الأحواز
إقليم الأحواز (بالفارسية: اهواز، بالإنجليزية: Ahvaz أو Ahwaz) ، إقليم عربي يقع على السواحل الشرقية للخليج العربي، ابتداءً من مضيق هرمز إلى شط العرب. كان الإيرانيون في الماضي يسمونه "عربستان" (بالإنجليزية: Arabistan أو Arabestan أو Arabstan) أي بلد العرب. تمثل هذا الإقليم تقريباً محافظات إيران الثلاثة: محافظة خوزستان ومحافظة هرمزگان ومحافظة بوشهر.
ويخترق المدينة نهر كارون وهي ترتفع عن سطح البحر 20 مترا وبحسب إحصاء عام 2006 بلغ عدد سكان مدينة الأحواز 1,841،145 نسمة. وهي بذلك أكبر مدينة في خوزستان.
فالأحواز هي جمع لكلمة "حوز"، وهي مصدر للفعل "حاز"، بمعنى الحيازة والتملك، وهي تستخدم للدلالة على الأرض التي اتخذها فرد وبين حدودها وامتلكها. و"الحوز" كلمة متداولة بين أبناء الأحواز فمثلا يقولون هذا حوز فلان، أي هذه الأرض معلومة الحدود ويمتلكها فلان.
وعند الفتح الإسلامي لفارس أطلق العرب على الإقليم كله لفظة "الأحواز"، وأطلقوا على العاصمة سوق الأحواز للتفريق بينهما.
أما "الأهواز" فهو اللفظ الفارسي لعجمة لسانهم، وإن كان هذا اللفظ قد تسرب إلى بعض الكتب العربية. وفي العهد الصفوي سماه الفرس: "عربستان" أي القطر العربي. أما "خوزستان" فهو الاسم الذي أطلقه الفرس على الإقليم وهو يعني بلاد القلاع والحصون تلك التي بناها العرب المسلمون بعد معركة القادسية، وسمي به الإقليم مرة أخرى بعد الاحتلال الفارسي بأمر من رضا شاه عام 1925م.
الاحتلال الفارسي
ترجع نكبة هذا الاحتلال الذي بدأ في عهد "رضا شاه بهلوي" إلى العام 1925م. وكان للاحتلال مقدمات داخلية تمثلت في ضعف أبناء الأحواز بما أصابهم من فقر وجهل ومرض وانخفاض مستوى المعيشة، وانعدام الوعي السياسي والاجتماعي، وسيطرة النفوذ الأجنبي، وكذلك التنكيل بالشيخ خزعل (كان أمير إمارة الأحواز من 1897 إلى 1925، وهو من الشخصيات البارزة في تاريخ العرب الحديث، وقد لعب دورا رئيسيا في أحداث منطقة الخليج والأحواز في الربع الأول من القرن العشرين).
أما العوامل الخارجية فقد تضافرت للإطاحة بإمارة الأحواز العربية، وتتمثل في النقاط الآتية:
1. الأهمية الاقتصادية للأحواز بعد ظهور النفط بها في عام 1908م، والموقع المتميز للإقليم على رأس الخليج العربي وسيطرته على كل موانيه، وهو كذلك يقع ضمن الجسر الأرضي الذي يوصل آسيا وأفريقيا وأوربا ببعضها البعض، والذي يعد الطريق الأقصر وهو يربط البحر المتوسط بالمحيط الهندي.
2. الظروف الدولية والإقليمية التي أوجدتها الحرب الباردة شجعت إيران على ممارساتها ضد الشعب الأحوازي، حيث كانت إيران في عهد "رضا شاه" كالابن المدلل للغرب، فانتهكت إيران أبسط حقوق "الأحوازيين" دون رادع. 3. نفوذ الواسع لشيخ خزعل الكعبي و ترشيح نفسه لعرش العراق و طلب مساعدته من قبل مفتي فلسطين آنذاك.
الممارسات العنصرية الفارسية
وتتلخص الإجراءات التعسفية التي مارستها السلطات الفارسية ضد الشعب العربي الأحوازي -وما زالت حتى اللحظة- في الآتي:
• إلغاء مؤسسات الحكم العربي السياسية والإدارية والقضائية في الأحواز، وإعلان الحكم العسكري المباشر، حيث أقيمت الثكنات العسكرية والمعسكرات، وضم الإقليم إلى الأراضي الإيرانية.
