالا في دلتا ووادي النهر الأحمر سهول (باك) الشهيرة البالغة 15 ألف كم مربع وحول نهري "كاو وما " وشريط ضيق في فيتنام الوسطى اما في فيتنام الجنوبية فتوجد أغنى المناطق السهلية في دلتا نهر الميكونغ وفروعه وانهار (سايجون وفام تاي وفام دانغ) .
(5) شكلت الأنهار ميدانا ملائما لحرب المقاومة الوطنية وحرب العصابات الثورية ولعبت الطرق المائية دورا متميزا في خدمة تكتيكات الثورة في مواجهة التقنية العسكرية الأمريكية المتطورة .
(6) مساحة الغابات تبلغ حوالي 16 مليون هكتار تغطي 43% من مساحة البلاد وهي غنية بأنواع مختلفة من الأشجار المثمرة التي تصل إلى مائة نوع والأشجار الطبية غير المثمرة التي تبلغ حوالي ألف نوع إضافة إلى الثروة الخشبية الهائلة.
جـ. الأرض من الناحية التعبوية 0 تمتاز فيتنام بطبيعة البلاد القاسية كونها جبلية كثيرة الزلازل والبراكين والعواصف المائية خاصة المنطقة المدعوة "بالتايفوق" وبكثرة الأعشاب مما يعيق تقدم القوات ويجعل عامل الاستطلاع ضعيفا، والمنطقة من الناحية التعبوية بالنسبة للقوات الامريكية لا تصلح لخوض العمليات القتالية للوحدات المدرعة والميكانيكية ، ولا تصلح لتقدم الوحدات لكثرة المستنقعات فيها ، ومعظم المناطق توفر إمكانية التخفية والتستر ، على العكس منها بالنسبة للقوات الفيتنامية سواء النظامية أم الثورية فأنها خدمتها بشكل ممتاز كونهم يقاتلون بنظام المجموعات الصغيرة وعلى شكل حرب العصابات، وكذلك يجب أن لا يغيب عن الذهن انهم اعرف بمسالك الطرق وخفايا الأمور أضف إلى ذلك الغابات الاستوائية التي كانت سببا لفشل فاعلية الأجهزة الإلكترونية وشكلت تحديداً كبيراً على عمل الآليات والأجهزة ، وسببا لفشل كثير من عمليات التقدم وتأخرها .
د. المناخ
أ. الأرض الفيتنامية داخل المنطقة المدارية تتوسط منطقة شرق آسيا واقرب إلى منطقة مدار السرطان منها إلى خط الاستواء .
ب. الشتاء يمتد من تشرين ثاني إلى نيسان وهو بارد قليلا وجاف مع بعض الموجات الأكثر برودة أحيانا ومعدل درجة الحرارة فيه تصل إلى 20 درجة مئوية تهبط بعض الأحيان إلى 5 درجات في شهر كانون أول وكانون الثاني .
جـ. الصيف يمتد من أيار إلى تشرين أول وهو حار ورطب وتصل الحرارة أحيانا فيه إلى 38 درجة مئوية والرطوبة تتراوح بين 80-100 بالمائة وفي هذا الفصل تشهد البلاد الفيضانات والأعاصير وخاصة في شهري تموز وآب ويتراوح منسوب الأمطار بين 122-160 ملم ويصل أعلى منسوب في الشمال إلى 700 ملم ، وتتعرض منطقة فيتنام وقت الانتقال من الصيف الى الشتاء لعواصف رعدية شديدة تعرف باسم " التيفون " ، وكثيرا ما يكون لها أثر سيئ اذ قد تدمر الزرع ، وتهدم الابنية وتسبب الفيضانات الخطرة .
19. ترتب على اختلاف ظروف المناخ في الجزء الشمالي ذي المناخ المعتدل ، عن الجنوبي ذي
المناخ الحار ، عن مناطق الجبال ، الى اختلاف في طبيعة الحياة النباتية ، ففي الشمال تنمو الغابات ذات الاشجار النفضية مثل الزان والبلوط وفي الجنوب وعلى السفوح المنخفضة من الجبال تنمو الاشجار المدارية مثل اشجار (التاك) وتنمو في الاجزاء المرتفهة من الجبال والهضاب الحشائش المدارية الطويلة التي تسمى (السافانا) بينما تنمو في مناطق الهضاب الشمالية حشائش المناطق المعتدلة الدفيئة والتي تسمى (الاستبس) .
