قصة معبرة
يُحكى أن هناك سجين يأس من الدنيا ومافيها وأعلن تأبده في هذه الظلمه وظن أن هذه هيَ آخر حلقات عمرِه فـمن السجن للمقبره بلا شكْ ..
إلى أن سمع جمله غيرت من مجْرى حياته ، جددَتْ من نشاطه ،أعلنت نفسه خذلانها لـ التأبد الذي ظنه في أوائل سجنه ..
بل رأى إشراقة الشمس التي غابت عن عينيه وإن بآنت خطوطها في ظلمة المكان ..
زار أحد الرجال الذين لهم همّه عاليه ذلك السجن " لاأذكر ماكان منصبه في المجتمع ، المهم أنه يحمل فكر [نظيف]"
وبدأ بالموسآة وتجديد فكر لهؤلاء السجناء ومنها : أنه أتى بورقة بيضاء ووضع فيها نقطه سودآء
فـقال : ماذا ترون ؟!
قالوا جميعهم وبتأكيد : نقطه سوداء " وكأن الأمر واضح جداً ، متعجبون من هذا السؤال ؟! "
رد عليهم وهو ممسك بالخيط الذي كان يبحث عنه : غريب أمركم أتنظرون لنقطه صغيره سوداء وتهملون هذا البياض الذي لايقارن حجمه بالنقطه ..
لِمَا لانقول ! "نرى ورقه بيضاء يوجد بها نقطه سوداء صغيره "
لم تغب عن بال ذلك السجين واستطاع من هذه الجمله أن يخرج من السجن ويعيش بقية حياته بسعآده..
هذه باختصار هي الحياة فيها ضدّان " البياض والنقطه السوداء " جميعنا على حسب تفكيره إن أراد ان يتبع البياض استطاع وإن أراد أن يتبع تلك النقطه السوداء استطاع ..
العبرة
أما ان اردنا الحياة تتجدد وتجدد منّا فـلنرى البياض في كل شيء ، في أصعب أمورنا نبحث عن البياض وان وجدت أحداً منّا قد يأس فاعلم أنه ركز على تلك النقطه الصغيره ، إذاً لاتستغرب إن عكست من مجرى تيّار سعادته ..
لذلك عندما تحزننا همومنا الصغيرة ينبغي علينا أن نتذكر كم من النعم توجد في حياتنا ونحمد الله عليها .
**************************************************