• إنكار حق تقرير المصير للشعب الأحوازي، والحرمان من أبسط الحقوق والحريات السياسية التي تقضي بحق الشعب في المشاركة في حكم بلده سواء بصورة مباشرة أو بواسطة ممثلين عنهم.
• اقتطاع أجزاء من الإقليم وضمها إلى المحافظات الفارسية، وتغيير الملامح العربية للإقليم مثل تغيير اسمه من "عربستان" إلى "خوزستان"، وكذلك "تفريس" أسماء العديد من المدن وأسماء الشوارع والميادين بهدف طمس الهوية العربية.
• فرض الضرائب الباهظة على أبناء الأحواز واستخدام كل أنواع الاضطهاد ضدهم، كتهجيرهم إلى المدن الفارسية، وإحلال الأسر الفارسية محلهم بعد مصادرة أراضي وأملاك العرب.
• منع الحكومة الفارسية المحاكم "الأحوازية" من الترجمة للغة العربية وإليها، فوضعت بذلك أكبر عائق أمام المواطن الأحوازي لضمان حقوقه بمراجعة المحاكم.
• مصادرة جميع الكتب العربية الموجودة في الأحواز سواء ملك المكتبات أو الأشخاص، ومن ثم منع تدريس اللغة العربية في المرحلة الابتدائية على الرغم من وجود المادة 15 من الدستور الإيراني التي تنص على ضرورة تدريس لغة القوميات غير الفارسية في المدارس الابتدائية، ولكن السلطة الإيرانية لم تطبق هذه المادة رغم مرور 27 عاما على المصادقة عليها، وبصفة عامة إهمال شئون التعليم، وانعدام الرعاية الصحية.
• التباطؤ في عملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب العراقية الإيرانية، والتجاهل المتعمد لمشكلة الألغام التي خلفتها تلك الحرب؛ الأمر الذي يتسبب في مقتل وجرح المئات من أبناء الأحواز، ذلك على الرغم من المساعدات المالية الدولية التي تتلقاها إيران في هذا المجال.
• حرمان الشعب الأحوازي من مياه الشرب والزراعة من خلال تحريف مسار روافد نهر "كارون" باتجاه المناطق الفارسية مثل "أصفهان"، أو من خلال السعي لتنفيذ مشاريع لتصدير هذه المياه إلى دول الخليج المجاورة.
• انتزاع الحكومة الفارسية الأراضي الزراعية من أصحابها العرب وإقامة مستوطنات فارسية تحت غطاء مشاريع صناعية زراعية مثل مشروع "قصب السكر".
• عقد الحكومة الإيرانية لاتفاقيات مع دول أو شركات أجنبية في مجال استثمار ثروات نفط الأحواز، رغم أحقية الشعب الأحوازي في التحكم في هذه الثروات.
مقاومة الأحواز
دأت مقاومة الأحواز بعد مرور ستة أشهر على احتلا ل الأحواز في عام 1925 حيث وقف بوجه سياسة التفريس جنود الشيخ خزعل وحرسه الخاص الذين كانوا يسمون الغلمان ، وقاموا بثورة سميت بأسمهم ثورة الغلمان في 22 يوليو 1925 بقيادة الشهيد ين ( شلش ، وسلطان ) ، وكانت رد فعل لأسر شيخهم ، وفي هذه الثورة هرب افراد من الجيش الايراني الى الكويت وسيطر الثوار على مدينة المحمرة لعدة ايام. ثم قصفتهم مدفعية الجيش الايراني بلا رحمة بعد ان دمروا الحامية الفارسية في المدينة.
وعلى أثر فشل هذه الثورة العربية الأحوازية خيم ارهاب شديد على الأحواز ، ولكن السلطات الفارسية قضت على هذه الثورة بقسوة متناهـية وبكل شدة ، وحاكمت عد دا كبيرا منهم ، وأعـد مت آخرين د ون محاكمة.
وقاد بعدها الشيخ عبد المحسن الخاقاني مع نفر من رفاقه انتفاضة اخرى في المحمرة وتوسعة لتشمل مد ن الأحواز الاخرى مطالبين بارجاع الشيخ خزعل الذي أقتيد الى السجن أثر مؤامرة فارسية دنيئة وارسلوا برقيات الى مختلف الجهات العربية التي صمتت ازاء نداء الاستغاثة واغـمضت عـيونها من نزيف الدم العربي الجاري في الأحواز (عربستان) .
