مفردة قرآنية يُنْظَرونَ 162:

مفردة قرآنية يُنْظَرونَ 162:
يمهلون، والنظر حسب العين، ويقال نظرت إلى كذا من نظر العين، أو من نظر القلب، ويقول القائل للمؤمل يرجوه، إنما ننظر إلى الله، ثم إليك، أي إنما أتوقع فضل الله ثم فضلك. والنظر أقل الشيء يكون بالعين، وكذلك النظران ، وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في كتاب لسان العرب الجزء 14: "النظر إلى وجه علي عبادة"، وقال إبن الأثير: "قيل معناه أن علياً، كرم الله وجهه، كان إذا برز قال الناس: لا إله إلا الله، ما أشرف هذا الفتى! لا إله إلا الله ما أعلم هذا الفتى! لا إله إلا الله ما أكرم هذا الفتى! أي ما أتقى، لا إله إلا الله ما أشجع هذا الفتى!" فكانت رؤيته عليه السلام، تحملهم على كلمة التوحيد.لا اله الا الله .
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، في سورة البقرة، الآية 162: "خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون"، تخفيف العذاب في الآية، هو نقصان مقداره عنهم، فالذي له مقدار معين لا ينقص منه حتى يوفى اليه ، والعذاب هو الألم الذي له إمتداد. أما الأنظار، وهم لا ينظرون لا يمهلون قد ما يقع النظر في الخلاص، وأًصل النظر الطلب، فالنظر بالعين هو الطلب بالعين، وكذلك النظر بالقلب، أو باليد، أو بغيرها من سائر الحواس، تقول أنظر الثوب أين هو، أي أطلبه أين وجدته فأتي به، والفرق بين العذاب والإيلام، أن الإيلام قد يكون بجزء من الألم الذي له إستمرار في أوقات، ومنه العذاب لإستمراره في الخلق ، والعذبة لإستمرارها بالحركة، وقانا الله وإياكم منهما، وجعلنا من أهل الخير في الدنيا، والسعادة في الآخرة، وبعداً للعذاب عنا وعن اهلنا واخواننا واحبائنا ، والناس اجمعين ان صح التعبير...
والنظر الإنتظار، وإنتظرته بمعنى واحد، فإذا قلت إنتظرت فلم يجاوزك فعلك فمعناه وقفت وتمهلت. كما جاء في التنزيل "إنظرونا نقتبس من نوركم"، معناه آخرونا. وأنظرني إنتظرني أبتلع ريقي أي أمهلني حتى ألبي الطلب ...
د. عصام العيتاوي