24. تأثير المناخ على العمليات المناخ الفيتنامي الصعب كان احد العوامل السلبية من الناحية العسكرية بالنسبة للقوات الامريكية ، وكثيرا ما تأثرت القدرة القتالية والحالة المعنوية للجنود الأمريكيين رغم المعالجات التقنية المحدودة وفي المقابل كان المقاتلون الوطنيون معتادون على جو بلادهم مما جعلهم أكثر قدرة على الحركة والمناورة وأكثر جلدا كذلك فان التفوق الجوي الأمريكي كثيرا ما واجه المشاكل الناتجة عن تجمعات الغيوم الداكنة في سماء فيتنام.
قادة الطرفين
25. قادة فيتنام الجنوبية
أ. نغو دين دييم . سليل أسرة إقطاعية واسعة الثراء في وسط فيتنام ، عريقة الارتباط بالمستعمرين تاريخياً ، عمل كوزير داخلية لحكومة الإمبراطور ( باوداي ) في عام 1933 ، استبدل الفرنسيين بشخص أخر لشغل منصبه لذا اصبح شديد الكره للفرنسيين ، وظل يحمل حقداً شخصياً على فرنسا ، ثم عمل في المخابرات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية ، أسس حزباً سياسياً موالياً لليابان ، قبض عليه بعد نجاح ثورة آب 1945 وأمضى في السجن ستة أشهر ، ثم أخرج عنه من قبل " هوش منه " على أمل أن يؤدي ذلك إلى جعله يربط مصيره بقضية وطنه ، لكنه هاجر إلى أمريكا بدعوى الورع الكاثوليكي وتلقته أجهزة السياسة الأمريكية الراغبة في السيطرة على موارد منطقة الهند الصينية الغنية بالثروات الطبيعية . في بداية شهر تموز 1954 أرسلته على متن طائرة خاصة إلى سايغون ليتولى رئاسة الوزراء في فيتنام وقد عمل بسرعة على تصفية الوجود الفرنسي وفي 26 تشرين الأول 1956 أعلن نفسه رئيساً للجمهورية بعداً استفتاء شكلي وقد سارعت أمريكا للاعتراف الفوري بالنظام الجمهوري الجديد وقام بتشكيل جيش جديد بلغ حوالي 150 ألف جندي وقد جرى تسليح وتدريب الجيش وفقاً للأسلوب الأمريكي . وخلال فترة حكمه فشل في تحقيق سياسة أمريكا في فيتنام لذلك دبرت وزارة الخارجية الأمريكية انقلاباً عسكرياً للإطاحة به وقد نفذ الانقلاب بالفعل ضده في أول تشرين الثاني 1963 بواسطة بضعة جنرالات من الجيش الفيتنامي الجنوبي وأعدم " دييم " وأخيه " نغودنه نهو ".
ب. نغوين فان ثيو . بتاريخ 9/6/65 قام بانقلاب عسكري وأقام با لحكم وبتاريخ 14//6/65 شكل مجلس رئاسة سمي مجلس قيادة الدولة الذي ضم 10 جنرالات وبتاريخ 19/6/65 اصبح رئيساً للدولة .
جـ. الجنرال كاوكي . من الجنرالات التي ساعدت نغوين فان ثيو في الانقلاب وعين رئيساً للوزراء في حكومة ثيو .
26. قادة فيتنام الشمالية
أ. فولجين جياب .
(1) قاد قوات الثورة المسلحة في آب 1945 .
(2) تولى وزارة الداخلية في أول حكومة لجمهورية فيتنام الديمقراطية .
(3) اصبح القائد العام للقوات المسلحة الفيتنامية 1948.
(4) قاد معركة ديان بيان فو عام 1954 .
(5) اصبح وزير الإعلام عام 1960 .
(6) تولى رئاسة اللجنة العسكرية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي واشرف على معركة تحرير الجنوب .
ب. فان تين زونع .
(1) انضم إلى الحزب الشيوعي عام 1945 .
(2) عين في القيادة العسكرية العليا للثورة بعد مؤتمر تونكين ثم اصبح المفوض السياسي العام للجيش الوطني عام 1946 .
(3) تدرج في المواقع العسكرية حتى اصبح قائد فرقة .
(4) قاد معركة تحرير جنوب فيتنام 1975 .
(5) اصبح وزيرا للدفاع في جهورية فيتنام الاشتراكية .
جـ. تران قان تزا . مواليد 1919 ، اصبح قائد لقوات الثورة المسلحة في جنوب فيتنام عام 1963 .
26. القادة الأمريكان
أ. الجنرال جونسون مكنمارا وزير الدفاع.
