روشته ربانية
الدنيا مزرعة الآخرة لم يخلقها الله لنجمع كنوزها ولا لنسكن قصورها فتنفعنا يوم لا ظل الا ظله فالدين كل لا يتجزأ فنـخذ مانأخذ ونترك ما لا يوافق هوانا .
لذا علينا التسليم المطلق لله مع الأخذ بالأسباب لأنها سنة واجبة - وحينئذ لاتتوطن فيروسات الأوبئة فى الأحياء ولا فى الضمائر فلا نجد (Hا Nا ) - وهو مايطلق على أنفلونزا الخنازير ولا غيرها .
ذات يوم سأل الربيع الشافعى عن التسليم لله فقال : هو نصف الايمان - فقال الربيع : بل الايمكان كله يا امام ..!! فقال الشافعى : الحق معك ياربيع .
ودخل بعض الرجال على أحد العارفين فى مرضه فقال له عافاك الله ياسيدى - فقال الشيخ : العافية هى كما يريدها الله لا كما نريدها نحن - لقد سأل العافية رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات مسموما من أكلة خيبر التى كانت تعوده - وسأل العافية عمر بن الخطاب رضى الله عنه ومات من طعنة مجوسى له فى المسجد - وسأل العافية عثمان بن عفان رضى الله عنه ومات مقتولا فى بيته من الفئة الباغية وهو يقرأ القرأن - وسأل العافية على بن أبى طالب رضى الله عنه ومات مقتولا وهو فى طريقه الى المسجد .
فالعافية هى ما أراد الله عز وجل فى قوله تعالى " الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا " ( الملك : 2 ) - فهذا تراثنا الاسلامى غنى بما يوقظ الضمائر ويزكى النفوس فأين نحن منه ؟ فلو تمسكنا به أصبحنا أمة تعيسه مستنزفة الوعى لا تنتفع من الامم حولها .
واين التمسك بقرآننا الذى شغل أعدائنا أكثر من الكثير منا ليجدوا فيه ما يحاربونا به عن علم أو جهل ؟؟
ولكن جعل الله كيدهم فى نحرهم فعلماؤهم يعملون فيثبتون صدق قرآننا فيزدادون علما ونزداد نحن تثبيتا وتصديقا حتى يوفقنا الله ويصلح حالنا فنسبقهم أيضا فى العلم كما سبقناهم قبل ذلك - فلقد اكتشف بعض العلماء البريطانيين بأجهزتهم الدقبقة الالكترونية أن لأمة النمل لغة خطاب يمكن سماعها وفهم معناها .
وهو الذى جاء به قرآننا منذ أكثر من أربعة عشر قرنا فى سورة النمل وفهم سيدنا سليمان لتلك اللغة قال تعالى : " حتى اذا أتوا على واد من النمل قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون "
فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلنى برحمتك فى عبادك الصالحين " ( النمل : 19 - 18 ) .
منقول