شكراً (نزار قباني)
شكراً..
لطوق الياسمين.
وضحكت لي..
وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك…
ظننت أنك تدركين……
…وجلست في ركن ركين.
تتمشطين..
وتنقطين العطر من قارورةٍ
وتدمدمين
لحناً كأيامي حزين
قدماك في الخف المقصب..
جدولان من الحنين.
وقصدت دولاب الملابس..
تقلعين ..وترتدين.
وطلبت أن أختار ماذا تلبسين…
أفلي إذن؟
أفلي أنا تتجملين؟
وقفت…في دوامةالألوان ملتهب الجبين.
**********
الأسود المكشوف من كتفيهِ.. هل تترددين؟
لكنه لونٌ حزين!
لونٌ كأيامي حزين.
ولبسته.. وربطتِ طوق الياسمين.
وظننت أنك تعرفين…
معنى سوار الياسمين.
يأتي به رجل اليكِ..
ظننت أنك تدركين..
هذا المساءْ..
بحانة صغرى رأيتك ترقصين
تتكسرين على زنودالمعجبين
تتكسرين…
وتدمدمين…
في أذن فارسك الأمين.
لحناً فرنسي الرنين…
لحناً كأيامي حزين.
وبدأت أكتشف اليقين
وعرفت أنك للسوى تتجملين.
ولهم ترشين العطور..
وتقلعين..وترتدين..
******
ولمحت طوق الياسمين..
في الأرض مكتوم الأنين.
كالجثة البيضاء…تدفعه جموع الراقصين.
ويهم فارسك الوسيم..بأخذه..
فتمانعين..
وتقهقهين..
لا شئ يستدعي انحنائك…
ذاك طوق الياسمين
**************************************************