لولا الحضارة العربية ... لما قامت النهضة الجامعية الأوربية
الجامعات في أوربا كثيرة وعظيمة في الوقت الحاضر وهي تتمتع بمستوى رفيع للغاية ونخص بالذكر منها الجامعات الألمانية كجامعة هايدلبرغ وجامعة فرايبورغ والجامعات الانجليزية كجامعة أكسفورد وجامعة كمبردج والجامعات الفرنسية كجامعة السوربون وجامعة مونبوليه. ولعلك تكون سعيد الحظ جدا لو أمكنك استكمال تحصيلك في إحدى الجامعات... ففي ذلك ضمان لنمو ملكاتك العقلية واتساع مداركك وتعميق ثقافتك وبلوغك المستقبل الزاهر الذي لاشك ترنو إليه
إلا أن هده الجامعات لم تكن كذلك قبل حين بل أنها لم تكن موجودة إطلاقا قبل 8-9 قرون، فالتعليم في أوربا كان محصورا إبان القرون الوسطى في الصفوف أو الكتاتيب الكنيسية وقد اقتصر التعليم على مادة واحدة هي تعاليم الدين المسيحي وقد كان اقرب إلى التلقين والحفظ والترديد: ترديد المعتقدات الدينية منه إلى التعليم بمعناه الدقيق
ويعجب المرء بعد هذا كيف أمكن للأوربيين أن يتخلصوا من تلك الصفوف والكتاتيب ويتساءل عن العوامل التي مهدت السبيل لقيام جامعاتهم الحديثة التي أخذت تتقدم وتنمو حتى بلغت مكانتها الحالية المرموقة
الجواب على ذلك ملخص في كلمة واحدة وهو: العرب
نعم العرب، فلولا العرب والحضارة العربية والعلوم العربية والجامعات العربية لما قامت النهضة الجامعية الأوربية في الوقت الذي قامت فيه
ذلك أن أوربا كانت بلا حضارة تذكر في تلك الفترة، فقد افتقرت إلى العلوم والبحث العلمي وحب المعرفة وافتقرت كذلك إلى الكتب : كتب الطب والكيمياء والرياضيات والفلسفة وغيرها, ولم يكن في القرون الوسطى سوى حضارة واحدة قريبة من أوربا وهي الحضارة العربية
لا عجب إذن أن أقبل الأوروبيون على دراسة الحضارة العربية وترجمة الكتب العربية إلى اللغة اللاتينية، لغة العلم في أوربا آنداك
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الحروب الصليبية لعبت دورا كبيرا في توصل الاوربين ومعرفتهم بالحضارة العربية وتقديرها حق قدرها
أضف إلى ذلك أنهم وجدوا في الجامعات العربية ولا سيما جامعة قرطبة القدوة الحسنة، فقد كانت هده الجامعة عظيمة رائدة، وحسبنا أن نذكر أن هده الجامعة التي أنشأها عبد الرحمان الثالث بلغت مكانة مرموقة أيام الخليفة الحاكم وحظيت باهتمام كبير حيث بلغ ما أنفقه عليها بقصد تحسينها أكثر من ربع مليون دينار وهو مبلغ مهم آنداك، وقد اشتملت جامعة قرطبة على عدد من الدوائر والكليات كان يدرس فيها الطب والرياضيات والفلك فضلا عن الشريعة والقانون وبلغ عدد طلابها في وقت من الأوقات بضعة آلاف
هذا فضلا عن أن بعض العلماء والأطباء العرب ساهموا مباشرة في تأسيس بعض الجامعات الأوروبية الأولى أو على الأقل درسوا فيها.
وغني عن البيان أن ظهور الجامعات الحديثة في أوربا هو حجر الأساس في النهضة الأوروبية الحالية.
**************************************************
كل مساهماتي منقولـــــــة، ارجو ان اكون وفقت في نقلها بقصد الافادة
***
لا اله الا انت سبحانك، اني كنت من الظالمين
اللهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات، الاحياء منهم والاموات
اللهم آمين يارب العالمين