الصداقة
لماذا اصبحت الصداقة الحقيقية عملة نادرة فى سوق الحياة ...؟
سؤال يتردد على الألسنة والشفاة منذ سنوات .
هناك من يخلط بين الصداقة وبين روابط العمل وروابط القربى
وروابط الجيرة وسائر الروابط الاجتماعية التى تفرضها طبيعة الحياة باشكال مختلفة - ان البعض يخلط بين الصداقة وبين الزمالة فى العمل ولا يفرق بين الصداقة وبين المعرفة فى الاندية والعمل والتى يمكن ان تتعمق الى درجة التوافق والانسجام بسبب اتفاق المصالح وتبادل المنافع والصداقة شىء أعمق وأوسع من ذلك بكثير .
الصداقة الحقيقية تنمو وتزدهر عندما تنعدم الاغراض والاهواء الشخصية بين الصديقين وترتكز العلاقة بينهما الى الاحترام المتبادل ولكن ليس على حساب مناخ المصارحة والمكاشفة لانه كما يقولون فى الامثال : صديقك من صدقك لا من صدقك .
الصداقة الحقيقية تبدأ بالثقة المتبادبة لأنه فى غياب الثقة سوف يحل النفاق محل المصارحة ومعنى ذلك ان الشخص المغرور لا يصلح ان يكون صديقا لانه لن يقبل اى نوع من النقد وبالتالى يصعب ان تدوم له صداقة مع احد
ان الصداقة الناجحة لا نختلف عن الزواج الناجح وقد عبر عن ذلك الفليسوف " أبيل يونار " عندما قال " أن الصداقة هى اختيار أكيد لا يتغير لشخص اصطفيناه لانه يملك صفات تحوز مزيدا من اعجابنا .
وعندما تنشأ الصداقة الحقيقية يشعر المرء بأنها توفر له رصيدا أكبر من اى رصيد يملكه خصوصا عند ساعات الشدة وأوقات المحنة ولحظات الخطر فالصداقة الحقيقية هى العملة الصعبة الوحيدة التى لا تتعرض للآهتزاز فى سوق الحياة لانها لم تعرف الاعيب المزايدات أو فنون المضاربات .
وكل صداقة حقيقية تظل أقوى من أعشاب الفتنة والغيرة والحسد والوقيعة ولهذا اقول ان السؤال المطروح لا محل له من الاعراب فمازالت الدنيا بخير .
وبوجه عام فان الرجال مؤهلون للصداقة أكثر من النساء ليس لان المرأة لا تحب الصداقة ولكن لانها توظف عواطفها ومشاعرها باتجاه الدرجة الأسمى من الصداقة وهى درجة الحب التى يتجنب كثير من الرجال التورط فيها .