ليس كل إبتعاد نسيان
للناس فيما يعشقون مذاهبُ
و لكل محب مذهبه ، و له قوانينه التي يسير عليها ، فما عمر القلوب استوت ، و لا عمر الافكار توافقت جميعاً ، لذا لا يقاس الحب بالإقتراب و لا حتى القرب ..!
و ليس بالضرورة ان يكون كل إبتعاد نسيان " فقد يكون العكس صحيح " و قد نختار الإبتعاد للتعبير عن حبنا لمن ابتعدنا عنه ..
نبتعد عن من نحب إكراماً لمشاعرنا ، و إحتراماً لكبرياء قلوبنا ، و حفاظاً على ما نكنه في دواخلنا ، و حفاظاً على صورة رسمناها لا نريد ان تتغير - نتيجة لعوامل تعرية المشاعر - او لعوامل البيئة البشرية المتعددة ..!
نبتعد عن من نحب لنحافظ على تلك المحبة ، و لنبقي من نحب بعيداً عن مخاطر تلك الأشواق المتدفقة بغزارة ، و ليكون في مأمن من نتائج الحب العكسية ، و من مرارة الفراق الإجباري بعد حين ..!
نبتعد عن من نحب تجبناً لإهدار مشاعر اشخاص ابرياء لا ذنب لهم إلا إخلاصهم و وفائهم ، لنتركها لمن يستحقها ، فقد نكون لا نستحقها في اغلب الحالات ، لذا ليس من الإنصاف في الحب إهدارها ..!
نبتعد عن من نحب لإننا احببناه بصدق ، و لا حيلة لنا إلا الإبتعاد طالما لم يكن هناك سبيل لإحتواء مشاعره بما تستحقه ، و لم يكن هناك طريق إليه بما يتوافق مع معنى الحب ، فلا خير في حب انتهى بندامة ..!
نبتعد عن من نحب حفاظاً على شيء يسمى الكرامة ، فقد نجرحها دونما نشعر ، و نسيء إليها دونما نعلم ، إيماناً منا بكذب المقولة " لا كرامة في الحب " فـ الكرامة اول ما نضعه في الإعتبار ، و نحافظ عليه من ادنى ما يؤذيه ..!
نبتعد عن من نحب لأن اقترابنا منه قد يؤذيه ، و لأن وصالنا له قد يزعجه دونما يعلم ، و وجودنا إلى جانبه لا يخدمه ابداً ، و كان الإبتعاد هو اعذب " الأمرّين " ..!
بإختصار : نبتعد عن من نحب لأننا احببناه بصدق و إخلاص ، و عاملناه بوفا ، و حفظنا مشاعره بإبتعادنا عنه ، لندفع ثمن البعد ، دونما ننظر لحجم الخسائر طالما كان " الإبتعاد " يعني " الوفا "
**************************************************