علم الدولة : رقم العضوية : 8 الجنس : تاريخ التسجيل : 04/04/2009عدد المساهمات : 5760نقاط : 11263الموقع : ارض الرافدينالجنسية : عراقية
موضوع: ((إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)) الخميس 28 يناير - 8:55
((إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا))
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِســـْـــــــــــــــــمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمِ ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 1 - 8]. ------------------------------------------------- إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا _ لهذه الآية في القلوب مكانةً عظيمة، ولها في النفوس منزلة علية؛ وذلك لأنها اشتملت على وعد من الله - عز وجل - أكيد، فوقعتْ على الأفئدة كما يقع الدواء النافع على الجرح الغائر، فما من ملمَّة تلم بنا، ولا من مصيبة تنزل علينا، نتذكر معها الآية إلا سرِّي عنا، وهان علينا ما يلحق بنا؛ لأن مَن يعلم أن المعنى: أنه ما من شدة إلا سيأتي لها من بعد شدتِها رخاءٌ، وما من عسر في هذه الدنيا إلا وسيكتنفه يسرٌ؛ فليس لليأس إليه معها سبيل، ولا للضيق إليه معها طريق، فواعجبًا! كم أودع الله - عز وجل - فيها من النفحات العجيبة، التي تُزِيل هذه الوطيئة وترفعها، أو تعمل على تخفيفِ حدَّتِها!
_فمن كرم الله - عز وجل - وعظيم لُطفِه، وجزيل عطائه، ووفير منِّه، أن ذكر اليسر في هذه السورة مرَّتين - وكذا العسر! - فبيَّنأن مع العسر يسرًا، وأن عقب الشدة رخاءً، والكرب يعقبه فرج، والتقتير يتلوه تيسير، وأنه - عز وجل - يبدِّل الضيق سَعة، والفقر غنى، والشقاوة سعادة، ويخلف الحزونة سهولة، وبقدر ما يعظم البلاء، فسيعقبه - ولا شك - الأجرُ والرخاء، وعلى قدر المشقة فيه يكون الأجر والثواب، واعلم أنه لا يدوم الحال بحال، وأن الأيام تتعاقب وهي دول، قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "لو كان العسر في جحرٍ، لدخل عليه اليسر حتى يُخرِجه" .
أيها البائسُ صَبْرا إن بعدَ العسرِ يُسْرا فلا تحزن أيها العبد ولا تضجر، وتفاءلْ ولا تقنطْ، واحمدِ الله ولا تسخط، وارجُ الله سبحانه ولا تيئَس، وأحسنْ ظنَّك بربِّك وانتظر منه كل خيرٍ وجميل، وفعل لطيف جليل. اصبرْ قليلاً فبعدَ العسرِ تيسيرُ وكلُّ أمرٍ له وقتٌ وتدبيرُ
_وافرحْ باختيار الله - عز وجل - لك، فإنك لا تدري أين المصلحة؛ فقد تكون الشدة لك خيرًا من الرخاء، وإذا ضاقت بك الدنيا فلا تقل: يا رب، عندي هم كبير؛ ولكن أَعلِمِ الهمَّ أن لك ربًّا كبيرًا.
_فهذا وعد من الله - عز وجل - في هذه الآيات بتيسير كل عسير، للنبي الكريم - عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم - وهو كذلك على عباد الله - عز وجل - المؤمنين. ((إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)) ==============