الفرق بين الشريف والسيد
حتى القرن الثالث هجري لم يطلق على أحد من بني هاشم شريف أو سيد : ولكن يقال عباسي لذرية العباس وعلوي لذرية الإمام علي الخمسة أفرع وطالبي لذرية والده وتيمي لآل أبو بكر رضي الله عنه ومخزومي بني مخزوم وأموي بني أمية وعلى ذلك المنوال
كان هذا اللفظ يطلق على كـل ماجد نبيل له شأن كريم الأصـل قال ابن السكيت عن هـذا اللفظ : (ولا يكون إلا لمن له آبـاء يتقـدمونه في الشـرف) قال جبلة بن الأيهـم
تنصرت الأشراف من عـار لطمة.......
وما كـان فيهـا لو صبرت لهـا ضرر
وتجد ذلك المعنى أيضاً مبثوثاً في الكتب والتصانيف.
فقد ألف البلاذري كتاباً سمّـاه (أنسـاب الأشـراف).
ومن نظر فيه فهم المراد بلفظ: (الشريف) عند المتقدمين.
ولابن أبي الدنيا (الإشـراف في منازل الأشـراف).
وللحسن بن عتيق القسطلاني كتاب عنوانه (الإشراف على مناقب الأشراف).
و ليست هذه الكتب مقصورة على آل البيت النبوي فضلاً عن أن تكون مقصورة على ذرية علي أو الحسن و الحسين أو رضي الله عنهم
قال حسني بن أحمد بن علي العباسي في رسالته (الشرافه )
أول من تسمى بالشريف هم العباسيون
كما جاء في السير للذهبي ان الشيخ الإمام الشريف
شيخ بني هاشم أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم
بن عيسى ابن أبو جعفر المنصور المتوفي سنة 350
أي انه لقب بهذا اللقب في أوائل القرن الثالث وجاء في السير للإمام الفقيه مسند العراق القاضي الشريف عمر بن القاسم بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم والمولود سنة 322
أول من لقب بلقب شريف من ذرية الإمام علي كرم الله وجهه
جاء في تاريخ ابن الوردي 1/446 : توفي أبو احمد حسين بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر الصادق والد الشريف الرضي سنة 400 هـ
ونلاحظ انه قال النقيب والد الشريف الرضي فتكون أول من أطلق عليه لقب شريف من ذرية الإمام علي كرم الله مولد الشريف الرضي ابن النقيب أبو احمد الموسوي المولود سنة 359 والمتوفى سنة 405
فيكون لقب شريف أطلق على ذرية العباس بن عبد المطلب
قبل ذرية الإمام علي بحوالي ثلاثين سنة ، مولد الشريف عمر بن القاسم بن جعفر سنة 322 ومولد الشريف الرضي سنة 359
واستمر هذا لمدة طويلة لحين ضعفت الدولة العباسية
وأدوار الانحطاط وفي نفس الوقت قوة الدولة الفاطمية
وبدأ يطلق لقب شريف لذرية الحسن والحسين فقط رضي الله عنهما
واستمر الحال على ذلك. انتهى مختصرا من رساله الشرافة
قال علوي السقاف : الواقع أنه ليس هناك فرق بينهما فكل سيد شريف،
وكل شريف سيد، والمقصود بطبيعة الحال شرف وسيادة النسب،
أما عند الله فـــ {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}
وهناك من يظن أن (ذرية الحسن) يطلق عليهم الأشراف وذرية الحسين)
يطلق عليهم السادة) وهذا الاستعمال منتشر في الحجاز، وسببه –فيما أظن- أن أهل الحجاز يطلقون على من كان من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم الشريف،
وأهل اليمن وحضرموت يطلقون عليه السيد،
ولما كان أكثر أشراف الحجاز وخاصة بمكة حسنيون،
وأكثر أشراف حضرموت حسينيون،
ظن بعض الناس أن هذا مرتبط بذرية الحسن وذاك مرتبط بذرية الحسين،
وهذا غير صحيح، وإلا فالحسنيون في اليمن وحضرموت
يطلق عليهم السادة و في الحجاز يطلق عليهم الأشراف،
فهو مصطلح حسب البلد.
ويذكر الأمام جلال الدين السيوطي في رسالته الزينبيية
أن كلمة الشريف كانت تطلق في الصدر الأول على كل شخص من آل البيت
سواء كان حسينيا أو حسنيا أو من ذرية محمد بن الحنفية
أو من ذرية جعفر أو عقيل او العباس بن عبد المطلب
ولهذا نجد تاريخ الحافظ الذهبي مشحونا بالتراجم الخاصة بذلك حيث يقول الشريف العباسي و الشريف العقيلي و الشريف الجعفري و الشريف الزينبي فلما ولي الخلافة الفاطمييون في مصر قصروا تلك الكلمة على ذرية الحسن و الحسين فقط
وأستمر هذا الأمر في مصر.
ويقول الدكتور علي الوردي في كتابه
(لمحات اجتماعية في تاريخ العراق الحديث الجزء السادس)
في العراق وايران و اليمن و حضرموت و ماليزيا و أندنوسيا يطلق لقب ( سيد )
و في مصر و المغرب لقب ( شريف ) و في الهند وتركيا لقب ( مير )
و في أفريقيا لقب( مولى ) أما في الحجاز فيطلق على الحسني لقب( شريف )
وعلى الحسيني لقب ( سيد).
منقول من صفحة الاستاذ عمار العاني.
منقول
**************************************************