شكرا للأخت عطا على هذا الموضوع
حقا لمَا لا نسرع ما ذا ننتظر ؟
وكما جاء في رد الأخ المارد مشكورا
"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"
...................................................
من جهة
هذا الحديث جاء مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح وكذلك جاء موقوفا على عبدالله بن عمرو بن العاص وغيره ولا يصح كذلك.
في السلسلة الضعيفة للألباني رقم( 8 ) ورقم(874) كلاما حول طرق الحديث.
وأما من حيث المعنى فقال أهل العلم أن معناه صحيح بناء على نصوص أخرى تحث على العمل للأخرة وأن لا ينسى الإنسان نصيبه من الدنيا ولكن بلا شك أن شأن الآخرة هو المقدم على شأن الدنيا
قال تعالى (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (القصص : 77 )) (منقول)
............................................................................
من جهة أخرى
"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"
ربما قد يرى البعض أن فيها توجيهين حث على الاهتمام بالدنيا والأعمال الدنوية كأننا نعيش فيها أبدا خدمة للدنيا وعمارتها وكأنها غير فانية
وكذلك الحث على الأعمال الأخروية كأن القيامة ستقوم
وفي الحقيقة فهذه القولة توجه الاهتمام كله توجيها واحدا نحو الآخرة حيث أن أعمال الدنيا يجب أن تتوقف إذا حضر عمل أخروي وتأجل، وليس العكس
إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا أي اعمل الأعمال الدنيوية وأنت مستحضر لآخرتك، ولا تؤثر الأعمال الدنيوية على الأعمال الأخروية، فأما الأعمال الدنيوية فعندك كل الوقت لتحقيقها لا تنحصر في وقت معين أو سن معين، وهذا معنى اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا
واستحضر أن الدنيا لن تفنا وستنتظرك حتى تكمل واجبك الديني، قم بواجبك الديني ثم أكمل عملك الدنيوي
أما العبادات فوقتها محدد لا يقبل تأخير أو تأجيل، فمثلا هناك من يوثر بناء بيت جديد أو شراء سيارة أو الانتظار حتى يكبر الأولاد أو أو... على عبادة الحج، بالرغم من أنه يستطيع إليه سبيلا إلا أنه آثر عليه عملا من أعمال الدنيا، هنا تعامله مع الدنيا كأنه يموت غدا وتعامله مع الآخرة كأنه يعيش أبدا
فنجد الناس متسابقين حول تحقيق الدنيا بشكل كبير وكأن الدنيا ستفنى غدا، ومن فاته شيء من الدنيا تجده يتحسر.. مع العلم أنه مادام هناك حياة فما زال الوقت لتحقيق ما لم يحقق... أما الأعمال الآخروية فتقبل التأجيل عنده إلى ما بعد وكأنه سيعيش أبدا
ومثل بسيط فهناك من يؤثر عمل من أعمال الدنيا على الصلاة، بحيث لا تحثه كلمة الله أكبر على ترك كل ما في يده من أعمال الدنيا والقيام للصلاة في وقتها إذن وكأن الدنيا لن تنتظر، أما الآخرة مازال الوقت
فالكثير من الناس شعارهم إعمل لدنياك كأنك تموت غدا أما الآخرة فربما يظن أنه سيعيش أبدا !
.....................................
ولا أبرأ نفسي
والسؤال ... لي ... ولك !!..
................................
تقبلوا مروري
ولا تنسوني من خالص دعائكم
**************************************************
إذا أردت شيئا بشدة فأطلق سراحه، فإن عاد إليك فهو ملكك لك، وإن لم يعد فهو لم يكن لك من البداية.