ظواهر سلبية في التسمية
من الظواهر السلبية أو غير اللائقة في التسمية، ومما يوحي بمركب النقص فيها توجه بعض الناس من العرب المسلمين إلى التسمي بأسماء أجنبية أو ما يوحي بتقليد للهجات أخرى غير عربية، أو عامية ومن أمثلة تلك الأسماء: "جوليانا"، و - "ديانا"، و - "هايدي"، و - "سالين"، و - "لورا"، و - "إليان"، و - "شانتال"، و - "ريانا"، و - "نيفين"، و "دينا"، و - "إيرين"..إلخ. الخ .
أو محاكاة الأتراك على سبيل المثال في أسمائهم أو في لهجاتهم كإضافة حرف "ت" بدلاً من الهاء إلى بعض الأسماء أو دون إضافة إلى اسم آخر. وهذه الظاهرة أكثر ما نجدها في مصر، وبعض بلاد الشام بخاصة في فترة من الفترات وإن كانت لا تزال التسمية بها جارية حتى الآن. ومثال ذلك الأسماء: "شوكت"، و - "ثروت"، و - "عزت"، و - "مروت"، و - "حكمت"، و - "مدحت"، و - "رفعت"، و - "بهجت"، و - "نعمت" و - "طلعت" .. إلخ .
أو إطلاق أسماء أصنام أو آلهة جاهلية مزعومة - والعياذ بالله - على المواليد. كالاسم: "عشتار" وهو إله الحب المزعوم لدى اليونانيين القدماء .
أو اسم "راما" وهو إله مُدَّعي عند "الهندوك". أو اسم "ديانا" وهي إلهة الليل والصيد لدى الرومان . كذلك التسمي بأسماء ظاهرها يبدو عليه الجمال والعذوبة ومعناها غريب أو سيء، أو حتى دون معنى واضح أو أصيل أو عامي أو أجنبي أو من ديانات أخرى، كالتسمي بـ - : "بوسي"، و - "لوسي"، و - "نوسي"، و - "ليليان"، و - "ميمي"، و - "باتريسا"، و - "مانيا"، و - "سوزي" و - "كليمونس"، و - "مانويلا"، و - "إنجي" و - "جيانا"، … إلخ .
وكذلك الأسماء: توني، وفرعون، وسجاح (وهو اسم مدعية للنبوة في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغيرها من الأسماء . ويظهر هذا التوجه حتى في أسماء المؤسسات أو الشركات أو القطاعات التجارية أو الإعلامية الأخرى، فتجد من يطلق على إحدى مؤسساته أو محلاته اسماً غريباً أو أجنبياً أو يضيف إليه حروفاً أجنبية كحرفي: "كو" تقليداً ظاهراً، دون داع، أو اقتناع . وهناك من يختار اختياراً عشوائياً أو متناقضاً مع أصله، فكثيراً ما نقرأ اسم: "حلاق المتنبي"، أو "خياط أبي فراس" أو "صيدلية الفرزدق" أو "مخابر الإنترنت" أو "مطعم أبي نواس"، أو "مستشفى الكرامة"، أو "مغسلة الأبطال"، أو "مكتبة التنورين" .. إلخ . أو على حسب الاختراعات وظهور التقنيات الحديثة أياً كانت .
وهناك من يحل اللهجة العامية أو الأجنبية في التسمية محل العربي (فنجد: يا بلاش، بيانو، على كيفك، ديسكفري، من غير ليش، كوفي شوب، وغيرها من الأسماء الشاذة أو الأجنبية عن لغتنا العربية الخالدة) .
كل ذلك ربما من باب خالف تذكر، أو لجذب الجمهور، أو إظهار المسمى نفسه بمظهر المدنية والرقي دون اقتناع منطقي، ولا شك أن حُسن اختيار الأسماء لتتناسب مع المسميات - بل مع شخصية المسمى الدينية والبيئية والاجتماعية - دليل على الوعي والفهم والثقافة والتميز والأصالة ورحابة الفكر.
**************************************************