لماذا عليك عدم الإهتمام بكلام الناس
كلام الناس» بات عقدة وهاجساً يدور في أغلب المجتمعات، فالعاطل عن العمل يخشى من «كلام الناس» والمطلقة تخشى «كلام الناس» والعانس، والفقير كذلك، فلماذا كل هذا الخوف؟ وهل من المعقول أن يضطر الإنسان لفعل أشياء لا يرغبها من أجل إرضاء آخرين لا يعرف عنهم إلا كلامهم. تأثير كلام الناس في نفوس كثيرين تحول إلى عقبات؛ بسبب إحباطهم وخوفهم من الكلام.
«سيدتي نت» التقى الدكتور جبران يحيى، استشاري علم النفس والإرشاد الأسري بمركز إرشاد بجدَّة، ليوضح لنا كيف نتجاهل كلام الناس فينا ولا نعيره اهتماماً؟
بداية أوضح الدكتور يحيى أنَّ الشخصيات التي تتأثر بكلام الناس وتعليقاتهم لديها اعتلال في الشخصيَّة أو أنَّهم مصابون برهاب العاطفة، ومركز الضبط لديهم خارجي وليس داخلياً، كما أنَّ لديهم ضعفاً في الثقة بالنفس، ومفهوم الذات لديهم سلبي، وذواتهم هلاميَّة هشَّة ضعيفة، ويسعون لاستحسان ونيل رضا الآخرين، وسلوكهم توكيدي ضعيف.
الصفات التي تدفعنا للاهتمام بآراء الناس وكلامهم:
• لا تكوني مريضة برهاب العاطفة:
حالة الخوف والقلق المبالغ فيه من المشاعر السلبيَّة ومن رأي الآخرين فينا يسمى رهاب العاطفة، ويجعلك تلجئين وتعتمدين عليهم في اختيار ما يناسبهم لا ما يناسبك، ما يجعلك تعيشين دائماً في حالة من عدم الارتياح والقلق والتقليد الأعمى للآخرين، ونجد هذا الشخص دائماً يسعى إلى أن يكون محط إعجاب وتقدير الآخرين واستمالتهم للموافقة على كل ما يفعله أو يقوله ما يؤدي إلى طمس شخصيته والتردُّد في كل أمور الحياة.
• اجعلي مركز الضبط داخلياً وليس خارجياً:
من الناحية النفسيَّة الذين يبحثون لإرضاء الناس ووضع كلامهم محل الاهتمام هم أناس مركز الضبط لديهم خارجي، بمعنى آراء الناس وقراراتهم وكلامهم يتحكم في مصائرهم، ولذلك عليك أن تكوني مركز الضبط لكل أمورك واحتياجاتك وقراراتك من داخل ذاتك وليس من الخارج.
• الرغبة المستمرة في إرضاء الآخرين:
البعض لديه رغبة ملحة داخليَّة لإرضاء الآخرين والحصول على استحسانهم والحاجة للإحساس بالحبِّ، ولهذا هم دائماً بحاجة للإطراء وهذا السلوك قد يجعل هذا النوع من الناس موجهاً من قبل الآخرين وما يقولونه ورهن رغباتهم.
• الذات الهلاميَّة وضعف الثقة يدفعك للاهتمام بآراء الآخرين
يجب أن تثقي بنفسك وأحكامك على ذاتك، وعدم تصديق كل ما يقال عنك، مفهومك لذاتك يجب أن يكون إيجابياً وليس سلبياً، ويجب أن تكوني ممتلئة من الداخل معتدة بنفسك وإلا أصبحت آراء الآخرين محطمة ومقللة من إنجازاتك. وهذا ما يسمى بالذات الهلاميَّة أو الهشة والضعيفة.
• نقد الآخرين وآراؤهم تعبِّر عن أمراضهم
يبالغ بعضنا في نقد غيره وإبداء رأيه في كل صغيرة وكبيرة كنوع من الإزاحة وانتقاص الآخرين يخفف من مشكلاته. فلا تكوني محل إزاحة فهؤلاء يريدون أن تكوني أقل، لهذا فآراؤهم غير موضوعيَّة.
• ثقي بنفسك أنت مميَّزة
نعم أنت مميَّزة بكل تفاصيلك فلا تنزلقي وراء آراء الناس وطريقة تفكيرهم في الحياة و لا تصبحي صورة كربونيَّة لمن حولك، بل عيشي فقط بطريقتك الفريدة التي لا يمتلكها ولا يعرفها غيرك؛ ومحاولتك التصرُّف أو الحياة وكأنك شخص آخر يُفقدك جمالك الخاص ويضيع عليكِ فرصة اكتشاف نفسك واكتشاف ما يميزها فما عليكِ سوى مقاومة هذا للحفاظ على تميزك وبريقك الداخلي.
• لا تنشغلي بوهم الكمال
عليك أن تدركي أنَّ هؤلاء الذين تسعين إلى كسب رضاهم ليسوا كاملين، بل لديهم نفس المشكلات والعيوب التي لديكِ، بل ربما أكثر منكِ، فتوقفي واسألي نفسك: هل هؤلاء لديهم من الحكمة والفطنة أكثر مما لديك لتجعليهم مصدر الإرشاد والتوجيه؟
• رأي الآخرين لن يؤذيك
اعلمي جيداً أنك لست محور الانتباه، ولكن هذا لا يمنع من قيام الآخرين، إما في محيط الأسرة أو العمل أو الأصدقاء أو ممن لا يشكلون فارقًا في حياتك بإصدار بعض الأحكام، لذا تأكدي من أنَّ آراء الناس لن تضرك، إلا إذا سمحتِ بأن يكون لرأيهم تأثير على حياتك، فلا تشغلي بالك كثيراً بما يقال عنك، وهذا لا يعني إهمال آراء المقربين منك وعدم الاستماع لهم ولنصائحهم، مثل الوالدين والرؤساء في العمل والأصدقاء المقربين، ومشاعر الناس تتغير، فالناس يغيرون رأيهم، لذلك ما يرونه الآن قد لا يهم في المستقبل، فلا تضيعي وقتك في الانتباه إلى ما سيقولون.
• خطوات عمليَّة للتخلص من هذه الصفات:
ـ قيمي آراء الآخرين بشكل عملي وليس عاطفياً.
ـ خذي كلام الناس على محمل الجد وأهمليه في القرارات المصيريَّة وما يتعلق بتحطيم وانتقاص الذات.
ـ التدرج في قول كلمة "لا" وتجنب الشخصيات الاستغلاليَّة والمسيطرة.
ـ إضعاف مشاعر الخوف والقلق والذنب حيال آراء الآخرين.
ـ عزِّزي ثقتك بنفسك ولا تكوني محطة لإزاحة مشكلات الآخرين عليك
**************************************************