قصيدة رائع للشاعر محمود غنيم
ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ
ﺳﺤﺮ ﻧﻄﻘﺖ ﺑﻪ ﻭ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ
ﻭ ﻟﻚ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻭﻟﻲ ﺑﻌﺮﺷﻚ ﻣﻮﺛﻖ
ﻳﺎ ﺃﻓﻖ ﺇﻟﻬﺎﻣﻲ ﻭ ﻭﺣﻲ ﺧﻮﺍﻃﺮﻱ
ﻫﺬﺍ ﻧﺸﻴﺪﻱ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺋﻚ ﻳﺨﻔﻖ
ﺗﻮﺣﻲ ﺇﻟﻲّ ﺍﻟﺸّﻌﺮ ﻋﻠﻮﻱّ ﺍﻟﺴّﻨﻰ
ﻣﺼﺮ، ﻭ ﻧﻮﺭ ﺷﺒﺎﺑﻚ ﺍﻟﻤﺘﺄﻟّﻖ
ﻭ ﺷﻮﺍﺭﺩ ﻫﺰ ﺍﻟﻨّﺠﻮﻡ ﺭﻭّﻳﻬﺎ
ﻭ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻣﺼﻎ ﻭ ﺍﻟﺸّﻌﺎﻉ ﻳﺼﻔّﻖ
ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻟﻠﻨّﻔﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺰّﺓ
ﻭ ﻟﻜﻞّ ﻗﻠﺐ ﺻﺒﻮﺓ ﻭ ﺗﺸﻮّﻕ
ﺭﻳّﺎ ﺍﻷﺩﻳﻢ ﻛﻠﺠّﺔ ﻣﺴﺠﻮﺭﺓ
ﻳﺴﺮﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤﻼﺋﻚ ﺯﻭﺭﻕ
ﻏﻨﻰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸّﻌﺮ ﺍﻟﻄّﺮﻭﺏ ﻭ ﺃﻗﺒﻠﺖ
ﺑﺎﻟﺰّﻫﺮ ﺣﻮﺭﻳّﺎﺗﻪ ﺗﺘﻤﻨﻄﻖ
ﻭ ﺷﺪﺍ ﺍﻟﺮّﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﻠﻬﻤﻮﻥ ﻛﺄﻧّﻤﺎ
ﺳﻴﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﻗﺒﺲ ﺍﻟﻨّﺒﻮﺓ ﺗﺸﺮﻕ
ﻫﻲ ﻣﻦ ﻃﻮﺍﻟﻌﻚ ﺍﻟﺤﺴﺎﻥ ، ﻭ ﺇﻧّﻪ
ﺃﻛﻞ ﻟﻤﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻚ ﻳﺤﻘّﻖ
ﻣﺼﺮ ﺇﺫﺍ ﺳﺌﻠﺖ ﻓﺄﻧﺖ ﻟﺴﺎﻧﻬﺎ
ﻭ ﺟﻨﺎﻧﻬﺎ ، ﻭ ﺷﻌﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﺪﻓّﻖ
ﻓﺘﻠﻖّ ﻓﺮﺣﺘﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﻙ ﺇﻧّﻪ
ﻋﻴﺪ ﻳﻬﻨﻰﺀ ﻣﺼﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ
***
ﻣﻮﻻﻱ ﻫﻞ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻗﺒّﻞ ﺭﺍﺣﺔ
ﺑﻴﻀﺎﺀ ﺗﺤﻴﻲ ﺍﻟﻤﺄﺛﺮﺍﺕ ﻭ ﺗﺨﻠﻖ
ﻣﺮّﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ، ﻓﻜﻞّ ﺷﻌﺎﺑﻪ
ﻋﻴﻦ ﻣﻔﺠّﺮﺓ ، ﻭ ﻏﺼﻦ ﻣﻮﺭﻕ
ﻭ ﺟﻠﻮﺗﻬﺎ ﻟﻠﻨّﺎﻇﺮﻳﻦ ﻓﺄﺑﺼﺮﻭﺍ
ﺑﺮﻫﺎﻥ ﺭﺑّﻚ ﺳﺎﻃﻌﺎ ﻳﺘﺄﻟّﻖ
ﻟﻮ ﺭﺩّ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭ ﺳﺤﺮ ﺩﻋﺎﺗﻪ
ﻭ ﺗﺴﺎﺋﻠﻮﺍ ﺑﻚ ﻣﺠﻤﻌﻴﻦ ﻭ ﺃﺣﺪﻗﻮﺍ
ﻟﻘﻔﺖ ﻋﺼﺎﻙ ﻋﺼّﻴﻬﻢ ﻓﺘﺼﺎﻳﺤﻮﺍ
ﻻ ﺳﺤﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺃﻧﺖ ﻣﺼﺪّﻕ
ﻳﺎ ﺑﺎﻋﺚ ﺍﻟﺮّﻭﺡ ﺍﻟﻔﺘﻲّ ﺑﺄﻣّﺔ
ﺗﺴﻤﻮ ﺑﻬﺎ ﺁﻣﺎﻟﻬﺎ ﻭ ﺗﺤﻠّﻖ
ﺃﻏﻠﻰ ﺍﻟﺬﺧﺎﺋﺮ ﻓﻲ ﻛﻨﻮﺯ ﻓﺨﺎﺭﻫﺎ
ﺗﺎﺝ ﻳﺠﻤّﻠﻪ ﺑﻨﻮﺭﻙ ﻣﻔﺮﻕ
ﺻﺎﻏﺘﻪ ﻣﻦ ﺁﻣﺎﻟﻬﺎ ﻭ ﺩﻣﺎﺋﻬﺎ
ﻭ ﺃﺟﻠﻬﻦّ ﺩﻡ ﺍﻟﺸّﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻬﺮﻕ
