فيصل الكناني عضومتقدم
علم الدولة : رقم العضوية : 21 الجنس : تاريخ التسجيل : 20/09/2008 عدد المساهمات : 12754 نقاط : 24490 تاريخ الميلاد : 07/04/1960 العمر : 64 الموقع : العراق العمل/الترفيه : سأل الممكن المستحيل : أين تقيم ؟ فأجابه في أحلام العاجز الجنسية : عراقية المزاج : من يحب الشجرة يحب أغصانها الاوسمة :
| موضوع: الصديقة مريم بين القرآن و الانجيل الجمعة 7 مايو - 20:12 | |
| الصديقة مريم بين القرآن و الانجيل
ما ورد في إنجيل ( لوقا ) و نصّه : " . . . اُرسل جبرائيلُ الملاكُ من الله إلى مدينةٍ من الجليل اسمها ناصرة , إلى عذراءٍ مخطوبةٍ لرجل من بيت داود اسمه يوسف , و اسم العذراء مريم . فدخل إليها الملاك و قال : سلامٌ لكِ أيّتها المنعَم عليها , الربّ معكِ , مباركة أنت في النساء . فلمّا رأته اضطربت من كلامه و فكّرت ما عسى أن تكون هذه التحيّة ؟! فقال لها الملاك : لا تخافي يا مريم , لأنّكِ قد وجدتِ نعمةً عند الله , و ها أنتِ ستحبلين و تلدين ابناً و تسمّينه يسوع . هذا يكون عظيماً , و ابنَ العليّ يُدعى , ويعطيه الربّ الإله كرسيّ داود أبيه , و يملك على بيت يعقوب إلى الأبد . و لا يكون لملكه نهاية . فقالت مريم للملاك , كيف يكون هذا و أنا لستُ أعرف رجلاً ؟ فأجاب الملاك و قال لها : الروح القدس يحلّ عليك , و قوّة العليّ تظّللك . فلذلك أيضاً القدّوس المولود منكِ يُدعَى ابنَ الله . وهوذا ( اليصابات ) 4 نسيبتك هي أيضاً حبلى بابن في شيخوختها , و هذا هو الشهر السادس لتلك المدعوّة عاقراً , لأنّه ليس شيء غير ممكن لدى الله . فقالت مريم : هوذا أنا أمة الربّ , ليكن لي كقولكَ . فمضى من عندها الملاك . 5 و جاء في إنجيل ( متّى ) : " أمّا ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا : لمّا كانت مريم اُمُّه مخطوبةً ليوسف قبل أن يجتمعا وُجدت حبلى من الروح القدس . فيوسف رجلها إذ كان بارّاً ولم يشأ أن يشهرها أراد تخليتها سرّاً . و لكن فيما هو متفكّر في هذه الاُمور إذا ملاك الربّ قد ظهر له في حلم قائلاً : يا يوسف بن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك , لأنّ الّذي حُبل به فيها هو من الروح القدس , فستلد ابناً و تدعو اسمه يسوع , لأنّه يخلص شعبه من خطاياهم " . 6 و في إنجيل برنابا ـ في الفصل الأول ـ ما نصّه : " لقد بعث الله في هذه الأيام الأخيرة بالملاك جبرائيل إلى عذراء تدعى مريم من نسل داود من سبط يهوذا . بينما كانت هذه العذراء ـ العائشة بكلّ طهر بدون أدنى ذنب , المنزهّة عن اللوم , المثابرة على الصلاة مع الصوم ـ يوماً مّا وحدها و إذا بالملاك جبرائيل قد دخل مخدعها و سلّم عليها قائلاً : ليكن الله معكِ يا مريم . فارتاعت العذراء من ظهور الملاكَ , و لكن الملاك سكن روعها قائلاً : لا تخافي يا مريم , لأنّكِ قد نلتِ نعمةً من لدن الله الذي اختاركِ لتكوني اُمّ نبيّ يبعثه إلى شعب إسرائيل , ليسلكوا في شرائعه بإخلاص . فأجابت العذراء : و كيف ألد بنين و أنا لا