مثل غراب البين .. ضيّع المشيتين
يضرب للشخص الذي يترك مايحسنه رغبة بتعلّم ما لا يحسنه ، فلا يستطيع أن يجيد ذلك ، ولايقدر على الرجوع إلى ما كان عليه ، فلا يفلح في كلتا الحالتين .
أصله:
أنّ الغراب - في غابر الأ زمان – كان يسير كما تسير بقية الحيوانات ، بخطوات لطيفة ، مليحة . فكان ينقل رجليه الواحدة بعد الأخرى بحركات رشيقة تحسده عليها بقية الطيور . وفي ذات يوم ، بينما كان الغراب يسير في الغابة ، صادف العصفور أمامه . فرآه يمشي بقفزات سريعة ، متوالية ، رشيقة ، فأعجبه ذلك . وأحب أن يقلّد العصفور في مشيته . فبدأ يقفز في مشيه قفزات سريعة مثل قفزات العصفور ، فلم يفلح بالمشي مثله لثقل جسمه ، وكبر رجليه . ثم حاول ذلك أياما طويلة فلم يقدر على ذلك . فخاب أمله ، ورأى أن يعود إلى مشيته الأولى ، فوجد أنه قد نسيها ، وأنّ قدميه قد تعودّتا على القفز ، ونسيا المشي بخطوات متوالية ، كما كانتا تفعلان آنفا . فبقي الغراب يمشي مشية لا هي مشية العصفور ، ولا هي مشية الغراب ، وإنما صار يقفز قفزات قبيحة مضحكة . فعلم الناس بذلك ، فضحكوا من فعل الغراب ، ومن قلة عقله
وقالوا فيه { مثل غراب البين .. ضيّع المشيتين } . وذهب ذلك القول مثلا
**************************************************