حكي عن حكيم عربي قال : " ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئا نناضل من أجله "
أود أن أبدأ أوات بتعريف الرسالة والرؤية.
الرسالة (mission): ويحلو للبعض أن يسميها المهمة أو الدور وعي ما تود أن تسيير عليه في الحياة، وتقول لشخص: "ما رسالتك في الحياة ... أو ما دورك في الحياة ... أو ما مهمتك في هذه الحياة"، وهي عن شيء هام وطريق دائم.
الرؤية (vision): هي النتيجة النهائية التي تسعى شخصيا لصنعها، يعني هو ما تود الوصول إليه. والرؤية كلمة عامة للأهداف، بما أن الأهداف تنقسم إلى بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى.
الرسالة الرؤية
غير محددة بهدف. مثال "رسالتي أن أعلم الناس" فذلك شيء لا ينتهي فأنت تعلم الناس حياتك كلها. مقصد وهدف تريد تحقيقه مثال "أريد أن أكون مديرا" بعد أن تكون مديرا تنتهي مهمتك
اتجاه ليس له حسبة نتيجة تقاس وتحسب
غاية وسيلة
تحس بها وتشعر بها تعد وتقاس بالعقل
نوعية كمية
وفي ذلك نجد الناس أربعة أنواع:
1. رسالة ورؤية: هؤلاء هم من يعرفون مسارهم وتخصصهم فيه، ولديهم أهداف واضحة، فهؤلاء العظماء، المؤثرون، السعداء، الأقوياء، المنتجون، الواضحون، المقدامون مثلهم مثل الأنبياء والرسل والقادة الذين غيروا في أممهم ومجتمعاتهم وأروع الأنبياء محمد (ص) وأروع القادة الإصلاحيين العمران: عمر بن الخطاب وعمر ابن عبد العزيز.
2. رسالة دون رؤية: فهؤلاء يعرفون مسارهم لكن ليس لديهم خطة مكتوبة فهؤلاء صالحون نافعون وقادة مربون, جيدون غير أنهم غير واضحين في خطة إصلاحهم. ليس لديهم خطة ومتابعة، وفيهم جمع كبير ربما الأكبر من المتدينين والمشايخ فهم زينة الدنيا غير أن الكفار بتخطيطهم ورؤيتهم أقوى. قال الله تعالى :" والذين كفروا لعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" سورة الأنفال. وهؤلاء عادة ما يحققون السعادة دون النجاح.
3. رؤية دون رسالة: هؤلاء يعرفون ما يريدون دون أن يحددوا مسار حياتهم، مثلهم مثل العاملين في مؤسسات هادفة، والتجار المركزين في تجارتهم وأرباحهم فقط من أجل المال والنجاح. هؤلاء جيدون في الخطوط الثانية في سير الحياة. لكن غالبا ما يحققون النجاح دون السعادة.
4. لا رسالة ولا رؤية: هؤلاء لا يعرفون مسار حياتهم ولا ما يريدون، وهم على نوعين
أ. حائرون: لابد لهم من تحديد مسارهم وتخطيط حياتهم.
ب. ونوع ثاني غائب تماما عن معطيات الدنيا : غائصون في اللذات وحسب. يبني حياته على المتعة وفقط, المتعة شيء جميل ويجب أن تكون في حياة كل إنسان لكنها ليست غايته وير وجوده. هؤلاء يكثر في كلامهم "عايزين الفرفش بالمصرية"، "نحبو نزهاو بالجزائرية"، "نبي وناسة بالمصرية أيضا" و « I want fun in English » وأمثال ذلك في لهجة كل المجتمعات.
إن الرسالة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالسعادة، والرؤية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنجاح. فمن أراد النجاح والسعادة فليجمع بين الرسالة والرؤية.
فقط اختر لنفسك نوعا من هذه الأنواع.
يقول فرنسيس بيكون: " هاهو اختبار لمعرفة ما إذا كانت رسالتك على الأرض انتهت أم لا: إذا ما كنت حيا فهي لم تنته"