أعرف رجلاً ؟! فأجاب الملاك : يا مريم إنّ الله الذي صنع الإنسان من غير إنسان لقادر أن يخلق فيكِ إنساناً من غير إنسان , لأنّه لا محال عنده . فأجابت مريم : إنّي لعالمة أنّ الله قدير , فلتكن مشيئته . فقال الملاك : كوني حاملاً بالنبيّ الذي ستدعينه يسوع . فامنعيه الخمر و المسكر و كلّ لحم نجس , لأنّ الطفل قدّوس الله . فانحنت مريم بضعةً قائلة : ها أنا ذا أمة الله , فليكن بحسب كلمتك " . 7 *** قلت : ما جاء في إنجيل برنابا أسلم و أوفق بالاعتبار ممّا جاء في إنجيلي لوقا و متّى . أولاً : جاء في إنجيل لوقا : " القدُّس المولود منك يُدعَى ابنَ الله " . 8 و فيه أيضاً : أنّ مريم لمّا أتت خالتها ( اليصابات ) باركتها و وصفتها بأنّها اُمّ ربّها : " و قالت : أنتِ مباركة في النساء و مباركة هي ثمرة بطنك . فمن أين لي هذا أن تأتي اُمّ ربي إليَّ " . 9 و هذا شيءٌ غريب ، كيف يكون الولود من امرأةٍ ابناً لله ، بحجة أنّه لم يولد من أب ؟! إذن لكان الأولى أن يكون آدم ابناً لله ، حيث لم يلده إبٌ و لا اُمّ . ثم كيف أصبح هذا المولود من غير أب إلهاً من دون الله ؟! الأمر الذي يرفضه العقل الرشيد . قال صاحب كتاب ( الفارق بين المخلوق و الخالق ) : ما جاء في إنجيل لوقا (ص 32 :1) : ( و ابنَ العليّ يُدعى ) . هذه الجملة منتزعة من قول زكرّيّا ( عليه السَّلام ) في ابنه يحيى : ( و أنت أيّها الصبّي نبيّ العليّ تُدعى ) ( لوقا 76 : 1 ) ، فحرّفت في حقّ عيسى ( عليه السَّلام ) إلى قول لوقا على لسان المَلَك : { و ابنَ العليّ يُدعى } ليوهموا الناس أنّ المسيح إله ابن إله . 10 و ثانياً : قوله : { هذا يكون عظيماً ، و ابن العليّ يُدعى ، و يعطيه الربّ الإله كُرسي داود أبيه ، و يملك على بيت يعقوب و لا يكون لملكه نهاية } . . . قال الاُستاذ النجاّر : إنّ هذه العبارات تفرّد بها لوقا ، ولم يذكرها أحد من كُتّاب لأحواله العالمون بشأنه ـ و أفاض على لوقا الذي ليس تلميذاً و لا من الإثني عشر ، بل رجل دخل في الدين متأخّراً و صار تلميذاً لبولس الذي لم ير المسيح ولم يعاشره . فهذه العبارة ممّا جاء به ليزيّن أمر المسيح و يدخل على الناس تعظيمه ، و المسيح ليس في حاجةٍ إلى ذلك . و قد طعن صاحب كتاب ( الفاروق ) على هذه الجملة " و يعطيه الإله كرسي داود أبيه " بوجهين وجيهين : الأول : أنّ عيسى ( عليه السَّلام ) من أولاد الملك ( يهوياقيم ) 11 و لا يصلح أن يجلس على كرسيّ داود ، لأنّه لمّا أحرق الصحيفة التي كتبها ( بارخ ) من فم النبيّ ( أرمياء ) نزل الوحي : " قال الربّ عن يهوياقيم ( يواقيم ) ملك يهوذا ، لا يكون له جالسٌ على كرسيّ داود " . 12 الثاني : أنّ المسيح ـ مع كونه لم يجلس على كرسيّ داود ـ أمر « بيلاطس » بضربه و إهانته ، و سلّمه إلى يهود ـ كما يزعمه النصارى ـ ففعلوا به ما فعلوا و صلبوه . على أنّه يبدو من إنجيل يوحنا ( 1ص6 )أنّه كان هارباً من قومه عندما أرادوا أن يجعلوه ملكاً و لا يُعقل أن يهرب من أمرٍ بعثه الله لأجله ، على ما بشّر جبرائيل اُمّه العذراء قبل ولادته . ومعلوم أنّه لم يملك بيتُ يعقوب ساعةً فضلاً عن الأبد . 13 يا اُخت هارون ؟