أما الشعب الأحوازي العربي نفسه فقد انتفض بعدة ثورات متـفرقة ومتـباعدة ضد الاحتلا ل الفارسي ، أهمها :
1- ثورة الحويزة في عام 1928 :
بقيادة الشهيد محي الدين الزئبق رئيس عشائر الشرفة ، والذي شكل حكومة دامت ستة أشهر. وقـد شاركت نساء الأحواز في هذه الثورة ، وحاصر الجيش الايراني مد ينة الحويزة ومنع وصول المؤن اليها ثم هاجمها بكل اصناف الاسلحة الفتاكة وبكل وحشية وقمع واخمد تلك الثورة وانزل الويل والارهاب بأهلها .
2- ثورة بني طرف عام 1936 :
أعلنت قـبائل بني طرف الثورة على الفرس ، فاستغل رضا شاه هذه الفرصة ليقوم بتصفية دموية شاملة للروح العربية في عربستان ، فسير جيشا كبيرا الى مد ينة الخفاجية وأطرافها وقضى على الثورة بعنف وشدة وقسوة لا يمكن وصفها ، ثم جمع ستة عشر رئيسا من رؤساء القبائل وأمر بد فـنهم وهم أحياء ، ليكونوا عـبرة لمن يعارض النظام الفارسي .
3- ثورة عشيرة كعب الدبيس عام 1940 :
قامت هذه العشيرة بثورتها بقيادة زعـيمها الشيخ حيدر الكعبي ، وذلك في منطقة الميناو على نهر د بيس ، وتمكنت من ازالة الحاميات الفارسية والسيطرة على ثكناتها في المنطقة ، ولم تتمكن السلطات الفارسية من القضاء عليها الا بعد القاء القبض على الشيخ حيد ر الكعبي ورفاقه وهم : مهدي بن علي ، داود الحمود ، بريج شيخ حزرج ، كوكز بن حمود من بني ساله ، واعـدامتهم جميعا في قلعة - سهر الشهداء.
4- ثورة الغجرية عام 1943 :
تزعم هذه الثورة الشيخ جاسب بن الشيخ خزعل ، حيث قام بها ضد الفرس حين دخل الامارة بعد اتفاقه مع بعض رؤساء العشائر الاحوازية على الثورة ، رغم أن بعضهم لم يف بوعـده بالمشاركة ، وقـد تمكن الثوار من قـتل العـد يد من الجنود والضباط الفرس ، وتمكنوا من اسقاط طائرة حـربية ، وقـد كان المرحوم الشهيد محي الدين آل ناصر رئيس اللجنة القومية العليا لتحرير عربستان الذي أعدمته سلطات الاحتلا ل مع آخرين من زملائه في 13/ 6/ 1964 ، كان قـد شارك في هذه الثورة ، كان قـد شارك في هذه الثورة ، حيث كان عسكريا في حينها .
5- حركة الشيخ عبدالله بن الشيخ خزعل عام 1944 :
اتـق الشيخ عبدالله مع العشائر العربية على القيام بثورة ، ولكن لم يكتب لهذه الثورة النجاح .
6- ثورة بني طرف عام 1945 :
امتدت شرارات هذه الثورة الى القبائل العربية ، ولا سيما بنو سالة وبنو لام والشرفة والمحيسن منهم ، واحتلت العشائر الثائرة جميع القرى والمخافر والمد ن المنتشرة في هذه المناطق ، ودامت الثورة بضعة أشهر ، فسيرت لها الحكومة الفارسية جيشا كبيرا حشد ته في مختلف الثكنات العسكرية ، وقد صادف الجيش الفارسي صعوبات كبيرة في اجتياز المناطق الثائرة نظرا لتحصينات الثوار وطبيعة الأرض التي تكثر فيها الأنهار والمستنقعات وبساتين النخيل ، مما تعذ ر على الجيش الفارسي أن يحرك آلياته ، فأرسلت الحكومة الفارسية طائرات مقاتلة قامت بقصف القرى وتجمعات العشائر وبحرق البيوت وابادة المزارع ، فكانت مجزرة رهيبة راح ضحيتها آلاف الأبرياء من النساء والاطفال والشيوخ ، وقـد كان التكافؤ في القوة العسكرية بين الطرفين معدوما . وعـند تغلب الفرس على الثوار من ابناء شعبنا العربي الصامد في الأحواز الصامدة رحل منهم المئات وكانوا حوالي ( 1500 ) شخص ، الى شمال فارس مشيا على الاقدام مجتازين بهم الجبال الوعرة والود يان العميقة ، فمات أكثرهم في الطريق جوعا وتعبا وبردا ، ولم يصل منهم الى طهران سوى حوالي الأربعين شخصا وزعـتهم السلطات الايرانية على القرى النائية .
