كُلُّ الحَكايا بَكَتْ على أشْلاءِ مُعَاناتي
خَرَسَتْ لُغَةُ الكَلامِ في شَفَتي
وما عَادَ الحُبُّ يَرْوي وُرَيْقاتي
فَقَدْ تَعَوّدَ قَلْبِي كَسْرَ فَرْحَتِهِ
فَكَيْفَ أشْكو لِمَنْ بَاتَ مَأسَاتي
والمَسافَاتُ روحي تَاهَتْ بِهَا
ولِلأحْزَانِ اسْتَسْلَمَتْ رايَاتي
كُلُّ الحَكايا تَساوَتْ في سَرَابِ نَظَري
كُلُّ الحَكايا بَكَتْ على أشْلاءِ مُعَاناتي
كُنْتُ أرى الحُبَّ في عَيْنِها هِدَايَةً
كَذَبَ البَصَرُ وكَسَّرَ الزَيْفُ مِرْآتي
كُنْتُ أسْمَعُ الصِّدْقَ في قَوْلِها
وذَابَ مِلْحُ الصِّدْقِ على جِرَاحاتي
أفْرَاحي تَكْذِبُ يا قَدَري
أحْزَاني تَمْلَأُ كَاساتي
أبْكِي والدُموعُ تَنوحُ في مَآقِيها
والقَلبُ يَلْهَثُ في دُرُوبِ حَمَاقَاتي
رُوحِي تَعْزِفُ لَحْنَ الوَجَعِ أُغْنِيَةً
والشِّرْيَانُ مَخْنوقٌ يُرَتِلُ أنَّاتي
لَيَالٍ ما رَقَدَ لي جَفْنٌ على فَرَحٍ
لَيَالٍ خَاصَمَ النَّوْمُ وِسَادَاتي
زَرَعَتْ رِمَاحُ الغيْرَةِ في جَسَدِي
وسَقَتْهُ عَلْقَمَاً من نَزْفِ حُشَاشَاتي
يَرْسُو بِعَيْنَيَّ طَيْفٌ أحِنُ لَهُ
تَغُوصُ الآهَاتُ في بَحْرِ كَلِمَاتي
وتَسْألُني ... ؟!!
كَانَ الحُبُّ بَيْنَنا وَطَناً
هَلْ ضَيَّعْتَ عُنْواني ؟
هَلْ أصْبَحَ حُبِّي مَعْصِيَةً ؟
هَلْ سَتَهْجُرُ شُطْآنِي ؟
والَّليالي الَتِي تَسَامَرْنا بِهَا
تُصْبِحُ مُجَرَدَ أوْهَامِ !
قُلْتُ : لا تَسْألِيني الأمْسَ
ما عُدْتُ أُبْصِرُ ما فِيهِ
حَكَّمْتُكِ قَلْبِي
والحُزْنُ كُنْتُ أُخْفِيهِ
عَاتَبْتُ رُوحِي
والْهَوى كُنْتُ أَبْكِيهِ
وَجُرُوحي تَقَرَّحَتْ
والوَهْمُ كَانَ يُدَاوِيهِ
أصْبَحَ حُبُنا كَهْلاً في طُفُولَتِهِ
وَشَاخَ الوَجْدُ في تَصَابِيهِ
لا تُعِيدي الأمْسَ ثَانِيَةً
فالذِّكْرى أبَداً لَنْ تُحْيِيهِ
لا العَفْوُ يُجْدي الْيَوْمَ مَعِي
ولا الغُفْرانُ سَوْفَ تَلْقِيهِ
بَكَيْتُ الحُبَّ في عَيْنَيْكِ مَرَارَةً
فَابْكِنِي الآن كَثِيراً وابْكِيهِ
م ن
**************************************************