و يقول القاضي عبد الجبار في كتاب ( تنزيه القرآن عن المطاعن ) : و ربما قيل في قوله تعالى : ﴿ يَا أُخْتَ هَارُونَ ... ﴾ 14 : كيف يصحّ أن يقال لها ذلك و بينها و بين هارون الذي أخو موسى الزمان الطويل ؟ و جوابنا أنه ليس في الظاهر أنه هاورن الذي أخو موسى ، بل كان لها أخ يسمى بذلك ، و اثبات الايم و اللقب لا يدل على أن المسمى واحد . و قد قيل : كانت من ولد هارون ، كما يقال للرجل من قريش يا أخا قريش . 15 و يشرح المبشّرون هذه الناحية و يقولون : ورد في سورة مريم : ﴿ فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴾ 16. يبدو من هذه الآية أنّ محمّداً كان يرى أنّ مريم كانت أُخت هارون أخي موسى . و ممّا يزيد هذا الأمر وضوحاً و جلاءً ما ورد في السورة التحريم و نصّه : ﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ ... ﴾ 17 . و في سورة آل عمران : ﴿ إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ 18 . فلا شكّ أنّ محمداً توهّم أنّ مريم أُخت هارون التي كانت أيضاً ابنة عمران ( عمرام ) هي مريم نفسها التي صارت أُمّ يسوع ( المسيح عيسى ) بعد ذلك بنحو ألف و خمسمأة و سبعين سنة . و هذا خطأ جسيم ، لأنّه لم يقل أحد من اليهود أنّ مريم اُخت هارون و ابنة عمران بقيت على قيد الحياة إلى أيّام المسيح . 19 هكذا وهم تسدال و من حذا حذوه من المبشّرين ! لكنّه وهم فاحش ، إذ كيف يمكن أن يخفى مثل هذا الفصل البيّن بين موسى و المسيح ( عليه السَّلام ) على العرب العائشين في جوار اليهود و بين أظهرهم طيلة قرون ، و كذا مراودتهم مع نصارى نجران و الأحباش ، فضلاً عن نبيّ الإسلام النابه البصير ، ليتصوّر من مريم اُمّ المسيح موسى و هارون! إذ من يعرف أنّ لموسى و هارون أُختاً اسمها مريم ، لا يمكنه الجهل بهذا الفصل الزمني بين مريمين ! ثُمَّ كيف يسكت اليهود ـ و هم ألدّ أعداء الإسلام ـ على هذا الخطأ التاريخي الفاحش ولم يأخذوه شنعة على القرآن و الإسلام ؟ هذا وقد وقع التساؤل عن هذا التشابه على عهد الرسول ( صلى الله عليه و آله ) على ما نقله السيّد رضيّ الدين ابن طاووس عن كتاب ( غريب القرآن ) لعبد الرحمان بن محمد الأزدي الكوفي ( من كبار رجال القرن الثالث ) بإسناده إلى المغيرة بن شعبة ، قال بعثني رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) إلى أهل نجران ، فقالوا : أرأيت ما تقرأون { يا اُخت هارون } ، و هارون أخو موسى ، بينه و بين عيسى المسيح بكذا و كذا ؟ قال : فرجعت و ذكرت ذلك لرسول الله ( صلى الله عليه و آله ) فقال : ألا أخبرتهم ( أو قلت لهم ) أنّهم كانوا يسمّون بالأنبياء و الصالحين قبلهم ! 20 و هكذا أخرج ابن أبي شيبة و أحمد و عبد بن حميد و مسلم و الترمذي و النسائي و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و ابن حبّان و الطبراني و ابن مردويه و البيهقي في الدلائل عن المغيرة بن شعبة . . . الحديث . 