7- ثورة الشيخ مذخور الكعبي عام 1946 :
لقد ثار الشيخ مذخور الكعبي عام 1946 على اثر المجزرة الرهيبة التي ارتكبها الفرس والتي ذهب ضحيتها مئات من العرب الابرياء منهم زعيم حزب السعادة الشهيد حداد الذي احرقه الفرس مع زوجته واطفاله ، وازاء هذه المجزرة البشعة ثار الشيخ مذخور الكعبي في منطقة عبادان وهاجم الحامية الفارسية قمعت ثورته بكل عـنف وارتكبت مجازر اخرى ابشع من مجازر شهر آب 1946 .
8- ثورة عشيرة النصار 1946 :
استطاع الجيش الفارسي ، بدعم عسكري بريطاني ، في اخماد هذه الثورة التي كانت تستهدف التخلص من الاحتلا ل الفارسي .
9- ثورة الشيخ يونس العاصي عام 1949 :
لقد ثار الشيخ يونس العاصي في منطقة البسيتين والخفاجية وفيها انفصلت عن السيطرة الفارسية واستطاع جباية الضرائب باسمه وكان يسعى الى تكوين مملكة تسمى - مملكة عرب الشرق - لكن الحكومة الفارسية اجهضت هذه الثورة مما دعى الشيخ يونس العاصي ان يهرب الى العراق حتى توفي فيه .
ومنذ احتلال الإقليم تفجرت ثورات وحركات مقاومة "أحوازية"، وكانت البداية بعد 3 أشهر من الاحتلال بثورة شعبية سميت بـ"ثورة الغلمان"، وتوالت الانتفاضات والثورات مثل ثورة الحويزة 1928، وثورة بني طرف 1936 ، ومعركة الشيخ عبد الله بن الشيخ خزعل 1944، وثورة عشيرة النصار 1946، وغيرها الكثير.
وتنوعت مقاومة الشعب الأحوازي بين السلمي والعسكري. وقد تكون أول حزب سياسي منظم عام 1946 عرف باسم حزب السعادة، وبعدها تشكلت منظمات ثورية وسياسية أخذت على عاتقها مقاومة المحتل، ومنها: "منظمة الجماهير الثورية الأحوازية"، و"حركة التحرير الوطني الأحوازي"، و"الاتحاد العام لطلبة وشباب الأحواز"، و"المجلس الوطني الأحوازي"، و"الجبهة العربية لتحرير الأحواز"، وغيرها العديد من المنظمات الثورية الأخرى التي تأثرت بحركات التحرر العربية التي تكونت قبل وبعد ثورة الضباط الأحرار في مصر.
جبهات المقاومة
يوجد الكثير من جبهات المقاومة، وكان أهمها:
جبهة تحرير عربستان: أنشئت عام 1956م، وآمنت بالكفاح المسلح ضد الاحتلال الإيراني، ومارست أنشطة سياسية وإعلامية متنوعة. واستمرت في الكفاح تحت اسم منظمة الجبهة الوطنية لتحرير عربستان، بعد اضطهاد أعضائها وإعدام قادتها الرئيسيين.
الجبهة القومية لتحرير عربستان والخليج العربي: بدأت كفاحها عام 1968م وأصدرت ثلاثة أعداد من نشرتها أصداء الثورة.
حركة النضال العربي لتحرير الأحواز
الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز: تأسست عام 1968م وقامت بعمليات كثيرة وأصدرت عام 1971 صحيفة الأحواز.
وقد أسهمت القوى الوطنية في عربستان مع سائر الشعوب الإيرانية في الانتفاضة التي أدت إلى الإطاحة بحكم شاه إيران. كما طالبت تلك القوى النظام السياسي الجديد الذي قاده آية الله الخميني بالاعتراف بالحقوق القومية للعرب، وكذلك حق تقرير المصير.
- بالإضافة إلى الجبهات الحالية:
الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية.
حزب التضامن الديمقراطي.
منظمة تحرير الأحواز.
منقول
**************************************************