وقفَ الغريبُ وما الوقوفُ الأغربُ
وقفَ الغريبُ وما الوقوفُ الأغربُ
إلا لأمْرٍ بالحُشاشةِ يَذْهَبُ
رجَفَتْ يداهُ وصارَ أصفَرَ لونُهُ
ودموعُهُ مسجورةً تَتَصَبَّبُ
ذهَبَ الجميعُ وظلَّ يبكي وحدَهُ
لا شيءَ ينفعُ إنْ جفاكَ الأقْرَبُ
ورَقٌ هيَ الدُنيا بلونٍ أسْوَدٍ
و تُنيرُها الأقلامُ فيما تَكْتُبُ
يا كلَّ شيءٍ لي وأعْذَبَ مَا مضى
إنْ لم تَعُدْ فالمَوتُ عندي الأعْذَبُ
دَقّاتُ قلبِي في الوصالِ تلاصَقَتْ
حتى وكادَ العُمْرُ صُبْحاً يَغْرُبُ
أنا يا وحيدُ أنا فؤادُكَ زِدْتَني
ثقْلاً وإنِّي قبلَ ذلكَ أحْدبُ
وقفَ الغريبُ وكانَ أوّلَ ناكِثٍ
عَهْدَ الوفاءِ أخوهُ بلْ حتى الأبُ
ومِنَ الوضاعَةِ في الجماعةِ قولُهُم
نصْفُ الشجاعَةِ في القِتالِ المَهْرَبُ
وعَرَفْتُ والأيامُ آخِرُ شاهِدٍ
أنَّ الشُجاعَ مِنَ الرِّجالِ الأعْزَبُ
كانَتْ مؤامَرةً عليَّ وإنَّما
يبقى الكتابُ إذا تولّى المَكْتَبُ
ولقدْ كَسَبْتُ مِنَ المُسيءِ بأنّني
حتى النِّهايةِ مُحْسِنٌ و مُؤَدَّبُ
للهِ أنتَ وفيكَ قلبٌ صارِخٌ
ذابَ الحديدُ وأنتَ شيءٌ أصْلبُ
ولقدْ صبَرتَ وكنتَ ناقةَ صالحٍ
ذبحوا الفصيلَ وأنتَ ضَرْعٌ يُحْلَبُ
إنّ الدّليلَ على صديقٍ مُبْغِضٍ
هُوَ في قليلٍ مِنْ عتابِكَ يَغْضَبُ
زَهِدَ الأحبَّةُ بي وكنتُ مُعاتَباً
و زَهِدْتُ بالدُنيا فما لكَ تَعْتِبُ
وجَلَسْتُ في الصَحْراْءِ أنْطُرُ ركْبَهُمْ
حتى سَمِعْتُ الريحَ مِثْلي تنْدُبُ
ووقفتُ أذْكُرُ كلَّ شَخْصٍ ضاحِكٍ
يوماً وأذكرُ كلَّ شخْصٍ يلْعَبُ
ولقدْ شرِبْتُ الماءَ شُرْبَ مُصارِحٍ
فإذا الترابُ هوَ الصديقُ الأنْسَبُ
وأقولُ أينَ الأصْدِقاءُ وكُلُّهُمْ
كَذِبٌ كما أنَّ الصداقةَ أكْذَبُ
هذا الزَّ
مانُ رضيتُ منذُ عرَفْتُهُ
ما عُدتُ مِنْ أفعالِهِ أتَعَجَّبُ
خذ مِن فَمي عسَلَ الزّمانِ و طَعْمَهُ
واسْألْ دَمِي المَبْعوثَ عَمّنْ جرَّبوا
وحيد_خيون
**************************************************