ب. ماكسويل تايلور رئيس هيئة الأركان الأمريكية .
جـ . الجنرال ويستمورلاند . وصل فيتنام يوم 8/3/1965 يقود الطلائع الأولى لمشاه البحرية الأمريكية وتم إبعاده عن فيتنام بتاريخ 12/4/1968 حيث تم تعين رئيساً لأركان القوات البرية في البنتاغون .
د0 الجنرال كراتيون ابرافر . حل محل ويستمورلاند
خطط الطرفين
29. خطط الأمريكان
أ. خطة الحرب الخاصة .
(1) بعد أن تدهور الموقف العسكري والسياسي لنظام (دييم) سارعت الولايات المتحدة إلى دعم جيشه بالسلاح ليمال والرجال الذين حملوا لقب مستشارين عسكريين ، ووصل إلى العاصمة سايغون نائب الرئيس الأمريكي جونسون يوم 11 أيار 1961 ،وأعلن في مؤتمر صحفي بأنه تقرر زيادة عدد جنود جيش الجنوب ،كما ووصل الجنرال " ماكسويل تايلور " رئيس هيئه أركان حرب الجيش الأمريكي بسايغون واجتمع مع المسؤولين فيها ووضع خطة عسكري عرفت باسم "الحرب الخاصة "واهم قيودها .
(أ) خلق مناطق غير مأهولة بالسكان على طول خط عرض 17 الفاصل بين الشمال والجنوب وعلى طول الحدود مع الروس وكمبوديا ، عن طريق عظيم كل القرى الموجودة هناك ، واستخدام الغازات السامة لتطهير الأدغال ، وبذلك يتم عزل المناطق المحررة في جنوب فيتنام عن العالم الخارجي تماماً.
(ب) إقامة نحو 16 ألف "قرية استراتيجية " يحشد فيها ثلثا سكان الجنوب لعزلهم عن قوات المقاومة .
(جـ) بعد ذلك ، شن هجوم عسكري لإبادة كل قوات جبهة التحرير .
(2) لضمان تنفيذ هذه الخطة ، أنشئت قيادة أمريكية في سايغون تحت رئاسة الجنرال "هاركنز "، الذي قدر أن التفوق العددي لقوات "دييم " يبلغ عشرة إلى واحد تقريباً بالنسبة لقوات الجبهة وكان رأيه أن تريد النسبة إلى عشرين إلى واحد في نهاية عام 1962 حتى يمكن القضاء على مقاومة قوات الجبهة تماماً خلال ستة اشهر وبلغ عدد الجيش الأمريكي في فيتنام 25 ألف عسكري .
(3) في نهاية عام 1963 بدل أن تزيد لنسبة التفوق إلا أنها انخفضت 1:6 على الرغم من زيادة جيش دييم من 370 ألف رجل إلى 577 ألف وذلك نتيجة لتزايد عدد قوات الجبهة .
ب. الانقلابات العسكرية .
(1) أدت سياسة دييم إلى دفع اكثر القوى اختلافاً في فيتنام إلى الوحدة الوطنية ، ووجدت أمريكا أنها ستخسر الحرب الخاصة في جنوب فتنام لامحا له ، إذا استمرت مؤيدة لبقاء دييم في السلطة ، وذلك عهدت وزارة الخارجة الأمريكية إلى سفيرها في سايغون " كابوت لودج " بتدبير انقلاب عسكري للإطاحة بنظام "دييم" وعائلة ، وقد نقد الانقلاب بالفعل هذه في أول تشرين الثاني 1963 بواسطة عدد من الجنرالات من الجيش الفيتنامي الجنوبي ، واعدم "دييم" واضية "نغودنة نهو " وشكلت لجنة عسكري للإشراف على البلاد .
(2) خلال الفترة من أواخر 1963 حتى النصف الأول من عام 1965 وأمريكا تدبر الانقلابات باحثة عن الرجل القوي القادر على ممارسة وتطوير سياسة دعوة الولايات المتحدة الأمريكية إلى التدخل العسكري المباشر يتوافق وقرار واشنطن بتدخل القوات البرية الأمريكية في العمليات العسكري جنوب فيتنام بشكل مباشر ، وتكون في 14/6/1965 رئيساً للدولة والجنرال كاوكي رئيساً للوزراء ، في اليوم التالي مباشرة انتهت فترت عمل "هزي كابوت لودج" كسفير لولايات المتحدة في فتنام الجنوبية .
جـ. النقاط المحمية وبرنامج إحلال السلام في الريف(1) .