ﺃﻥ ﺃﻧﺲ ، ﻻ ﻳﻨﺲ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻭ ﻳﻮﻣﻪ
ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﻄّﺮﻭﺏ ﻭ ﺟﻔﻨﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﻭﻕ
ﻭ ﻫﺘﺎﻑ ﺭﻭﺣﻲ ﻓﻲ ﺧﻀﻢّ ﺻﺎﺧﺐ
ﺧﻠﺖ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﺮّﺣﺐ ﻓﻴﻪ ﻳﻐﺮﻕ
ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻷﻋﻠﻰ ، ﻭ ﺗﺤﺖ ﻟﻮﺍﺋﻪ
ﺣﺮّﺍﺱ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﺒﺎﺳﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴّﺒّﻖ
ﻃﺎﻓﻮﺍ ﺑﺴﺎﺣﺘﻚ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻓﻴﻠﻘﺎ
ﻳﺤﺪﻭﻩ ﻣﻦ ﺁﻣﺎﻝ ﻣﺼﺮ ﻓﻴﻠﻖ
ﻭ ﺃﻧﻬﻠﺘﻬﻢ ﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺜﻮﻝ ﻓﻘﺮّﺑﻮﺍ
ﻣﻬﺠﺎ ﻳﺤﻮﻃﻚ ﺣﺒّﻬﺎ ﻭ ﻳﻄﻮّﻕ
ﻭ ﺿﻌﻮﺍ ﺍﻷﻛﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭ ﺃﻗﺴﻤﻮﺍ
ﻭ ﺳﻴﻮﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﻟﻮﻋﺔ ﺗﺘﺤﺮّﻕ
ﺃﻭ ﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ، ﻓﺠﻦّ ﺣﺪﻳﺪﻫﺎ
ﺣﺘّﻰ ﺗﻜﺎﺩ ﺑﻐﻴﺮ ﻛﻒّ ﺗﻤﺸﻖ
ﺫﻛﺮﺕ ﺑﻚ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ ﻭ ﻓﺎﺗﺤﺎ
ﻳﻄﺄ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﺸّﺎﻣﺨﺎﺕ ﻭ ﻳﺼﻌﻖ
ﻳﺎ ﺻﻨﻮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻟﻮ ﻧﺎﺩﻳﺘﻪ
ﺑﻚ ﻻﺳﺘﺠﺎﺏ ﻭ ﺟﺎﺀ ﺑﺎﺳﻤﻚ ﻳﻨﻄﻖ
ﻟﻚ ﻣﺼﺮ ، ﻭ ﺍﻟﺴّﻮﺩﺍﻥ ﻭ ﺍﻟﻨّﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺤﻴﺎ ﺍﻟﻤﻮﺍﺕ ﺑﻪ، ﻭ ﻳﻔﻨﻰ ﺍﻟﻤﻤﻠﻖ
ﻋﺮﺵ ﻗﻮﺍﺋﻤﻪ ﺍﻟﺘّﻘﻰ ، ﻭ ﻇﻼﻟﻪ
ﻋﺪﻝ ، ﻭ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴﺔ ، ﻭ ﺗﺮﻓّﻖ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻳﻮﺩّ ﻟﻮ ﺃﻧّﻪ
ﺃﺳﺮﻯ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻚ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺍﻟﺸّﻴﻖ
ﻛﻢ ﻭﻗﻔﺔ ﻟﻚ ﺑﺎﻟﺼّﻼﺓ ﻛﺄﻧّﻤﺎ
ﻋﻤﺮ ﺗﺤﻒ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭ ﺗﺨﻔﻖ
ﻟﻤﺎ ﻭﻗﻔﺖ ﺗﻠﻔّﺖ ﺍﻟﻤﺤﺮﺍﺏ ﻣﻦ
ﻓﺮﺡ ، ﻭ ﺃﻧﺖ ﻟﺪﻳﻪ ﺣﺎﻥ ﻣﻄﺮﻕ
ﻭ ﻳﻜﺎﺩ ﻣﻦ ﺑﻬﺞ ﻳﻀﻲﺀ ﺳﺮﺍﺟﻪ
ﻭﺟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄّﻬﺎﺭﺓ ﺭﻭﻧﻖ
ﺃﺣﻴﻴﺖ ﺳﻨّﺔ ﻣﺎﻟﻜﻴﻦ ﺳﻤﺎ ﺑﻬﻢ
ﻓﻲ ﺍﻟﺸّﺮﻕ ﺃﻭﺝ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻻ ﻳﻠﺤﻖ
ﻓﺎﻧﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﺐّ ﺍﻹﻟﻪ ، ﻭ ﻟﻦ ﺗﺮﻯ
ﺑﻌﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﺐّ ﻭ ﻳﻌﺸﻖ
ﻃﻬﺮ ﻋﺼﻤﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺸّﺒﺎﺏ ﻭﺇﻧّﻤﺎ
ﺷﻴﻢ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺑﻪ ﺃﺣﻖّ ﻭ ﺃﺧﻠﻖ
ﺗﻐﻀﻲ ﻟﺮﻗّﺘﻚ ﺍﻟﻨّﻔﻮﺱ ﻣﻬﺎﺑﺔ
ﻭ ﺗﻬﻢّ ﺑﺎﻟﻨّﻈﺮ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻓﺘﺸﻔﻖ
ﺇﻥّ ﺍﻟﺴّﻴﻮﻑ ﺗﻬﺎﺏ ﻭ ﻫﻲ ﺭﻗﻴﻘﺔ
ﻭ ﺧﻼﺋﻖ ﺍﻟﻌﻈﻤﺎﺀ ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻓّﻖ
***
ﺃﻟﻘﻰ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺍﺋﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﺮﻯ
ﻧﺒﺄ ﻛﺼﻮﺕ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻳﻄﻠﻖ
ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻀّﻔﺎﻑ ﺍﻟﺤﺎﻟﻤﺎﺕ ﻓﻤﺴّﺤﺖ
ﺟﻔﻨﺎ ، ﻭ ﻫﺐّ ﻧﺨﻴﻠﻬﺎ ﻳﺘﺄﻧّﻖ
ﻓﺮﺡ ﺗﻤﺜّﻞ ﻣﺼﺮ ﻓﻬﻲ ﺧﻮﺍﻃﺮ
ﺻﺪّﺍﺣﺔ ، ﻭ ﺳﺮﺍﺋﺮ ﺗﺘﺮﻗﺮﻕ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺁﻣﻨﺖ ﺍﻟﺮّﻋﻴﺔ ﺃﻧّﻬﺎ
ﺃﺩﻧﻰ ﻟﻘﻠﺒﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﺃﻟﺼﻖ
ﺁﺛﺮﺗﻬﺎ ﻓﺤﺒﺘﻚ ﻣﻦ ﺇﻳﺜﺎﺭﻫﺎ
ﺗﺎﺟﺎ ﺷﻌﺎﺋﺮﻩ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ
ﻣﻠﻜﺎﺕ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﺮّﺍﺋﻌﺎﺕ ، ﺇﺫﺍ ﺑﺪﺍ
ﻛﻒّ ﺗﺸﻴﺮ ﻟﻪ ، ﻭ ﻋﻴﻦ ﺗﺮﻣﻖ
ﻭ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﻳﻀﻮﻉ ﻋﺒﻴﺮﻩ
ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻄّﻬﺎﺭﺓ ﻣﺎ ﻳﻀﻮﻉ ﻭ ﻳﻌﺒﻖ
ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﻣﺼﺮ ، ﺃﻇّﻠﻜﻤﺎ ﺍﻟﺮّﺿﻰ
ﻭ ﺟﺮﻯ ﺑﻴﻤﻨﻜﻤﺎ ﺍﻟﺮّﺑﻴﻊ ﺍﻟﻤﻮﻧﻖ
ﻭ ﻓﺪﺍﺀ ﻋﺮﺷﻜﻤﺎ ﺍﻟﻤﺆﺛّﻞ ﺃﻣّﺔ
ﺃﻣﺴﺖ ﺧﻨﺎﺻﺮﻫﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻮﺛّﻖ
ﻳﺎ ﺷﻤﺲ ﻳﺎ ﺃﻡّ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ! ﺗﻜﻠّﻤﻲ
ﻓﻠﻘﺪ ﻳﺜﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﺼّﻴﺪﻕ
ﺃ ﺃﻋﺰّ ﻣﻨّﺎ ﺗﺤﺖ ﺿﻮﺋﻚ ﺃﻣّﺔ
ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﺑﺎﻟﺴّﻴﺎﺩﺓ ﺃﺧﻠﻖ ؟
ﺇﻧّﺎ ﺑﻨﻮﻙ ، ﻭ ﺇﻥ ﺳﺌﻠﺖ ﻓﺄﻣّﻨﺎ
ﻣﻬﺪ ﺍﻟﺸّﻤﻮﺱ ﻭ ﻋﺮﺷﻬﻦّ ﺍﻟﻤﻌﺮﻕ
ﻋﺮﺵ ﻟﻔﺮﻭﻕ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ، ﻳﺰﻳﻨﻪ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸّﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺒﻘﺮﻱّ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