مفاهيم العنف الأسري
ظاهرة العنف الأسري التي كانت تُعتبر شأن داخلي -
ومن المواضيع المسكوت عنها - أصبحت في ظل
التطور الحضاري مسألة مكشوفة وموضوعة
على طاولة البحث والتدقيق والمسائلة -بحيث
إنها في هذا العقد -أضحت أهم المسائل التى
انُيط عنها اللثام -وزعزعت سلطتها التي
تخفي وراءها مجموعة من الممارسات
اللاانسانية..
أن عبارة (العنف الاسري) تحمل في طياتها
تناقضاً في الدلالة والمعنى - فالاسرة ترتبط
عادة بمعاني المحبة والمودة وليس بالعنف
والصراع ...
فالعنف الاسري يشكل خطورة كبيرة على حياة
الفرد والمجتمع - فهو من جهه يصيب الخلية الاولى
في المجتمع بالخلل - مما يعيقها عن اداء وظائفها
الإجتماعية والتربوية الأساسية في أحسن الأحوال
وأفضل الظروف - وهو من جهة ثانية يساعد على
إعادة انتاج أنماط السلوك والعلاقات الغير سوية
بين أفراد الأسرة -وهذا يستوجب الاهتمام العلمي
بهذة الظاهرة -لتحليل ووصف أسبابها والياتها...
وعلي الرغم من تعدد اشكال العنف الأسري
بتعدد الاطراف المكونة للعلاقات الإسرية-فان الاهتمام
كثيراً ماركز على الطفل والمرأة نظراً لطبيعة الصلة
التى تحكم علاقة الرجل بهما- سواء داخل الاسرة
أو في المجتمع بشكل عام...
(مفاهيم العنف في العالم العربي) :
من الصعب تحديد مفهوم العنف الأسري
تحديداً دقيقاً - غير انة يمكن القول بإنه هو العنف
الموجة أو بعبارة أخرى هو كل أشكال السلوك العدواني
الذي تترتب عنه علاقات قوة غير متكافئة داخل
المحيط الاسري...
(العنف الأسري في العالم العربي):
يعتبر العنف الاسري ظاهرة غريبة وجديدة
علي مجتمعاتنا العربية- طرقت أبوابنا في
الاونه الأخيرة بشدة - وذلك ناتج لما اعترى
وظيفة التنشئة الإجتماعية في النظام الاسري
من تغيرات نشأت كظواهر سلبية للحضارة الحديثة- ويكمن
مصدر الخطر في ظاهرة العنف الاسري في انها مؤشر لفشل
التنشئة الاجتماعية التي تعد من بين العمليات الرئيسية التي تحافظ
على بناء المجتمع وأمنة...
ومما لاشك فية فإن العنف الاسري وخاصةً ضد "النساء" والأطفال" يشكل
ذروة الضعف والعجز عن التواصل والعدوانية واللاانسانية التي
يمكن أن يقوم بها البشر -لانها تسير في الاتجاه المعاكس لما يجب
أن يحظي به الإنسان من كرامة - وما يجب أن يتصف به من عفه -
سواءً في التصرف أو التعامل ...
(أسباب العنف الأسري) :
هناك سببين رئيسيين :
أسباب عامة وأخرى خاصة -
الاسباب العامة :
1- تعقد الحياة العصرية-
2- تغير العلاقات الإجتماعية-
3- طغيان المادة والروح الاستهلاكية على العلاقات في
نمط الحياة...
الاسباب الخاصة :
1-ضعف الضبط الاسري ( تخلي الاسرة عن دورها)
2-تغير شكل الاسرة (من الاسرة الممتدة إلى النواة)
3التفكك الاسري...
(مفاهيم ومظاهر العنف الاسري):
يعتبر العنف عموماً ظاهرة من ظواهر الحياة المعاصرة
التي تعج بالمشكلات والصعوبات والاحباطات النفسية والإجتماعية
والاقتصادية مما يؤدي إلى القلق والتوتر ومن ثم إلى العنف-
تصورات الباحثين حول مفهوم العنف:
من المنظور النفسي :
هناك علماء النفس - وخاصةً أتباع مدرسة
التحليل النفسي - من يعتبر العنف نوعاً من ردود الفعل الطبيعية
على اساس أن هناك علاقة ارتباط بين العنف والغرائز لدى الفرد
ويتدلون على ذلك من وجود مؤشرات للعنف لدى الأطفال وحتى الرضع
منهم..
هكذا يتجة عدد من علماء الإجتماع الى الاهتمام
بدراسة القيم - على اعتبار انها تعد تعبيراً عن التنظيم
الإجتماعي - فالعنف الأسري يمكن أن يشمل كافة أفراد الاسرة..
1- الزوج أو الزوجة -فالزوج يُمارس العنف ضد الزوجة باعتبار ذلك
نوعاً من العقوبة لخروجها على نظام الاسرة-
وقد تُمارس الزوجة العنف ضد الزوج بسبب قد يمسها-
2-الوالدين أو احدهما مع الابناء-
3- الابناء ضد الاباء-
4-الابناء فيما بينهم !!
ومن طبيعة العلاقات الاجتماعية -انها تتضمن بدرجة أو بأخرى بعض
الاختلافات في التوجهات والرؤى بسبب الاختلافات الفردية...
وطالما وجدت الاختلافات -فإن احتمالات العنف قائمة-
ومن هنا فإن الوقاية من العنف لا تعني منعة نهائياً-بل
تعني حصرة في أضيق نطاق -وارتباط بهذة الفكرة-
تُثار مسالة أخرى وهي درجة العنف -ومن هذا المنظور
فإن الوقاية من العنف تعني خفض هذة الدرجة إلى الادنى-
هل الوقاية من العنف الاسري تعني منع حدوثة؟
أن العنف هو سلوك -والعنف الاسري يتخد اشكالاً
سلوكية متعددة لكنها تتدرج تحت فئتين رئيسيتين :
الاولى -تشمل الافعال
والثانية تشمل الالفاظ الجارحة -
ومن طبيعة العلاقات الإجتماعية انها تتضمن بدرجة
أو بأخرى بعض الاختلافات في التوجهات والرؤى بسبب
الاختلافات الفردية - فليس هناك شخصان متطابقان تمام
التطابق في الخبرات والمكونات الثقافية أو الاجتماعية ...
**************************************************
