أحمد الصافي النجفي
يقول أحمد الصافي النجفي (1897 -- 1977م) :
سألتـْني الشعراءُ أيـن أميرُهمْ؟ *** فأجبـتُ : إيليـا بقـولٍ مطلقِ
قالوا : وأنت ! فقلتُ : ذاك أميرُكمْ *** فأنا الأميرُ لأمـةٍ لم تُخْلَقِ
ويقول :
إذا البحرُ لمْ يلهمْكَ منهُ معانيـــا ****فأَنْتَ غريــبٌ، لا يكلِّمُكَ البحرُ
فلستَ بكفءِ البحرِ، حتى تؤمَّهُ ***لأَنَّكَ صخرٌ جامدٌ، كفؤكُ الصَّخرُ
كذا الحسنُ ملكُ الشَّاعرينَ، لأنَّهُ ** يكلَّمُهم، والقولُ منهُ، هو الشعرُ
ويقول عندما وقع أمر فك سراحه بين أربع دول ...!!:
حکومةُ لبنانَ قد راجعت ***** فرنسا لفکِّي فلم تسطعِ
وراحت فرنسا إلی الإنکلیزِ *** تراجعُهم جَلَّ مِن مرجعِ
وقد راجعَ الإنکلیزُ العراقَ *** وللیومِ بالأمرِ لم یُصدَعِ
فقلتُ: إعجبوا أیّها السامعونَ ** ویا أیّها الخلقُ قولوا معي:
أمِن قوّتي صرتُ أم من ضعفِهم *** خطیراً علی دولٍ أربعِ؟
قدم له صديق قديم مبلغاً من المال داخل رسالة في مناسبة من المناسبات فحار الصافي في رفض المبلغ أو قبوله، وقد عبّر عن هذه الحيرة في أبيات، منها:
ونبيلُ قومٍ جادَ لي برسالـــــــةٍ *******فواحـــــةٍ من لطفِهِ بعبيرِهِ
وإذا بها ملغومةٌ بسخائِــــهِ ****** فأحترتُ بين مسائتي وسرورِهِ
حاولتُ ردَّ سخائِهِ فخشيتُ أن *****أقضي علي نبعِ السخا بضميرِهِ
فرضيتُ منكسراً بجرحِ كرامتي **وقبلتُ جرحي خوفَ جرحِ شعورِهِ
**************************************************