الثقة بالله وحسن الظن به
ذكرت إحدى المعلمات حادثة حصلت لها قبل أكثر من 20 سنة وهي أنها كانت مشرفة على مقصف المدرسة وكان من عادتها أنها بعد انتهاء الفسحة تجلس تعد النقود وتحسب الربح وتتفقد الناقص وغيرها من متطلبات المقصف وكانت تعاونها إحدى الفراشات.
وكانت إمرأة مسكينة ضعيفة الحال تعول أبناءها الأيتام.
تقول المعلمة .. كنت ذات مرة أعد النقود وأغلبها ريالات لأن الطالبات ابتدائي وكانت الريالات أمامي كثيرة.
فكنت أمازح الفراشة وأقول لها تخيلي يا أم فلان لو هذه الريالات تحولت لخمس مئات.
فقالت : الله أكبر
ثم قلت تخيلي لو صارت لك
فقالت : يا الله من فضلك
فقلت : طيب وش بتسوين بهالفلوس يا أم فلان؟
أجابت بسرعة : أشتري بيت يضفني أنا وهالأيتام ويريحني من هالأجار
تقول المعلمة .. ضحكت وقلت : وييييين ياام أفلان؟!!
البيوت ماعاااااد يقدرون عليها الميسورين !!!
كيف عاد بغيرهم ؟!!!
فاجأتني الفراشة بأنها نظرت لي نظرة قوية
وقالت : ماطلبته منك يا أبلى فلانة
طالبته من الله سبحانه .. اللي رفع سبع
فأفحمني ردها
انتهينا من المقصف وأكملت يومي الدراسي حتى انتهى وعدت لمنزلي فلما حان وقت العصر .
أخذت بنياتي وذهبت لزيارة والدتي .. وكنت أراها أثناء جلستنا تتردد على الهاتف ومشغولة بالاتصالات.
فسألتها : مالخبر يا أمي؟
قالت : فلانة قريبتنا التي طُلقت .. جمعنا لها مالاً لنشتري لها بيتاً .. وقد تم ذلك .. ولكن حين اشترينا البيت .. اتصلت تخبرنا
أنها ولله الحمد تصالحت مع زوجها وعادت لبيتها.
والآن أستشير الأقارب .. وكلهم يقولون أخرجنا المال لله فلانريد استرجاعه بل يصرف في الخير ولاندري ما نفعل به
انطلقت المعلمة بلا شعور تحكي لوالدتها عن الفراشة المسكينة أم الأيتام وحالها مع الايجار وتعبها في توفيره وأمنيتها بالبيت
فعادت أمها تتصل بالأقارب وتسألهم عن رأيهم فاتفقوا أنه يعطى للفراشة المسكينة.
تتحدث المعلمة عن نفسها فتقول : سبحان الله لقدكان هذا الحدث درساً لي في الثقة بالله وحسن الظن به.
أنا التي كنت في وقت الضحى أضحك عليها وأقول من أين لك البيت .. أنا بنفسي وفي نفس اليوم آخذها لِنَمُرَّ على المكتب العقاري وتوقع العقد وتستلم البيت
ما أعظم فضل الله وما أحسن التعلق به وسؤاله من فضله
يدبر لك الأمور ويرزقك من حيث لا تحتسب
لِنُلِحَّ في الدعاء ولنتحرَ أوقات الإجابة فربنا تعالى قال في كتابه الكريم :
*ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ*
**************************************************