أجمل ما فيك هو أنك .. أنت
إذا وثقت بما حباك الله به من نعم ومقومات وشخصية .
فستصل تلك الثقة إلى الجميع .
وتدفعهم إلى احترام شخصيتك واستقلالها .
نعم هناك بعض المهارات الاجتماعية التي تساعدك
كى تحسن من تواصلك مع الغير .
بيد أن هذا لا يعنى أبدا الانسلاخ من شخصيتك ...
فالله سبحانه وتعالى خلق الناس متفاوتون فى الطباع
والأمزجة والميول ..
لم يخلقهم نسخ مكررة ولا فئة واحدة ..
فمنا الجاد العملى
ومنا خفيف الظل المرح ..
فينا الحى الهادئ ..
وفينا الجرىء المقدام ..
وكل هذه الأصناف خير ..
وكل ميسر لما خلق له ..
ما كان أبا بكر شبيها بعمر..
ولا عثمان كعلي ..
ولا أبا ذر كخالد ..
عليهم رضوان الله جميعا..
كل له طبيعته التي جبله الله عليها ..
كما أن لكل رجل مهمة خلقه الله لها ..
يقول ربنا جل اسمه :
{ ولو شاء ربّك لجعل الناس أُمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين }
(هود 118)
مختلفين في الطبائع ..
مختلفين في الأهواء ..
مختلفين في الأمزجة .
.مختلفين في الميول ..
مختلفين في كل شىء .
ذلك لأن اختلافهم سنة ربانية ..
المقصود منها هو التعارف و التعايش والتكامل والتعاون .
يجب أن تفقه هذا أيها الهمام .. وتدرك أن لك شخصية
مستقلة ومختلفة عن الآخرين ..
والسقوط يبدأ حينما تتمرد على تلك الطبيعة .
السقوط يبدأ حينما تقلد و تكون إمعة ..
ليس لك شخصية مستقلة ..
يقول ديل كارنيجي : 'علمتنى التجربة أن أسقط فورًا
من حسابى الأشخاص الذين يتظاهرون بغير ما هم في الحقيقة '.
فهؤلاء المقلدون ،
المتظاهرون بعكس حقيقتهم ،
أبرز خصائصهم عدم الثقة بالنفس ،
والتذمر من تكوينهم النفسى والوجدانى .
نعم .. قد نهذب بعض الصفات .. أو نتعلم بعض المهارات ..
أما أن نحاول أن ننسلخ من طبيعتنا ونلبس وجه آخر يعجبنا ..
فلن ينطلى هذا الدلال على أحد ..
ولله در الشاعر فهذا هو السقوط ..
يقول الشاعر :
كل امرئٍ راجعٌ يوماً لشميتِه وإِن تخلَّق أخلاقاً إِلى حينِ
سُلت أمنا عائشة رضي الله عنها عن عمر بن الخطاب فأجابت:
كان والله أحْوَذيّاً نَسِيجَ وَحْدِهِ قد أعَدَّ للأمور أقْرَانَها..
(جاء في النهاية في غريب الأثر لابن الأثير
أن أحوذيا تعني الجاد المسرع . )
فهو فريد ليس له مثيل أو شبيه ..
تماما كالثوب الذي من شدة إتقانه يصعب تكرراه ..
وهذا يعود في المقام الأول إلى عظمة المربي الذي
صاغ هذه الشخصية ..
فدلاله عظمة قائد من القواد ..
أو زعيم من الزعماء ،
هو أن يحيط نفسه بالعظماء أمثاله ،
والنابهين الأذكياء .
ولذلك كان الحبيب صلى الله عليه وسلم صانع الرجال بحق ،
فكان يؤيد لين أبا بكر ..
وكذلك شدة عمر ..
وبلاغة وحكمة علي ..
وحياء وهدوء عثمان رضوان الله عنهم أجمعين .
إن التقليد طمس للشخصية ..
وضياع للهوية ..
فحاذر أن تعيش في ثوب غيرك مهما أعجبك هذا الثوب ،
بل كن علامة بارزة في دنيا الناس ،
ونجم مميز يعرفه القاصى والدانى
لتفرده واستقلاليته .
أتمنى أن تكون أنت هو أنت بالفعل.
**************************************************