قصيدة عن الام
أجمل ما نظمه الشعراء من قصائد رائعة تحمل في أبياتها أجمل المعاني و الكلمات الصادقة عن نبع المحبة والحنان ، ومصدر الأمان والدفء والعطاء ، ومدرسة الحياة على مر الزمان .
ذلك المخلوق الرقيق الذي يكافح ويربي ويسهر ويحنو لكي تنشأ الأجيال وترقى الأمم . فهي تحملت ألم الحمل والولادة ، وأرضعت بحب وصفاء ، وصبرت على مشاكل الأبناء التي لا تنتهي ، وكل همها أن يسعد أبناؤها الذين مهما كبروا فهم في عيونها أطفال صغار .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ” جاء رجلٌ إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ ، قال : أمك ، قال: ثم من ؟ قال : أمك ، قال: ثم من ؟ قال : أمك ، قال: ثم من ؟ قال : أبوك .
قال حافظ إبراهيم :
الأم مدرسة إذا أعددتها * أعددت شعبا طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا * بالري أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الألى * شغلت مآثرهم مدى الآفاق
قال ابراهيم المنذر :
أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا * بنقوده حتى ينال به الوطر
قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى * ولك الجواهر والدراهم والدرر
فمضى وأغمد خنجرا في صدرها * والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط دهشته هوى * فتدحرج القلب المعفر إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو معفر * ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حنوه * غضب السماء به على الولد انهمر
فاستل خنجره ليطعن نفسه * طعنا سيبقى عبرة لمن اعتبر
ناداه قلب الأم كف يدا ولا * تطعن فؤادي مرتين على الأثر
قال أبو العلاء المعري :
العيش ماض فأكرم والديك به * والأم أولى بإكرام وإحسان
وحسبها الحمل والإرضاع تدمنه * أمران بالفضل نالا كل إنسان
قال مسعود سماحة :
وما صلّ ترافقه المنايا * ويجري السما قتّالا بفيه
بأقبح من عقوق لا يراعي * كرامة أمه ورضى أبيه
قال الشاعر القروي :
تحير بي عدوي إذ تجنى * عليّ فما سألت عن التجني
وقابلَ بينَ ما ألقاهُ منهُ * وما يَلْقى من الإِحسانِ مني
يبالِغُ في الخِصامِ وفي التجافي * فأغرقُ في الأناةِ وفي التأني
أودُّ حياتَهُ ويودُّ موتي * وكمْ بيــنَ التَمَني والتَمَني
إِلى أن ضاقَ بالبغضاءِ ذَرْعا * وحسَّنَ ظَنَّهُ بي حسنُ ظني
عدوي ليسَ هذا الشهدُ شهدي * ولا المنُّ الذي استحليْتَ مني
فلي أمٌ حَنُونٌ أرضعتني * لبانَ الحب من صَدْر أحنِّ
على بسمَاتِها فتحتُ عيني * ومن لَثماتِها رويتُ سِنِّي
كما كانتْ تُناغيني أُناغي * وما كانتْ تُغَنيني أُغَني
سَقاني حُبُّها فوقَ احتياجي * ففاضَ على الوَرى ما فاضَ مني
**************************************************