طاقات شابة يقيدها الطمع
ماذا سنفعل غدا ؟ كم سنربح و كم سنخسر ؟ أسئلة تراود أذهاننا دوماً ناتجة عن فيض من الطاقات والإمكانيات التي وهبنا ايها الخالق عز وجل .
والتي سرعان ما تصطدم بحائط الصد الذي يحاول دوماً ردع تلك الطاقات وطمرها أثناء ولادتها لأنه يعتقد أنها ستشكل تهديداً قاتلاً عليه وعلى وجوده وتلك هي الطامة الكبرى التي يعاني منها شعبنا الذي أصبح أفراده يتسابقون إلى خط نهاية لا يدرك فكلما حصلنا على شيء نريد المزيد ، الحصول على المزيد ليس هو المشكلة لكن كيف تحصل على المزيد تلك هي المشكلة ، هل سئلنا أنفسنا يوماً هذا السؤال ( لماذا نريد المزيد ؟ وما مدى تأثير خطواتنا التالية علينا وعلى بلادنا ؟ ) لو كنا نفكر بذلك لما بقينا ضمن دول العالم الثالث رغم كل الحضارة والثقافة التي كانت ولازالت مهداً لحضارة الشعوب ولدينا أسماء براقة تنير لنا الآفاق لكننا لم نحاول الاستفادة منها يوماً وبقينا نبحث عن المزيد ليس المزيد من العلم أو التطور بل المزيد من كل شيء عداهما ، فيسعى الفرد منا أن يكون له السلطان على كل شيء ويبقى يحاول إزالة كل من يزاحمه أثناء مسيره وعدم إتاحة الفرصة لأي أحد حتى وإن كان فكره أفضل وكأنه يجلس في حافلة لنقل الركاب التي تقف بين محطة وأخرى ليركب فيها المزيد ولا يتزحزح عن كرسيه خوفاً أن يجلس أحد مكانه رغم وصوله لوجهته وكذلك بالنسبة إلى الراكب الجديد فلماذا لا يفكر الناس بمساندة بعضهم البعض لتحقيق النجاح الذي يضمنه العمل الجماعي ؟ فحين تظهر الطاقات الجديدة يبدأ الجميع بمحاربتها وكأنها تحاول أن تأخذ شيئاً ليس لها وتبقى الخبرات القديمة متخوفة من أن يستحل عرشها فتحاول بشتى الطرق تبديد تلك الطاقات وإزالتها عن الطريق ليصبح سالكاً لها لتجمع المزيد ، وهؤلاء كالبحر الهائج تحاول أمواجه ابتلاع كل شيء يقع في طريقها ليصبحوا أعلى سلطاناً فهذا يريد وذاك يريد حتى نشبت حرب الطبقية و حولت أرضنا إلى غابة توقفت فيها عجلة التطور
ففي كل حين تولد طاقات شابة وأفكار ناجحة هدفها تعويض كل ما فاتنا من سبات والنهوض من جديد ولا يتم ذلك إلا بدعم تلك الطاقات من قبل الخبرات القديمة والاستفادة من مواهبهم وأفكارهم لبناء أساس قوي لمستقبل مشرق واعد .
**************************************************