ماصحة هذاالتفريق بين لفظ الوالدين والابوين
آية المواريث ذكر فيه الأبوان دون الوالدين , لحكمة غير التي أشار اليها كاتب المقال
وذلك أن الجد له حكم الأب و قد جاء في القرآن
(واتبعت ملة آبائي ابراهيم واسحاق ويعقوب )
فسمى ابراهيم أبا له مع أنه جد , عليهم السلام
وفي البخاري معلقا ( وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وبن عَبَّاس وبن الزُّبَيْرِ الْجَدُّ أَبٌ ))
ثم قرأ ابن عباس الآية السابقة .
فالجد له حكم الأب , لذلك ذكرته آية المواريث بهذا الاسم , لأنه لوقيل (والديه) لاستلزم أن يكون الارث مقصورا على الذي ولد و لا يمتد الى الجد -طبعا في غياب الوالد-
وأيضا ما قاله الكتب لا ينطبق على الآية
(وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً))
قال سعيد بن جبير: خشينا أن يحملَهما حُبُّه على أن يدخلا في دينه)
فكان الأولى حسب كاتب المقال ان يكون اللفظ في الآية (والداه ) لاظهار معاني الرأفة والرحمة والمحبة والأم لها النصيب الأوفر منها
اقتباس:
أما في كل توصية ، ومغفرة ، ودعاء ، وإحسان ، إلا وتكون الكلمة ( الوالدين ) ،ليتناسب ذلك مع فضل الأم
ليس هذا على اطلاقه فهو منتقض بهذا الدعاء بالمغفرة
(رب اغفر لي ولوالدي ...))
فليس هذا تغليبا لجانب الأم لأن النبي عليه السلام قال
(اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث ...
وولد صالح يدعو له ))
والضمير في (له) يرجع على الأب وليس الأم كما هو واضح
وكذا في قول سليمان عليه السلام (وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ..)
فأبوه داود عليه السلام وصله من النعم أضعاف ما نالته أمه , وحسبه أن الله الله أتعم عليه بنعمة النبوة
لذلك قال قبل هذه الآية (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ)
**************************************************