هل حقا سيفني الكوكب بتلوثنا
مقال لم يُنشر بعد.
نهرو ابوالخير
إن الذين يتشدقون بشعارات براقة، ويعقدون المؤتمرات ، ويحشدون الحشود وينفقون المال من أجل مايسمونه التأثير المناخي السلبي الذي سيصيب العالم كله في مقتل ،ولن يترك خلفه إلا حياة مبتسرة وقاتمة السواد، ولو أنهم قد إستثمروا مايهدرونه في معالجه تلك الظاهرة التي تنذر بدمار أجزاء من الكوكب الأرضي بل واختفائه من علي وجه الخريطة. فمن تأثيرات المصانع التي تنتج أسلحة الدمار الشامل والأسلحة البيولوجية والكيمائية،والذرية والتفاعلات الكربونية التي حذر منها العلماء والمتخصصون وبحت أصواتهم من عشرات السنين وأُجريت الآلاف من الأبحاث والتجارب وماتزال الآذان مغلقة والصمم متصنعُ ، والتسابق الصناعي المدمر لكل ماهو بيئي وصديق للبشر. فإختفت مساحات خضراء وكستها الرمال والسواد ،وإنتشرت حمي الإنتاج البلاستيكي الذي لايفني ويلوث كل شيء. المياه والتربة والهواء فيسد المسام، ويغلق الأنهار ويعطل سيرانها ،ونري دموع التماسيح من أصحاب الشركات العملاقة المتعدة الجنسيات التي تمول الأنظمة المهيمنة علي النظام العالمي وهي تتباكي علي ثقب الأوزون ،والإحتباس الحراري الذي تسبب في إختلاف كل ما اعتاد عليه البشر من فصول سنوية واختلافها ،والذي كانت محددة للزراعة والإكثار الحيواني ،وإختفت معها طيور وحيوانات ، وزراعات حيوية للبشر وحلت مكانها المخلقات الكيمائية التي تصيب مستعملها بالأمراض العضال المكلفة ماديا والتي لم تكن موجودة قديما ،
وحتي الأمطار التي تساقط من السماء أصابتها حمي التلوث والتأثر السلبي لجور الإنسان وطغيانه فأصبحنا نسمع ونشاهد الأمطار الحمضية القاتلة للطبيعة والمدمرة للحياة ،والمغيرة لخلق الله ،.
أكل ذلك لايستدعي استنفارا شديدا لوقف التداعيات البيئية الخطيرة ؟والتي تخلق خسائر في كل مناحي الحياة الاقتصادية من فقدان أراض زراعية ،وغابات كثيفة كانت تمد الجو بالأكسجين النقي ،وصحة تتلاشي وتحتاج الي كلفة إقتصادية باهظة لترميمها أو المحافظة علي ما بقي منها ،ومحاصيل تنتهي تباعا لتبحث عما يسد رمق الجائعين ممايزيد الهم طولا والفقرتغولا، ويسرع الكوكب إلي محطته الأخيرة ليتلاشي ويذوب كقطعة دهن جرفتها نار موقد مشتعل.
حتي الشعاب المرجانية التي تتجلي فيها قدرة الخالق بألوانها المبهرة قد أصابها البياض ،وتتحول تدريجيا لمسوخ بيولوجية لاشكل لها ولا لون .
آثار إقتصادية مدمرة لن تصيب الفقراء فقط بل ستصيب من دمر ولوث البيئة في أقطار كوكب الأرض المبتلي بأغنيائه وصُناعه الذين لا يعرفون لغة إلا المال ،ولايتعاملون إلا بخلق الذهب والفضة ،فستصيبهم لعنة التغير المناخي التي لن ترحم في الثلاثة عقود القادمة برا ولاجوا ،ولاغدير ولا محيط
إلا ان يجمع الكل لتفعيل كل أُطر التعاون البيئي ،وتجريم وتغليظ العقوبات حتي ننجو من فناء محقق لايعرف مداه إلا الله ..وفي مصر لابد أن تكون هناك إجراءات صارمة لكل من يعبث بكل مايخلق بيئة غير نظيفة ،ويلوث مياه نهر النيل أو يقطع شجر بل نزيد من زراعته بكثرة في الصحراء الغربية والدلتا المهددة بالزوال وتغول البحر عليها ،فلنفيق ولنتكاتف دولة وشعبا لمجابهة تلك التغييرات المرعبة التي اصبحنا نلمسها حقيقة في طقسنا المتغير المتردد..
**************************************************
