همــــــــــــــزة الاستفهـــــــام ومعـــــــــــــانيها
أن الهمزة من الحروف والحرف في اللغة هو الطرف ومنه قولهم : حرف الجبل، أي : طرفه، وهو أعلاه والحرف قسمان : عامل - وغير عامل ( مهمل )
فالعامل هو ما أثر فيما دخل عليه رفعاً، أو نصباً، أو جراً، أو جزماً . وغير العامل بخلافه، ويسمى المهمل .
الهمزة : حرف مهمل، يكون للاستفهام، وللنداء . وما عدا هذين من أقسام الهمزة، فليس من حروف المعاني .
فأما همزة الاستفهام فهي حرف مشترك : يدخل على الأسماء والأفعال، لطلب ( تصديق ) نحو : أزيد قائم ؟ أو ( تصور ) نحو : أزيد عندك أم عمرو ؟
فالهمزة أصل أدوات الاستفهام ولأصالتها استأثرت بأمور :-
منها تقديمها على الفاء والواو وثم، في نحو " أفلا تعقلون " ، " أو لم يسيروا " ، " أثم إذا ما وقع ". وكان الأصل في ذلك تقديم حرف العطف على الهمزة، لأنها من الجملة المعطوفة، فتقدمت بخلاف ( هل ) وسائر أدوات الاستفهام .
ثم إن همزة الاستفهام قد ترد لمعانٍ أخر بحسب المقام . والأصل في جميع ذلك معنى الاستفهام :-
الأول : ( التسوية ) نحو " سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم ". قال بعض النحويين : لما كان المستفهم يستوي عنده الوجود والعدم جرت التسوية بلفظ الاستفهام . وتقع همزة التسوية بعد سواء، وليت شعري، وما أبالي، وما أدري .
الثاني : ( التقرير ) وهو توقيف المخاطب على ما يعلم ثبوته أو نفيه . نحو قوله تعالى : " أأنت قلت للناس : اتخذوني ".
الثالث : ( التوبيخ ) نحو " أأذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ". وقد اجتمع التقرير والتوبيخ في قوله تعالى " ألم نربك فينا وليداً ".
الرابع : ( التحقيق ) نحو قول / جرير :-
ألستم خير من ركب المطاياوأنـدى العالميـن بـطـون راح
الخامس : ( التذكير ) نحو " ألم يجدك يتيماً فآوى ".
السادس : ( التهديد ) نحو " ألم نهلك الأولين ".
السابع : ( التنبيه ) نحو " ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء ".
الثامن : ( التعجب ) نحو " ألم تر إلى الذين تولوا قوماً، غضب الله عليهم ".
التاسع : ( الاستبطاء ) نحو : " ألم يأن للذين آمنوا ".
العاشر : ( الإنكار ) نحو " أصطفى البنات على البنين ".
الحادي عشر : ( التهكم ) نحو " قالوا : يا شعيب أصلاتك ".
الثاني عشر : ( معاقبة حرف القسم ) كقولك : آلله لقد كان كذا . فالهمزة في هذا عوض من حرف القسم .
هذا والله سبحانه وتعالى أعلا وأعلم وأجل وأحكم وهو يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
**************************************************