(1) افتعلت الولايات المتحدة الأمريكية حادثة خليج تونكين في 4آب 1964 وبدأت بشن الغارات الجوية على فيتنام الشمالي تمهيداً للسيطرة على القطاع الشمالي من البلاد قرب خط عرض 17 الذي يفصلها عن فيتنام الشمالية حتى يتم قطع الإمدادات عن الثوار في الجنوب . ومن ثم السيطرة على بقية الجنوب وتصفية الثوار وقد خصصت 65 ألف جندي أمريكي للسيطرة على المنطقة الشمالية من فيتنام الجنوبية بين " هوي " وخط عرض 17 و 200 ألف جندي للسيطرة على بقية الجنوب .
(2) اتبعت أمريكا استراتيجية " النقاط المحمية " فكانت الوحدات الأمريكية التي تصل تباعاً إلى فيتنام تتمركز في قواعد تؤمن لها درجة جيدة من الحيطة ولا تحاول في هذه المرحلة مطاردة قوات الثوار أو تمشيط المناطق الواسعة التي يسيطرون عليها خارج القواعد .
(3) كلفت القوات الفيتنامية الجنوبية بتنفيذ خطة استراتيجية سميت " برنامج إحلال السلام في الريف " الذي أعتمد على إقامة المزارع الاستراتيجية .
د. القصف الجوي .
هـ. الحرب الإلكترونية .
(1) إنشاء حاجز إلكتروني على طول الحدود الشمالية الجنوبية يتكون من جزأين أحدهما مضاد للأفراد والأخر مضاد للآليات متصل بغرفة العمليات الجوية وسمي هذا الخط بخط مكنمارا الدفاعي .
(2) كانت معارك الحرب الفيتنامية – الأمريكية حقل تجارب واسع لاستخدام المعدات الإلكترونية في الحرب ، فلقد استخدمت الولايات المتحدة في هذه الحرب عدد كبير من الأنظمة الإلكترونية المتعددة ولأغراض متباينة ( كشف ، إنذار ، سيطرة ، ملاحه ، توجيه ، اتصالات) .
30. خطط الشماليين
أ. الهجمات الليلية الخاطفة . تقوم الخطة على الاتصال ليلاً بالقرى الاستراتيجية من قبل رجال جبهة التحرير الوطني بطرق تسلل مختلفة وتفاجئ الرئاسة الإدارية للقرية أو أسر أو قتل رجال الإدارة والسامية المحلية . وكذلك الهجوم على المواقع المحيطة بالقرى الاستراتيجية .
ب. القرى المحصنة . حفر شبكات طويلة من السراديب في القرى المحررة ، يبرز من بعضها فتحات ملاصقة للأرض ومموهة بمهارة وسط أشجار البامبو لإطلاق النار على العدد حال اقترابه من مشارف القرية والبعض الآخر للمواصلات بين قرية وأخرى واستخدامها للفرار أو الاختباء أثناء القصف الجوي أو المدفعي . وتحصين السراديب بشبكة معقدة من إلا فخاخ المموه المليئة بحراب البامبو والألغام .
جـ. حرب العصابات .
(1) التركيز على هجمات وكمائن صغيرة لتشتيت قوات العدو .
(2) اجتذاب قوات العدو الآلية وطائرات الهيلوكبتر إلى مناطق مختارة ثم إطلاق النار عليها من مسافات قريبة .
(3) التكتيك الذي يعرف " بإبادة مواقع العدو وإفناء إمداداته " والمتمثل في مهاجمة بعض المواقع الفردية من بعضها وإعداد كمين كبير مجهز بخنادق مموه كان يصل طوله في بعض الأحيان إلى ميل كامل .
(4) تطويق المدن بحزام من المناطق المحررة التي تسيطر عليها قوات العصابات.
د. استراتيجية الحرب طويلة الأمد . خطط الثوار لاستخدام مبدأي الانتشار والمناورات الاستراتيجية التي تمزج بشكل متناسق بين عمليات نظامية متحركة وعمليات العصابات تبعاً لخطة واحدة على المستوى العام لمسرح العمليات والتي تتضمن ضرب العدو في كل لحظه وفي كل المناطق والميادين بدرجات متفاوتة من الشدة وحجم القوات المشتركة فيها ، ويتفاوت نصيب العمليات النظامية وعمليات حرب العصابات في كل مرحله ضمن التركيب العملياتي العام في كل موجه من موجات العمليات وفقاً للظروف العامة المؤثرة في الموقف ، وتبعاً لتصاعد تأثير استنزاف العدد في العمليات السابقة ، وفي النتيجة عزل القواعد المعادية أو إضعاف التنسيق بينها وبين بعضها البعض وإفقاد القوات الأمريكية والفيتنامية الجنوبية قدرتها الهجومية بحكم أنها تضطر إلى الانتشار لحماية مختلف المناطق وطرق المواصلات التي تربطها .
