حظا أوفر لأبجديتي وأنت
ليلة شتائية باردة وفنجان قهوة بحلم يتصاعد
بخاره وكأنه يتحدى وحشية البرد الطارق على
تلك النافذة ..محاولا ..كسر رتابة تلك الغرفة
الساكنة زواياها ..بطاولتها الخشبية
بأوراقها المبعثرة .
.وتلك المحبرة ..منسكبة الحرف ..معلنا دفئا
مؤقتا رحمة من برد الشتاء القارس ..
كانت أحلامها ملقاه على الأريكة قرب نافدتها
المطلة على عالم من أحلام تهاوت رويدا رويدا
على أسطح تلك الحانات الواقعية ..
حيث تجلس النساء بخيباتها المعتادة وأحلامهن
التي روضت على قبول المنطق في واقع هو
أشبه أنحيازي لأنعدام الخيال فيه ..
نهضت تلك الحسناء تعزف سيمفونيتها المعتادة
على البيانو ..وكأنها تحاول مراقصة روحها رغم
الألم ..
كأنها تقر وتعترف ..الحب ليس للرجل فقط
فهناك حب الروح
حب الحرف ..حب الأمل ..حب الحياة .
وحب الوطن ... فلا تغتر بأنانيتك أيها الرجل
الملكي على قلوب النساء
فلولاهن ماكنت ملكا قلبيا.. ولكان شعورك مجرد
هباء ...
بدأت تتمتم ببعض من أبجديات حنينية أعتادت
التغني بها في لحظات حزنها العميقة ..وكأنها تبعث
الأمل في روح قد نزفتها خيباتها المتتالية ..
أستمرت بعزف تلك السيمفونية الكلاسيكية على
أصوات رياح تغتال ذاك الحلم الذي تحاول تعايشه
ككل ليلة منفردة والقمر ...
هيا يا قمر هذا المساء ..أين أنت لهذه الليلة
لاتدع تلك الأصوات الرهيبة تحجبك عن قصصي لكل ليلة
فبت أقص لك شعور ألف ليلة وليلة ..
ولا أريد أن تتناقص تلك الليالي شعورا في ليلة
هيا أقترب .يا ملهمي الأوحد ..
دعني أنثرك بدر أبجدية تبدد ظليماء الليالي الحالكة
دعني أهمس لك بصمت أني أشتقتك حد الاشعور في رحيلك
هيا ..أقترب
لأحيي ليلتي بفنجان من ذكرى الحنين أليك
وأحتفل وأنت بشمعة اللانهاية على بكاء خيبتي والقدر
م ن
**************************************************