علم الدولة : رقم العضوية : 9 الجنس : تاريخ التسجيل : 23/11/2008عدد المساهمات : 5179نقاط : 8875الجنسية : عراقية
موضوع: الماضى و الحاضر الأحد 3 مايو - 12:35
الماضى و الحاضر
ذهبت إلى المكان الذي طالما ملأني فيه إحساس براحة الروح والجسد، هذا المكان هو شجرة وحيدة في الصحراء ظلها العريض يغطي المكان الذي أجلس به ورائحتها الجميلة الذكية تزيد من سحر المكان. وتأملت هذه الشجرة في هذا المكان... إتها هنا من قديم الأزل، وهي تشهد على الصلة بين الماضي والحاضر. وتعجبت... كيف يحدث في هذه الصحراء الجرداء أن تنبت مثل هذه الشجرة لتصبح بهذا الحجم الضخم ويمتذ ظلها لي ولمخلوقات عديدة وتكون مأوى لشتى أنواع الطيور. وهنا مرعلى خاطري سؤال... ماهي الصلة بين الماضي والحاضر؟ فكيف بدأ هذا الكون؟ وكيف هيأ الإنسان لنفسه معيشته على هذه الأرض التي سخرها الله لتكون مسكنا له؟ هنا في هذا المكان أتأمل في حياة الإنسان وفي الحياه وفي الموت... الحياة متمثلة في ظل الشجرة الذي تلجأ إليه شتى المخلوقات لتستمد منه الحياه، وفي الموت متمثلا في لهيب حرارة الشمس القاتل في هذه الصحراء الجرداء. كيف يمكننا فهم هذه الصورة من الحياه والموت؟ هذه الصورة تشير الى الخير والشر، وتجعلنا نتذكر قصة الأخوين قابيل وهابيل التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، لتكون مثالا حيا لنا على مر العصور. هل استطاع الإنسان أن يفهم المغزى من هذه القصة التى جرت أحداثها منذ آلاف السنين؟ في واقع الأمر نحن لم نتعلم شيئا، فنحن نرى الأخ يقتل أخاه والابن يقتل أباه والأم تقتل ولدها. إننا نرى اليوم كثيرا من الأفعال الشنيعة التي ترتكب باسم الدين ولكنها في الحقيقة بعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الحنيف وعما أمرنا الله تعالى به. إن خلق الإنسان هو معجزة الكون التى صنعها الله تعالى، فماذا يريد هذا الإنسان؟ هل يريد السلام والخير لأخيه الإنسان؟ كيف لهذا الإنسانأن يختلق الأكاذيب والإشاعات في كل وقت وحين؟ ماذا نسمع وماذا نرى كل يوم؟ لقد فقد الكثير من بني الإنسان الإحساسبالجمال والخير، وأصبح ما يبهرنا هو الإشاعات الكاذبة وقصص الخيانة والغدروضياع حقوق الآخرين. هنا نجد قصة قابيل وهابيل مثالا حيا لنا، فقد أعطانا الله جل جلاله هذا المثال لكي نتعلم منه دروسا للحياة كإخوة. فلو سار البشر في طريق الشر فستزهق الكثير من الأنفس. إن جريمة القتل بدون وجه حق هي أبشع جريمة على وجه الأرض، إنها جريمة تهتز لها السموات والرض ومن عليها.