هـ. الإجراءات المضادة للحرب الإلكترونية . تحلى الثوار الفيتناميون بروح الابتكار والتجديد المستمرين وركزوا على إعداد المقاتل إعدادا خاصاً وتزويده بمهارات ومعارف يستعين بها على استنباط وتنفيذ تكتيكات مضادة لمبادئ عمل الأجهزة الإلكترونية لتقليل فعاليتها . ومن الأساليب التي استخدموها :
(1) تضليل أجهزة الكشف الحرارية بإشعال الحرائق أو تفجير القنابل المحرقة في مناطق عملهم لتغطية تحرك الأفراد والآليات واستخدام وسائط نقل ليست لها مصادر للطاقة المحركة كالدراجات (2) تضليل أجهزة الشم بتعليق قرب مليئا ببول الإنسان فوق الأشجار مما يؤدي إلى اضطراب عمل هذه الأجهزة .
(3) تضليل أجهزة كشف الذبذبات بدحرجة الصخور أو إطلاق قطعان الماشية في مناطق تلك الأجهزة أو إدخال فرق انتحارية إليها لصرف نظر العدو عن القوة الرئيسية التي يقوم بمهاجمة أهدافها .
سير العمليات
030 عام 1962 كان عدد العسكريين الأمريكيين العاملين في فيتنام الجنوبية قد ارتفع من (2.000) الى ( 11 ) ألف فرد وتوفرت القوات المحلية المدربة جيداً، وتوفرت ايضاً قيادة أمريكية مع هيئات المستشارين والخبراء مع الوحدات الخاصة، وكذلك كانت القدرة على الحركة متاحة جواً وبراً(1).
31. في الوقت الذي كانت فيه القوات الأمريكية تستعد وتحضر لشن الحرب الخاصة كانت حرب العصابات الثورية تنتشر في مناطق جديدة وتفتح المزيد من القواعد الثورية ، وتم اقامة الحزب الشيوعي لجنوب فيتنام تحت اسم " حزب الشعب الثوري " (2) باعتباره حزب الطبقة العاملة وحزب الوطنيين ، وكان هدف الحزب قيادة الثورة من اجل تحرير الجنوب وتوحيد البلاد ، اما البرنامج السياسي فلم يختلف كثيراً عن برنامج جبهة التحرير الا ان هذا الحزب شكل محطة هامة في مسيرة الثورة لانه وفر الاداة التنظيمية الثورية الطليعية لقيادة الجبهة الوطنية وربط الحركة الثورية الجنوبية بقيادة الثورة في الشمال عبر القيادة الحزبية الواحدة 0
032 كانت الثورة الجنوبية تعمل على توحيد الاداء العسكري حيث أدمجت كافة الوحدات المقاتلة الثورية والمجموعات المسلحة التابعة للطوائف المختلفة في اطار واحد وتحت قيادة واحدة وتم إعلان قيام " جيش التحرير " رسمياً الذي ضم الاشكال الثلاث للقوات المسلحة الثورية وادخلت على البنية العسكرية للثورة تطورات كبيرة في مجالات التدريب والتسليح والتنظيم والعمل السياسي ، وتمكنت الجبهة الوطنية باجراء انتخابات واسعة للجان الادارية شملت 38 محافظة من اصل 41 محافظة وقسمت البلاد إلى سبعة مناطق واسعة وهكذا اصبح للثورة في المناطق المحررة جهازها الحكومي الفعلي الذي ضم هيئات اقتصادية وصحية وثقافية وتعليمية وجهازاً اعلامياً يضم اذاعة صوت التحرير ووكالة انباء التحرير وعدة صحف 0
33. في الربع الاول من عام 1962 عقدت الثورة الجنوبية المؤتمر الوطني للجبهة الذي حضره ممثلون من مختلف الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية والطوائف الدينية والعرقية ، وقد قدر عدد اعضاء الجبهة الوطنية بحوالي 300 الف عضو ، وهكذا تكون الاستعدادات على الجبهة الثورية قد استكملت لمواجهة وإحباط الحرب الخاصة وقد اعتمدت الاستراتيجية الثورية المضادة على ثلاثة خطوط رئيسية هي النضال المسلح ، النضال السياسي ، والعمل الدعائي
يتبع
**************************************************