ابن إسحاق صاحب السيرة النبوية
اشتهر بكنيته (ابن إسحاق) وهو محمد ابن إسحاق بن يسار، وقد أسر جده يسار صغيرا مع غلمان آخرين من معبد في عين تمر، وهي قرية عل حدود الصحراء قرب الحيرة، افتتحها خالد بن الوليد أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنهما سنة 12هـ 633م وحمل منها إلى المدينة بعض الغلمان الذين كانوا رهائن في يد كسرى وكان منهم يسار هذا الذي استقر هو و ذريته في المدينة، وفيها ولد حفيده محمد بن إسحاق هذا سنة 85هـ وفيها أيضا نشأ وتعلم وتخرج على يد شيوخها وقد روى عنهم أخبار النبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه وغزواته، وتبحر فيها حتى كان مرجعا لطلابها، تؤخذ عنه وقد وصف بأنه كان ذا ملامح فارسية: جميل الوجه والشعر، مع حول في عينيه، ويروى انه كان ماجنا في شبابه حتى أن والي المدينة ضربه لمغازلته النساء، ونهاه عن الجلوس في مؤخرة المسجد لهذا الغرض، ثم استقام وصلح وكان من سوء حظه أن اصطدم في المدينة بمعاصره الفقيه والمحدث الكبير الإمام مالك صاحب المذهب المالكي، فطعن كل منهما في روايات الآخر، مما اضطر ابن إسحاق لترك المدينة، فتنقل بين الإسكندرية والحيرة والرى ثم استقر في بغداد أيام مؤسسها المنصور إلى أن مات ودفن بها في الجانب الشرقي (الرصافة) سنة 151هـ على الأرجح، وأكثر رواياته عن شيوخ الإسكندرية الني يظهر انه أطال القيام بها، وكانت إليها أولى رحلاته، وقد كانت شخصيته ورواياته محل جدل كثير بين الإخباريين والمحدثين، فمنهم من يطعن فيها وفيه، وأكثرهم يوثقها ويثني عليه.
وله كتابان كلاهما مفقود، أحدهما كتابه هذا في السيرة والأخير يتممه وهو تاريخ الخلفاء.
ومن أهم الأسباب في بقاء كتابه في السيرة مشهورا حتى الآن، أن الملك عبد الملك بن هشام لخصها وأضاف إليها كثير من غيره حتى ألف سيرة النبي أو ما يسمى سيرة ابن هشام، التي طبعت أكثر من مرة، وكذلك نقل الطبرى كثيرا عن كتاب ابن إسحاق لم يكن خاصا بالسيرة النبوية وحدها بل كان مكون من ثلاثة أجزاء، المبتدأ والمبعث والمغازى:
فالمبتدأ في تاريخ ما قبل الإسلام من أخبار الرسل وتاريخ اليمن وقبائل العرب وأديانها وتاريخ مكة وأجداد النبي عليه الصلاة والسلام، ولا ذكر فيها للأسانيد، وكثيرا ما يقول (قال أهل العلم الأول)، ويقصد بهم أحبار اليهود ومن هنا كثرة الاسرائليات المدسوسة في هذا الجزء وكثرة الأساطير.
وأما المبعث فكان عن حياة الرسول عليه الصلاة والسلام و المسلمين الأول في مكة.
أما المبعث الثاني ففي حياة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في المدينة.
ومن هنا يظهر أن سيرة ابن هشام التي اقتصرت فيما قبل الإسلام على جزء من تاريخ مكة وأجداد النبي فيها، وفي كتاب ابن إسحاق كثير من الشعر المنحول (المسند إلى غير أصحابه)، وقد تخلص ابن هشام في كتابه من كثير من هذا الشعر المنحول وكان أعلم بالشعر ونقده من ابن إسحاق
**************************************************
كل مساهماتي منقولـــــــة، ارجو ان اكون وفقت في نقلها بقصد الافادة
***
لا اله الا انت سبحانك، اني كنت من الظالمين
اللهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات، الاحياء منهم والاموات
اللهم آمين يارب العالمين