قصيدة ليلة في الغربة ( حمود علي الشريف)
غادرت أهلي فالد موع شهود
فإلى متى هذا البعاد يقودُ
فالدمع من أمي انحدار دائم
أما الأسى فلعيشها موعودُ
فلنفسها من بعدنا ثِقلُ الضنى
أما الهناء فإنه مفقود
وأبي لساعته يحدِّقُ في أسى
حان الرحيل فوقتنا محدود
جاء المساء و رحلتي بدأت به
فلديه من وقعِ الشجون رعود
وأنا على متن الرصيف أخالني
أبدا لأضواء الرصيف وقود
أقضي هنا وقتي به متأملا
ولديَّ أطياف الغرام شهود
الشاي في المقهى نديم وساوسي
في ليلنا بئس الليالي السود
ماالفعل والمحبوب عني قد نأى
ويد الغرام إلى العذاب تقود ؟
ماالفعل حين الحب أجَّجَ نارَه
والحب نارٌ جمرُها مشهود ؟
هذا هو التغراب عندي قصة
وكأنه خصم لديَّ لدودُ
في الدار والدتي وأهلي إنهم
يرجون أفراحا هناك تعودُ
فاجمع إلهي شملنا واعطف على
قلبٍ جريحٍ حالُه مكدودُ
والوالد المحبوب يثلج صدرَه
قربي لديه ،وفرحتي ، والعيدُ
واجعل لكل الناس خيرا واهدِهم
سبل الرشاد فبابُك المقصودُ