كتابات ساخرة قصص قصيرة جدا لجميل حمداوي 3
61- الخطيب المفوه....
يوم الجمعة، ألقى الخطيب المفوه خطبة لم ينهها إلا بآذان صلاة العصر...
62- تيفيناغ...
في تمازغا، تزوج الأمازيغي بتيفيناغ...
ولما لم يجد مسكنا يأويه...
تزوج لغة الضاد لتحميه...
63- الشاعر...
تخرج من الجامعة شاعرا...
لم يجد الوظيفة التي كان يحلم بها...
فباع في سوق المزاد بثمن بخس كل استعاراته وقوافيه...
64- التفاوض...
كل مرة، يجتمع زعماء العرب ليتفاوضوا حول مكان التفاوض حينما تفشل المفاوضات التي تفاوضوا حولها قبل هذه المفاوضات التي تفاوضوا حولها...
65- الغربة...
أحس بغربة مريرة في بلده السعيد...
في حقيبته المهترئة....
وضع كل همومه الدفينة وأحزانه المبعثرة...
طلق دينه ، وعانق الآخر...
بعد أن بال على هويته ووطنه وأمته...
66- الحب الأعمى...
بشراسة قتلها....
لأنه أحبها بجنون....
67- الحب الفاشل...
ارتحل بعيدا... بعيدا...
شيع حبه القديم...
وحيدة تركها تندب حظها...
وتراجع ذكرياتها...
التي أعدمتها بغرورها الفاشل...
68- جوع كلبك يتبعك...
في قصره ذي الدهاليز العديدة، والمتاهات الشائكة...
احتفظ الحاكم بأمر الله بخزينة الدولة ليجوع كلابه المسعورة...
69- تسونامي...
فوق رمال المحيط المتوهجة...
استلقت الثعابين المتبرجة...
ومدت سيقانها العارية...
لتدغدغ غرائز الشمس العاشقة...
لكن تسونامي اغتصبهن بمياهه الغارقة...
70- الشركة
ابتاعت الشركة العربية طائرة صينية بخسة الثمن، حلقت في السماء دقيقة واحدة، فسقط المحرك بركابها، وبقي هيكلها في السماء...
71- الوردة...
تجردت الوردة من ثيابها الزاهية...
استلقت على الفراش عارية...
فارتشف النحل رحيقها بشفاه ظامئة...
72- الخائن...
عميلا كان للمستعمرين، فهنأوه...
بعد الاستقلال، بأوسمة البطولة نيشوه...
بأنواع المنح أتخموه...
تمثالا في وسط المدينة نصّبوه...
وزيرا للمالية عينوه...
73- المقاوم...
أثناء الاستعمار، قضى كل حياته يطارد العداة...
وإبان الاستقلال، طارده البغاة...
وبعد الاستقلال، شيعه العتاة...
74- الساحرة...
سحرته برموشها الوارفة...
فارتمى بين أحضان الساحرة...
فأفرغت كل جيوبه العامرة...
وأرسلته إلى بلده بأيد فارغة...
ووشمته بأمراض شائكة...
75- القصيدة...
أهلكته العاشقة...
بالقوافي المتعانقة...
والأوزان الصافية ...
والاستعارات الشاردة...
فطلق القصيدة العانسة...
والرواية الساهرة...
وتزوج القصة القصيرة اليانعة...
فأنجب من هذه الفاتنة...
كتابات ساخرة...
76- اللوحة الفارغة....
وحيدا في الرواق يفترس اللوحات العارضة...
خرجت من اللوحة امرأة شابة...
عشقت فيه وسامته الطالعة...
فارتمت بين أحضانه هائمة...
فخرج سريعا بالمرأة الوالهة...
وترك اللوحة فارغة...
77- حرفة الكتابة...
عاش وراقا بائسا ينسخ الكتب الصفراء...
يبيعها للأغنياء والوزراء...
فاختار بعد ذلك حرفة الكتابة ...
وصار أديبا مشهورا...
بيد أنه عاش حياة الفقراء...
أنهكته القروض الصغرى والكبرى...
فأحرق كل أوراقه الواهمة...
ومزق كل كتبه الحالمة...
وفي الطرقات، شتت حياته الضائعة
78- المريض
ذهب إلى المستشفى ليزور زهرته المريضة، فعاد من المستشفى فرعا ذابلا...
79- التلوث...
تبخرت الأدخنة في صدره...
تلوثت شرايينه...
وتضببت أعضاؤه...
وتشققت أسنانه...
وتقطعت أنفاسه...
فصعدت روحه...
80- مطرب الحي لا يطرب
بنى لقومه بتامزغا مجدا عظيما...
وشيد لهم بالضاد صرحا مجيدا...
ورسم لهم بتيفيناغ تاريخا فصيحا...
لكن قومه بالثلب همشوه...
وبالسب نهشوه...
و في الشباب ضيعوه...
وفي الكهولة باعوه...
وبسرعة هجّروه...
فقال غريب القوم:
سيذكرني قومي إذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
**************************************************