في المستشفى (بدر شاكل السياب
كمستوحد أعزل في الشتاء
و قد أوغل الليل في نصفه
أفاق فأوقظ عين الضياء
و قد خاف من حقنه
أفاق على ضربة في الجدار
هو الموت جاء
و أصغى أذاك انهيار الحجار
أم الموت يحسو كؤوس الهواء
لصوص يشقون دربا إليه
مضوا ينقبون الجدار
و ظل يعد انهيار التراب
ووقع الفؤوس على مسمعيه
يكاد يحس التماع الحراب
و حزاتها فيه يا للعذاب
و ما عنده غير محض انتظار
هو الموت عبر الجدار
كذاك انكفأت أعض الوساد
و أسلمت للمشرط القارس
قفاي المدمى بلا حارس
بغير اختياري طبيبي أراد
لقد قص مد المجس الطويل
لقد جره الآن أواه عاد
و لا شيء غير انتظار ثقيل
ألا فاخرقوا يا لصوص الجدار
فهيهات هيهات مالى فرار
**************************************************