حتى الورد يتواضع و ينحني

حتى الورد يتواضع وينحني مع أنه من أجمل ما في الكون

الإستغراب يحتويني عندما أجد من يرى نفسه أجلّ وأعظمالخلائق ! وينظر لمن هو أقل منه نسباً وعلماً أو سناً نظرة دونية !
الغرور والكِبر آفة نجدهما عند صغار النفوس ..
نجد البعضيفتخر بنسبه وأصله , ونسيَ أن أصل الشخص فِعله..
واحداهما تعجب بجمالها, وتناست أن الله هو من صورها في أحسن تقويم .
وآخر تأخُذه العزة بعلمهوعبقريته ,
ونسيَ المسكين أن فوق كل ذي علمٍ عليم ..وأن الله هو من علمه ما لايعلم ..
وآخرين غرتهم أموالهم , ويا لقلة حيلتهم نسوا أن المال فاني ..

عـــــجـــبــــاً لـــــهـــم !!

لا ننكر أنالأصل والجمال والعلم والمال أشياء محببة والجميع يرغبها , ولا تُعاب , لكن إذاخالطها الكِبر والغرور , فقد يُفسدها كما يفسد الخل العسل ..
إن الله عز وجل يحب من ستر نفسه برداء التواضع ,
فهم يملكونأفئدة وعقول بالنور امتلأت ..
ويدركون تماماً أنه هو من أسبغ عليهم بتلكالنعم وقادر على أن يسلبها منهمفهم إذن يتصفون بالعقلانية والحكمة ..
أما من أعياه الغرور , وطُمٍست بصيرته وفؤاده عن الحقيقة ,
وتضخمت الأنا عنده, فمن حب الله ومن ثم الناس حرَمَ نفسه ..
إذن هم مُشوَّش فكرهم ..
يا إلهي الكبر والغرور داءانمهلكان وممقوتان من الرب والعبد ..
أما التواضع ..
فهوتاج المرء , وأعز الله من قال :
إذا شئتَ أن تزداد قدراً ورٍفعة,,,, فلِنْ وتواضع واترك الكبر والعجبا .
تواضع تكن كالنجم لاح لناظرعلىصفحات الماء وهو رفيعولا تكُ كالدخان يعلو بنفسه علىطبقات الجو وهو وضيع ..
هيا بنا نُلْبِس رؤوسنا تاج التواضع ونجعله شعارنا ,
مهما بلغمنصبنا أو مالنا أو علمنا ,
فالتواضع أخلاق الكرام والكبر شيم اللئام ..
بالتواضع تَخَلَقَ الأنبياء والصالحين , مع أن الله قد اصطفاهم ,,
إنها صفة من تحلى بها استطاع أن يضفي على وجهه نوراً ,
يستقطِب بهمحبة وقلوب الآخرين ..
وليس ذلك فحسب ! بل استطاع أن يحجز له مقعد في الجنان .. لأن رسولنا الكريم قال:
) لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة منكبر(.
وتذكروا أن تُمارِسوا التواضع بإعتدال , , دون افراط أو تفريط ..
فالإفراط به في غير محله, ربما تكون له عواقب وخيمة , قد تقودك إلىالذل والهوان ..
والتفريط به قد يجرفك إلى بــحــر الكِبر ..

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار ) ، وروي بألفاظ مختلفة منها ( عذبته ) و ( وقصمته ) ، و ( ألقيته في جهنم ) ، و ( أدخلته جهنم ) ، و ( ألقيته في النار ) .
تخريج الحديث
الحديث أصله في صحيح مسلم وأخرجه الإمام أحمد و أبوداود ، و ابن ماجة ، و ابن حبان في صحيحه وغيرهم ، وصححه الألباني .
معاني المفردات
نازعني : المعنى اتصف بهذه الصفات وتخلق بها .
قذفته : أي رميته من غير مبالاة به .
قصمته : القصم الكسر ، وكل شيء كسرته فقد قصمته .

موضوع في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك

**************************************************

حتى الورد يتواضع و ينحني 3dlat.net_04_16_5db8_5b4ffb7ed2fb2