بائعة الأسماك
خطت قدماها خارج القارب الخشبى الصغير بلغ الماء منتصف ثوبها الشعبى الذى يتجاوز الركبه بشبرين لونه كزرقة البحر الذى تقف فيه سحبت القارب ببطء حتى وصلت الشط كان الجو مشمسا وصحوا فى ظهيرة ذلك اليوم من ايام سبتمبر هدير للامواج صوت ارتطامها بالحواجز الاسمنتيه بجانب الفنار نوارس وطيور مختلفه تملا الجو باعذب الالحان تطارد رزقها بالحاح وصبر رائحة اليود تفتح الشهيه لكل شئ تركت القارب وجلست تلتقط انفاسها فهى فى قمة الانهاك والتعب منذ خمس ساعات تصارع الموج ترمى الشبكه وتدعوا ليرزقها الله بصيد وافر لتغطى حاجتها وحاجة اخوتها الاربعه ونفقات واعباء لاتنتهى خمس دقائق التقطت انفاسها اخرجت الشباك من القارب واخذت تصنف كل نوع من الاسماك على حده وضعته فى سلال خفيفه من سعف النخل غسلت الشباك بالمياه نظفتها جيدا علقتها على صارية خشبيه لبست حذاءها البلاستيكى سوت شعرها الفاحم الناعم بيديها ووضعت شالا صوفيا عليها حملت اسماكها قاصدة سوق السمك الجميع فى الحى يعرف نرجس ذات السبعة عشرة عاما جميله رغم الحزن البادى فى عينيها بنت بلد لايعجبها معسول الكلام ولا اللف والدوران هى صريحه مستقيمه تحب الخير للناس والجميع يحبونها باعت السمك لعم متولى اشترت بضعة ارغفه كيس سكر وبعض الشاى الجاف وبعض اصا بع الحلوى لاختها الصغيره اخذت باقى السمك الذى لم يتم بيعه لصغر حجمه ورجعت قافله تتلمس اخوتها كان الوقت عصرا نادت اخوتها وهى تدفع بيديها باب كوخهم الخشبى المتهالك الذى ملاته الثقوب من كل جانب ستقوم باصلاحه ذات يوم اضرمت النار فى بعض الفروع الخشبيه للاشجار جمعها اخوها وائل وقامت بشى اسماكها الصغيره جلست مع اخوتها ياكلون ويتسامرون بعد الطعام صنعت شايا اسودا ثقيلا ووضعت الكثير من السكر فجسمها بحاجة اليه دقائق هبط الليل كوافد طال انتظاره فرشت حسيرة من الخوص وكيس مخده من القش وتغطت برداء من الصوف واخوتها يلعبون حولها على ضوء مصباح الكيروسين المعلق على الحائط استسلم جسدها المنهك للنوم سريعا راته هناك بعيدا فى زاوية بعيده من عقلها فى احلامها يبتسم لها ويسالها عن حالها وحال اخوتها كان ابيها الذى اختطفته النوه ذات مساء ولم يرجع وهو يكافح لجلب بعض السمكات تكفى حاجته وحاجة اولاده قال لها لاتخافى انا هنا معك اعطاها رغيف خبر طازج راحت تقسمه بين اخوتها لكن الاب قال لها هذا لك وحدك اكلت لقمة منه لم تاكل فى حلاوته وليونته ولا رائحته الذكيه استيقظت مع الفجر لتواصل رحلتها اليوميه الى البحر لكن طعم الخبز مازال بفمها ملاها البشر والحبور لان عطية الميت خير وهى تفتح باب الكوخ وجدته يحيى شابا وسيما من سكان حيها صبح عليها بادب سالها ان تبيعه سمكاتها الطازجه لمطعمه الصغير بضعف ثمن السمك فى سوق الجمله فابتسمت وقالت ان شاء الله وهى تخطوا خطواتها نحو قاربها ابتسمت وقالت لنفسها السمك كثير والصيادين اكثر ما الداعى وراء طلبه هذا سحبت قاربها للماء بعد وصول الماء لمنتصف ثوبها وعقلها يحدثها باحلام ربما تحدث فى الواقع القريب
**************************************************
