رجال لكل العصور
هل هناك بالفعل من يصلح لكل العصور وإن اختلفت الظروف وتقاطعت التوجهات والأهداف؟ فبينما يرى البعض أن رجل كل العصور يطلق على الشخصية التي تستطيع النفاذ إلى مطبخ السلطة في صور متعددة مدعيا الكفاءة والخبرة والقدرة على تضليل متخذ القرار وتغيير مواقفه وقناعاته حسب متطلبات الحالة والحاجة وفي أحيان كثيرة التخلي عن مبادئه الأساسية لإثبات أنه الأصلح ورجل المرحلة بالرغم من أنه كان رجل مرحلة سابقة مختلفة تماما،
ويرى البعض الآخر أن هناك رجلا يصلح لكل العصور صاحب خبرة لا يدعيها وقدرة على مواجهة المشاكل يستطيع أن يحققها على أرض الواقع خصوصا وهو يدرك أن المشاكل التي يواجهها هي كما كانت من قبل لم يزد عليها غير بعض التفاصيل البسيطة، وأن معظمها يستطيع التعامل معها دون خوف أو تردد، وغالبا هذا الصنف من الرجال لا يسعى للسلطة ولكن السلطة هي من تسعى إليه ويتميز هذا الرجل بنظافة اليد وبصحيفة حالة جنائية بيضاء.
الأخطر في رجال كل العصور هم هؤلاء الذين يتمثلون بالشيطان الذي يرتدي كل دقيقة لباسا جديدا مختلفا ويزينون الفساد ويضخمون الذات وينفخون في النار لتبدو أكثر وهجا لإقناع المسئول أنها نور وليست نارا،
هم من يعتبرون أن الوطن وجهة نظر، وأن أمنه القومي وجهة نظر، وأن كل شيء قابل للقسمة على اثنين وثلاثة وأربعة فيسمحون لأنفسهم بالدفاع عن القتلة متسترين بشعار حقوق الإنسان والحرية،
رجال كل العصور هم الذين يغيرون مبادئهم كما يغيرون أحذيتهم - يظهرون في أماكن متعددة وفي مواقف متعارضة ولديهم ردود على تفسير ما يفعلون..
ويتلونون حسب أهواء هذا الزعيم القابع على قلوب البشر -ان أردنا المحاسبة حقّاّ وجب علينا أولا البحث عن المجرم الحقيقي والخفي والموجه الحقيقي لكافة السياسات العربية وزعاماتها الورقية التي تمت صناعتهم على أيادي هؤلاء الكتّاب والصحفيين ومن هنا وجبت محاسبة الكاتب المخضرم والمتعدد الألوان قبل محاسبة السياسي أو حتى الفاسد واللص لان الكلمة أكثر تأثيرا وأكثر إجراما على سياسات الفعل الجرمي تلك هي الحقيقة الغائبة عن أذهان الكثيرين
رجال كل العصور إليكم أيها المتلونون ايها الأكلون على كل الموائد.أيها الراقصون فى كل المواكب .هل نسيتم أنكم ستقفون بين يدى الله عز وجل لتسألوا عن أعمالكم وعن نفاقكم وتلونكم واكاذيبكم؟ فماذا انتم يوميئذفاعلون ؟ اتقوا الله فينا وارحمونا .
**************************************************