21 نعم وهمت عائشة أنّها اُخت هارون أخي موسى ، فنبّهها كعب الأحبار بأنّها غيرها ، و الفصل الزمني بينهما كبير . و إنّما هو من تشابه الأسماء فرجعت عن زعمها . 22 و ذكر كعب أنّ الفصل الزمني بينهما ستمأة سنة . و لعلّه من حذف الألف في نقل الرواة . إذن لم يكن ذلك خافياً على أهل النباهة ذلك العهد و هكذا طول عهد الإسلام ، حتى يأتي تسدال و أضرابه من أهل السفاسف في مؤخّرة الزمان ليجعلوه شنعة على القرآن الكريم !! و الخلاصة ، أنّ التسمية باسم الآباء و الأمّهات تشريفاً بهم ، شيء معروف كما جاء في كلام الرسول ( صلى الله عليه و آله ) و لا سيّما و هارون كان سيّد قومه مهاباً عظيماً له شأن في بني إسرائيل . و هو أوّل رأس الكهنة الذي ترأّس في اللاويين أكبر قبائل بني إسرائيل . 23 أضف إليه أنّ اُمّ مريم ـ و هي أُخت اليصابات اُمّ يحيى ـ كانت من سبط لاوى من نسل هارون . 24 فهي من جهة الأمّ منتسبة إلى هارون ، فالتعبير بأُخت هارون ، معاتبة لها ، حيث علم أخذها بحرمة هذا النسب العالي . و هذا كما يقال للتميمي : يا أخا تميم ، و للهاشمي : يا أخا هاشم . . . روي ذلك ( انتسابها إلى هارون ) عن السدّي . 25 و هذا لا ينافي أن تكون مريم من جهة الأب منتسبة إلى داود من سبط يهوذا . 26 لأنّ العقاب إنما يقع بأشرف الأبوين . و هناك احتمال : أنّها شبّهت بمريم اُخت هارون و موسى ، لمكان قداستها و كانت ذات وجاهة عند قومها . و كانت تدعى أيضاً بأُخت هارون . و يعبّر عنها بالنبيّة كهارون أخيها . 27 و كانت أكبر من موسى بعشر سنين ، و هي التي قالت لها اُمّها : قصّيه ، عندما قذفت بتابوت موسى في النيل . و المعنى : أنّك تماثلين الصديقة مريم اُخت موسى و هارون ، فكان جديراً بك المحافظة على هذا المقام .
مركز الاشعاع الاسلامي للدراسات والبحوث
************************************************** | |
|
سومري عضومتقدم
علم الدولة : رقم العضوية : 16 الجنس : تاريخ التسجيل : 12/09/2009 عدد المساهمات : 4956 نقاط : 7566 الجنسية : عراقية
| موضوع: رد: الصديقة مريم بين القرآن و الانجيل السبت 5 يونيو - 20:34 | |
| بارك الله فيك علـى المـوضوع الجمـيل والطـرح الممـيز أفـدتنا بمـعلومات قـيمة ومفيدة جـزاك الله خـيرا
************************************************** | |
|
فيصل الكناني عضومتقدم
علم الدولة : رقم العضوية : 21 الجنس : تاريخ التسجيل : 20/09/2008 عدد المساهمات : 12754 نقاط : 24490 تاريخ الميلاد : 07/04/1960 العمر : 64 الموقع : العراق العمل/الترفيه : سأل الممكن المستحيل : أين تقيم ؟ فأجابه في أحلام العاجز الجنسية : عراقية المزاج : من يحب الشجرة يحب أغصانها الاوسمة :
| موضوع: رد: الصديقة مريم بين القرآن و الانجيل الجمعة 11 يونيو - 20:39 | |
| تواجدك المميز لموضيعي هو الإبداع بــنفسه .. تـســعدني...زيارتك دوما
************************************************** | |
|