تِيْـه
تائهٌ ما رابَ من بَوحِ المَدى
أَجنونُ الرِّيحِ أم رَجعُ الصّدى ؟
والحِكاياتُ التي لا تَصْطَلي
بَرْدَها المَحمومَ إلّا أَزْبَدا
لفتاةٍ والضّفيراتُ بَكتْ
بنَشيجِ الطُّهرِ دَمعاً كالنّدى
أينَ ألعابُ صِباها طُوِّحتْ ؟
وأغانيْها تَراتيلُ الهُدى
أَبَتيْ يا أَبَتيْ ما دُمَيتي !
كمْ أُناغِيْها ويُبكيْها العِدا
وتُواسيني كأنِّي لمْ أَزلْ
باجْتراعِ اليُتمِ فَرداً أَوحَدا
كنتُ أَغْذوها حَناناً ويَدي
تَمْشُطُ الشّعرَ البَهيَّ الأَجْعدا
منْ يُواسيْ دَمعتيْ يا أَبَتي ؟
وطُروسُ الرَّسمِ سِفراً أَسْودا
وعَدتْني نَسمةٌ في فَجرِها
لِمْ تُراها أَخلفتي المَوعدا ؟
***
يا شآمُ الطُّهرِ لا تَبتئسي
جعلَ اللهُ هُداكِ الفَرقدا
إنَّها لحظةُ يكبو فارِسٌ
ثُمَّ يَهديْ اللهُ من كانَ اهتدى
ها هيَ الشّامُ تَضاريسُ هَوىً
وتَرانيمُ ضِياءٍ وهُدى
عَرَجتْ من مُقلتَيْها دَعْوةٌ
تَنْشُدُ الباري الرؤوفَ الصّمدا
ربّما بَلَّ غَمامٌ ثَغرَها
ويُداويْ النُّورُ جَفناً أَرمَدا
..
عبد السلام بركات زريق
**************************************************