أبيات من شعر الإمام الشافعي
قد نسبت إليه أبيات من الشعر صارت من أشهر الحكم و المواعظ ، فإليكم بعضا من أفضل ما قاله الشافعي من أبيات شعرية :
في إدراك العلم :
لا يدرك الحكمة من عمره *** يكدح في مصلحة الأهـل
ولا ينــال العلم إلا فتى *** خال من الأفكار والشغـل
لو أن لقمان الحكيم الذي *** سارت به الركبان بالفضل
بُلي بفقر وعـيـال لمـا *** فرق بين التبن والبقــل
َ شعر الامام الشافعي سُوءَ حِفْظِي *** فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي.
وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ *** ونورُ الله لا يهدى لعاصي.
في القناعة و الرضا
أمطري لؤلؤاًجبالَ سرنديـ ـبَ *** وَفِيضي آبارَ تكرورَ تِبْرَا
أَنَا إنْ عِشْتُ لَسْتُ أعْدَمُ قُوتاً *** وَإذا متّ لَسْتُ أعْدَمُ قَبْرَا
همتي همَّةُ الملوكِ ونفسي *** نَفْسُ حُرٍّ تَرَى الْمَذَلَّة َ كُفْرَا
وإذا ما قنعتُ بالقوتِ عمري *** فَلِمَاذَا أزورُ زَيْداً وَعَمْرَا
إذا أصبحتُ عندي قوتُ يومي *** فخلُ الهمُ عنّي يا سعيدُ
وَلاَ تخطرْ هُمُوم غَد بِبَالي *** فإنَّ غَداً لَهُ رِزْقٌ جَدِيدُ
أسلم إن أراد الله أمراً *** فَأَتْرُكُ مَا أُرِيدُ لِمَا مَا يريدُ
في الزمان و أهله
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما *** رقصت على جثث الأسود كلاب
لاتحسبن برقصها تعلو على أسيادها *** تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب
تموت الأسود في الغابات جوعاً *** ولحم الضأن تأكله الكلاب
وذو جهل قد ينام على حرير *** وذو علم مفارشه التراب
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر *** والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف *** وتستقر بأقـصى قـاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها *** وليس يكسف الا الشمس والقمر
نعيب زماننا والعيب فينا … وما لزمانا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب … ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب … ويأكل بعضنا بعضا عيانا
دع الأيام تفعل ما تشاء ….. وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي ….. فما لحوادث الدنيا بقاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا ….. وشيمتك السماحة والوفاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا ….. وسرك أن يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيب ….. يغطيه كما قيل السخاء
ولا تر للأعادي قط ذلا ….. فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل ….. فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني ….. وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور ….. ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع ….. فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا ….. فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن ….. إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين ….. فما يغني عن الموت الدواء
في تقوى الله و الرزق
عليك بتقوى الله ان كنت غافلا *** يأتيك بالارزاق من جيث لاتدري
فكيف تخاف الفقر والله رازقا *** فقد رزق الطير والحوت في البحر
ومن ظن ان الرزق يأتي بقوة *** مـا أكـل الـعصفـور مـن النسـر
نزول عـن الدنـيا فـأنك لا تدري *** أذا جن ليل هل تعش الى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة *** وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
في السفر و الترحال
ا في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ *** مِنْ رَاحَة ٍ فَدعِ الأَوْطَانَ واغْتَرِبِ
سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ *** وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ *** إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست *** والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمةً *** لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ
والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَى ً في أَمَاكِنِهِ *** والعودُ في أرضه نوعً من الحطب
فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ *** وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ
**************************************************